الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزف الأخير ...

ميرآل بروردا

2009 / 1 / 18
الادب والفن



هاجس اللقاء العاجل المؤجل يهتك بكارة الحلم المستحيل، يخترق أروقة الذاكرة كزمنٍ متلاشٍ
سأنهي المشهد اللامكتمل للفجوة القصيرة الأمد ما بين ظلمتين نوراً وامضاً...
لأجمعن صكوك إرثي الدائن لي على نفسي، ولن أتحمل نزف داخلي المتهتك كبكارة عذراء ولأسكبن دخان حرائقي المضرمة مذ ثلاثة عقود إلى بياضين اثنين
بياض الورقة حيث أقران لغتي التي لم تحمل شيئاً كما حملت ذكورتي التي لم يتسنى لها تحديد مكنونها الألم القائم على خدمتي، والحب الأشهى من الحبر...
داخلي النازف حد التقيح بحراً يلبسني كثوبٍ كورديٍّ ضيقٍ وفضفاضِ...
دعوني أعتمر قبعة حزني وأمضي في الإنشاد لحناً للفراشة والزهر...
وهبوني طريدة النسر الهائم قمم زاردشت لأحاكي السماء نجوماً حيث وحي الله مرتعي...
يا الله كم اغتصبت حروفي حرفي ، وكم من الحزن كان الورق يبكي...
في الورق أخلف طفلي الذي لم يأتي، منكباً، منهكاً بتفسيري أحجيةً مولدها أنثاي و أرقي، يتلوني آياتٍ وآيات....ويعلم أنني في النزف الأخير قلدته وسام مذبحي...
سأزيح عن كاهل الورق شجني الجريح وحكاياتي الباكية ليغفو على السطر أبداً قلمي...
وأعانق المختبئ ما بين أسطر الليلك المنثور كما الهباء فيكون حاصل الجمع ما بين الحرب والسلم: طفولةٌ تبكي وسبايا يرقصن فرحاً بموتي...
على الطريق الممتدة عقوداً سارر حبري بياضك أيتها الورقة، فكان التاريخ وكان الشعر والنثر وكان التيه نهاية انتحاري على مكيدةٍ من نسجِ حلماتِ امرأتي...
الورق يسرد الخطيئة كظلٍّ للحقيقة والمكان الذي يعلن عناقهما هو الكمال...
أما أنت أيها الموت فستار هذه المسرحية
سأسدل الستار و أوقع بالنزف الأخير المشهد الملتحف باليقين المشتعل كالحبر السري في أقلام الموتى...
اقرأوني إذاً...
واقرأوا السور والآيات البيضاء منها والسوداء , يوم أسكب دخان حرائقي إلى بياض كفني
لأموتن في البهو المفضي إلى هاوية العتمة الدائمة، جليداً راشقاً زمني وأهوي من الأجرام المكتظة أفق السماء المطبق على كفني...
سأمضي لاهثاً مخلفاً أنثاي وحزني لجرش الأقحوان مُشيَّعاً من البياض إلى البياض..
ومن البياض إلى ظلمتي...
حيث قبري وشاهدةٌ أُرِخَت بتاريخٍ مضى وسيأتي مراتٍ ومرات دون أن يأتي...
أما نعوتي...فحيرة اليقين في الحرف تصف حماقتي...
أيكتبون بالحرف اللا مصاغ بعد..!؟
أم أنهم سيصرون على الأقلام بأسنانهم على أمل يائس بمرجعي..
أم أنهم سيشعلون اليقين في سراج النكبة الحمقاء ...نكبتي...
حسبك أيها الموت..!؟
حسبك يا موتي من ضجري وضحكتي، هازئاً بقدومك الصامت وجلجلة اللقاء...!؟
حسبك أيها الموت من أرقي وراحتي، قويا كلجامٍ مشدوقٍ إلى معصمي...
حسبك يا شريكي من كليَّ وحسب كليَّ منك أيها الموت...
هكذا أودعكم..هكذا أودعكم مصافحاً..
بيد من حبرٍ و من ورق، أعتزال الزهر للعطر وقطيعةً مستديمةً مع الضياء..
هكذا أودعكم...
لقاءً أمام موازين الجحيم والفردوس، يقينا صرفا ما بين الجحيم والجحيم عبوراً كَرَفةٍ للفردوس...
دمتم بشغفي إلى الكمال الدائم باخضراري...
دمتم بلوعة الليلك تزهو به صحراء قدري...
دمتم خارج حدود جحيم ٍ اختارني ثم اخترته...
دمتم ودام لكم فردوسكم المزعوم...
و
د
ا
ع
اً .....

دمشق
13/1/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب


.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز




.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم