الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبعينيّات حسن العلوي:زيف التنظيرات وسفاهة االتاريخ

فاروق صبري

2009 / 1 / 18
الصحافة والاعلام



على مدى حلقات عديدة لبرنامج(للتاريخ) والذي تعرضه الفضائية البغدادية جلس الصحفي حسن العلوي مع مقدمه الدكتور حميد عبدالله ليتحدث اليه عن محتويات كتبه خاصة تلك التي تخزّن ركاماً من الأحداث والمواقف والسيّر ويتنقل بينها وفيها بعيون تعكس زاوية محددة ومحدودة اختلطت عندها العقائدي المُصَفّر في خريف الشعارات الثورية والشخصي المُعَسلن بثارات وتهديدات الزير السالم.
لا حاجة للتوقف كثيراً أمام ذلك الركام وسياقاته الملتبسة وتفصيلاته المؤدلجة وتنظيراته المرتبكة ولكن لا بأس لو أشرنا إلى بعض ركام العلوي المنطوق بلغة (ناقة) حرب البسوس والمنشِّط لرائحة التفاح الكيميائية ، حيث (يكشف) سر تعمق و تعثر علاقاته مع حكومة الحسنيّات بعد أن عينته الأخيرة سفيرا لها في دمشق.
وخلال ( كشفه ) يعلن براءته من موائد الفنادق والسفرات والدولارات وولائم الاحتلال والطائفية والهريسة ويزعق بصوت أرعب مقدم البرنامج : لم أكن أبكي على الهريسة بل على الحسين!!!!!.
ولا يكتفي بإعلان براءته من_والتنكر لــــــــــ_ شخصيات عانق لسنوات طويلة منطقها الظلامي والدولاري وأنما حللها و فككها وخلخلها وفسرها ومن ثم عررررررررررررراها وهو يحدق صوب عدسة الكاميرا بنظرة مفكر يعلن سبق إكتشافه العلمي الجديد وهو يزعق ثانية : ان رائحة المستنقع كريهة !!!!!!!!!
ومن ثم يدلي بدلوه الثوري على طريقة أحد ديناصورات الثورة البيضاء والذي ما يزال يلبس بدلة الجنرال المزيف في الصورة ويلتحف وهم رئاسة العراق في الظلمة : سوف يتابع ويسمي ويعاقب مفسدي عهد ديمقراطية الدبابة الأميركية والذين استولوا على بيت أهله في بغداد ، اؤلئك المفسدون الذين لم يسأل أحد منهم عن صحته التي تدهورت بسبب تأكده بأن الحكومة الحسينيّة لا تنظر اليه الا بعين كونه سفيرا وسفيرا في دمشق حصراً.
ومن البرنامج نفسه نعرف أن العلوي دخل القصر الجمهوري- وطبعا عبر بوابة الدبابة الأميركية- بعد سقوط تمثال ساحة الفردوس ويبدو أنه تجول في صالات القصر وممراته وغرفه ، في لحظته انتابه وبل خيّم على روحه سرد ليوميات الدونية والردح لقائد ضرورة قادم لكن هذا السرد المشؤوم لم يعترض على حضور حلم يقظة يؤكد بأنه اذا لم يكن الرجل الأول في هذا القصر فلابد أن يكون الرجل المهم فيه وحلم يقظته انفجر كفقاعة عند بوابة السفارة العراقية في دمشق ، هذا الأمر لم يبح به العلوي في البرنامج المذكور لأن (االتاريخ ) الذي يستحضره ويصوغه كتابته لا يحتمل المستور والمخبوء في القلب والوقائع .
انه(تاريخ) للزعيق والثارات والزيف وسفك دموع التماسيح .
واذ يفضح العلوي أخوانه في الطائفة وفيلّات المخابرات والتنزه في دكاكين الأحزاب ، كونهم كانوا ومايزالون ينحنون للمرجعية الفارسية ، يشعر بإن فضحه الفكري التحليلي الثوري سوف يصفق له وبحرارة العرباويون وما تبقى من رعاع هلهولة للبعث الصامد القابعين أمام شاشات التلفزيون لكنه وهو جالس على كرسي (التاريخ) متوتراً ، ومتشنجا في الصوت والعينين، مستعرضاً أفضاله وأفكاره وتهديداته ، منتظراً اختفاء غمامته- التاريخ - السوداء وانبلاج شيكاته الخضراء يدرك أيضاً أن ذاكرة العراق ليست لها تاريخ مقلوب ومتقلَّب وإنها دوّنت بطولاته العقائدية بدءاً من محاولاته الثورية لازاحة رفيقه سعد قاسم حمودي من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية ولا إنتهاءً بتنظيف مجلة ألف باء من اعداء الثورة البيضاء ومن الصعاليك من أمثال عبدالامير الحصيري وجان دمو وغيرهم كثيرين.
تلك البطولات دشنها بمقولته(أنت أعدل من عمر وأشجع من علي # )الموجهة لولي نعمته السيد النائب ، تلك المقولة توسعت وتوضحت كدونية من دونيات المثقف لأرضاء وترسيخ تورم المستبد النفسي في افتتاحية مجلة ألف باء والتي حملت عنوان (الرشيد يعصف البرامكة) ، وفيها هلل العلوي لرشيد العصر صدام وهو يعدم بمسدسه الشخصي قائد برامكة العصر عدنان الحمداني وبعد مذبحة رفاق الحزب المتمردين!!!!!!!!!!!!.
وهذه المشاهد الحيّة وغيرها كثير لم ولن يتجرأ العلوي الداخل في سبعيتيّات عمره حتى التلميح اليها وغابت من تساؤلات مقدم البرنامج الخجولة وتعليقاته المتعثرة لأن (التاريخ) المراد كتابته التمييع وتجزئ الحقائق وتحقير قوس القزح العراقي بمنطق عرضحلجي المعدوم بذله والذي فاجأ كاميرا البغدادية بزعيق عروباوي أصيل أخر حينما أعلن غضبه من وجود كردي "هوشيار زيباري" كوزير للخارجية العراقية ، لأن هذا الأمر برأيه خيانة لتاريخ وعروبة العراق ، لذلك توّج غضبته الممتدة من الخليج الثائر الى المحيط الهادر بالدعوة إلى طرد جلال الطالباني والساسة والعسكريين والمواطنيين الاكراد من بغداد والمناطق العربية وارسالهم الى كردستان كي يشكلوا دولتهم المستقلة عن العراق ، والواقع أن هذا الكرم العلوي الطائي يتجاوز كرم ولي نعمته الأول والمتمثل بحكم ذاتي كارتوني وبل يبدو انه يتعارض معه ولكن الحقيقة المريرة والمضيئة تؤكد أن كرما المثقف الدوني وسيده ورغم اختلاف زمنيهما وتفصيلتهما سيف عروباوي مثلوم حاول ويحاول تجريد الاكراد من عراقيتهم ودفعهم إلى خندق وثقافة التعصب القومي وإلى مواجهة العرب للأكراد كأعداء لايمكن القبول بهم والتواجد معهم الا عبر خنادق الدم والخراب والموت.
والمثير للسخرية والسفاهة أن دعوة العلوي العروباوية تستند على –وتنبثق من- مرجعيات كتابية متمثلة في (كتابات وكتّاب) المواقع الالكترونية ما بعد الغزو البربري الأميركي للعراق ، من اسم مستكتبت تغذّى في السيدة زينب بدمشق على مائدة حزب الدعوة الشيعية بدمشق ويتعشى أو يحلم أن يتعشى على موائد بني صهيون من اسمه .

من لص وربيب لعدي صدام حسين المقبور واسمه مشعان الجبوري ، حاول في حلم يقظته المريضة أن يكون محافظا ً لمدينة الحدباء ، لكنه اقصي من وهمه بقنادر موصلية ، هولا غيره دعا قبل سنوات وعبر فضائية خليجية إلى قطع كردستان من جسدها العراقي .
من سقط المتاع العراقي السياسي والاعلامي يأخذ العلوي زعيقه الذي يدعي الزعامة والأصالة لكنه دوما ينتهي في الفراغ المعرفي ويتخندق في بؤرة الشخصي البليدة .
في جميع مراحل حياته كما هو الأن في سبعينيته وهو يدخل كهولة العمر والفكر يعشق ارتداء الأقنعة وبل يجيد تغيير أصباغها الملونة بسرعة البرق وتغيّر سعر البترول.

يغيّر جلده المرقط و(نظرياته) موسميا في عمره السبعيني وفق تغيّر المناخ السياسي ووفق حاجات ظروفه وأوهامه الشخصية لكنه لا يغيّر ما في النفس في اتجاه وعمق الرؤية الفكرية والانسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس
الزبيدي ( 2009 / 1 / 18 - 00:01 )
ليس بوسعي الا ان انحني لرائ كراءيك


2 - برقية
المنسي القانع ( 2009 / 1 / 18 - 00:51 )
رغم عدم إتفاقي مع الاستاذ فاروق في بعض (بعض قليل) ما ذهب اليه , ولا أريد أن أعلق وإنما أضيف تساؤلاً لكم وددت أن أسأل حسن العلوي عنه, فقد كان العلوي موفداً بإعتباره رئيس تحرير مجلة ألف باء الى بولونيا عندما قام صدام بقتل عدنان الحمداني وباقي قيادة الحزب (عدنان ألذي يبكيه حسن ألآن) فأسرع بإرسال برقية من صوفيا يمتدح ما فعله صدام ويؤيده وذيل البرقية بعبارة(سحقاً حتى العظام) . كنت أتمنى أن يشرح لنا ما قصده.وقد سمعت في حينها من أحد المسؤولين في الموصل بأنها (البرقية واللكلكة) لن تنفعه فقد طُلب منه البقاء خارج القطر !!!.
ولكم أستاذ فاروق خالص إحترامي


3 - مهرج
عراقي شابع قهر ( 2009 / 1 / 18 - 09:42 )
حسن العلوي مهرج وبهلوان معروف في السيرك القومي مثل صديقه الاخر محمد حسنين هيكل حيث كانوا يتناوبون في العرض شكرا للسيد فاروق على تعرية هذا الافاق فوالله ماكان صدام ليصير صدام لولا هؤلاء الوعاض ماسحي الاكتاف شركاء الجريمه


4 - شكرااااااااااااااا
سناء ناجي ( 2009 / 1 / 18 - 10:10 )
شكرا جزيلا يا أستاذ فاروق
هذا المدعو .... يستحق أكثر من هذه الملامة
غير أني ( وعذرا من مقاطعتي التي قد تبدو سمجة ) لم أفهم الكثير من معانيك
حبذا أخي لو تراجع اللغة التي تكتب بها مراجعة نهائية قبل النشر
فمن حقنا عليك كقراء ... أن تمنحنا لغة صافية ... تليق بهذا الصفاء الفكري والإنساني اللذين تحلق بهما


5 - الاستاذ فاروق
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 18 - 17:46 )
عاشت ايدك

اؤيد ماذهب اليه صاحب التعليق الثالث لانني ايضا عراقي شابع قهر

تقبل تقديري واحترامي

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر