الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالفات السريالية عند الأحزاب المغربية.

خالد ديمال

2009 / 1 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في كل مرحلة انتخابية بالمغرب تكون هناك وضعية انتقالية غير مكتملة تتراوح بين الديمقراطية واللاديمقراطية، وبحسب محللين- فالإنتخابات تبقى مرآة عاكسة للواقع السياسي المغربي، مرتبطة إلى حد ما بالواقع الإجتماعي والسياسي، وكذلك الوضع المؤسساتي والحزبي الذي تعتبره الغالبية من المتتبعين متسما بغياب النضج.أما البعض الآخر فيرى فيها( أي الإنتخابات ) فتحا سياسيا استطاع في ظرف زمني قياسي (أربعين سنة)تطويق التزوير،أكثر من ذلك إعطاء الكلمة للشعب.
لكن السؤال يطرح هكذا، هل فعلا تم إعطاء الكلمة للشعب؟..
إن نسبة المشاركة تفضح الخطاب الرائج، لكن الردة الوحيدة التي تشفع للتبرير حيز الوجود، هو اعتماد المقاربة الأخلاقية في سلوك الحزب السياسي.وبالذات الطبقة السياسية، من خلال تحالفاتها البهلوانية، وانفتاحها بشكل عشوائي ،هذا في اللحظة التي كانت أغلب الإنتقادات في الماضي تصب في اتجاه انغلاق الأحزاب السياسية على نفسها،وكارثية الإنتخابات تنطلق من هذا المعطى بالذات،أي توظيفها من طرف النخب والأحزاب بشكل بئيس.
إن وهن التحالفات الحزبية بالمغرب يكشف اختلالات داخلية في صفوف الأحزاب الرئيسية وانفتاحا مريضا بعيوب متعددة-بحسب رأي هؤلاء المحللين-. فخلال حقبة "جطو"كانت بعض الأحزاب تعيش وضعا نشازا داخل الأغلبية،فمثلا حزب التجمع الوطني للأحرار، عندما يكون اجتماع الغالبية،معظم الحديث يكون حول الكتلة الديمقراطية،مع العلم أن هذه الإشارة لم تكن تعني التجمع،لكونه خارج الكتلة،وهو معطى يقود إلى القول بأن تحالفات الأحزاب المغربية أقرب ما تكون إلى السريالية منها إلى الواقع السياسي الطبيعي.
كانت هناك سلسلة من الأحداث منذ حكومة التناوب،حتى تعيين "جطو"التقنوقراطي.كان حريا بالأحزاب عندما طرق بابها وزير أول مستقل أن تقول، "الباب مشرع عن آخره،لكن برامجنا، هل ستجد لديك أذنا صاغية ومجالا رحبا للتطبيق؟".لكن بعد تلك المحطة الإنتخابية الكل وقف في طابور الإنتظار يترقب نصيبه في كعكة الإستوزار،أو مناصب أخرى موازية،ولو أنه كان من الممكن أن تتشكل الأغلبية من جميع الأحزاب السياسية، إنه وضع يساهم في معظمه في القضاء على كل معارضة، أوعلى الأقل جعلها باهتة.
ويرى محللون أنه نادرا ما يحصل حزب من الأحزاب على أغلبية مريحة في الإنتخابات البلدية بالحواضر،فالإنتخابات البلدية التي جرت بتاريخ 12سبتمبر2003أفرزت هي الأخرى خريطة "مبلقنة"للجماعات المحلية،هذه البلقنة تدفع كل حزب يسعى للحصول على رئاسة المجلس البلدي إلى التحالف مع أحزاب أخرى( لاتتقاسمه نفس المواقف والطروحات السياسية)، ولأن حصيلة أحزاب الكتلة عدديا لا تتيح لأحزابها الفوز برئاسة هذه البلدية أو تلك،فإن التوافق يجبر تلك الأحزاب على خلق تحالف انتخابي على أساس الأغلبية التي تفوز بأكثر من 70بالمائة من المقاعد المتنافس عليها،مما يفرز في غالب الأحيان تحالفات هجينة لا تساعد على بلورة مواقف سياسية متجانسة.
و مع افتراض نجاح الأحزاب الرئيسية، في انسجام مع قادتها، على استيعاب التململ السائد واحتوائه في إطار تحالفات صحيحة(تقارب الرؤى الفكرية على الأقل)، فإن العمل الحزبي يبقى قيمة جماعية وسياسية في بلد يعرف منزلقات متعددة( الإسلام المتشدد وفساد المؤسسات).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع