الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد غزة ماذا سيجرى في المنطقة

محمود جابر

2009 / 1 / 18
القضية الفلسطينية


بعد غزة ماذا سيجرى في المنطقة
سؤال لذوى العقول
المشهد الذي يجرى فى غزة منذ ثلاثة أسابيع اظنه قارب على الانتهاء، وقبل الحديث عن النهاية العدوان، وماذا سيجرى فى المنطقة بعد غزة 2008/2009. لابد من تحليل المشهد الجاري حتى كتابة هذه السطور.
لعل العدوان الصهيوني الذي يجرى فى غزة هو الأكثر عنفا ووحشية مما سبق من عدوان على غزة خاصة وعلى فلسطين عامة .
ويمكننا معرفة هذا من خلال الإحصائيات التي تحصر عدد الشهداء والجرحى والبنايات المضمرة وخاصة التى تضم بيوت للعبادة ومراكز طبية ومستشفيات ومدارس حتى وكالة الغوث الدولية التي لم تسلم مؤسساتها من القصف ، وكذلك المراكز الإعلامية والفضائيات العربية والعالمية .
اندلع العدوان ومع العدوان اندلعت المظاهرات منددة بالأجرام الصهيوني والتخاذل العربى ، والتراجع والانسحاق المصرى ، وفى مشاهد عديدة كانت كل اللافتات المرفوعة ضد مصر وضد سياسة غلق المنافذ هى الأكثر من اللافتات التى تستنكر الفعل الصهيونى ، وكنت أنا أقف مندهشا كما وقف غيرى وغيرى الكثير ؛ نطرح السؤال تلو السؤال ، وأكبره .. هل مصر شريكة فى العدوان على الفلسطينيين ؟
ورغم الشتائم والانفعالات التى اختلطت مع الهتاف وصيحات التكبير حتى انبرى العديد من مؤيدى السلطة للدفاع عن الحكم كما فعل "داود الشريان" فى الحياة اللندنية حين قال:" لا بد من الصبر على الانفعال والحماقة. لا مناص من تحمل شتائم المؤتمرات والمقالات والإعلام، وعبارات التخوين والمزايدة، وسعي دول وأحزاب لإحراج النظام العربي، وتهميش دوله. فتنازل العرب لهؤلاء الذين يشعلون الحروب من اجل مكاسبهم السياسية الضيقة، ودرء مخاطر واستحقاقات دولية على دولهم وأنظمتهم، وحرف أنظار العالم عن مشاريعهم للهيمنة والتوسع سيكون اشد وطأة وظلما على مستقبل المنطقة، والحقوق العربية. وينبغي على الدول العربية الكبيرة التمسك بموقفها.
للأسف، نحن اليوم لسنا أمام حرب لتحرير فلسطين، وان وقيل إنها كذلك. بل أمام مناورة سياسية باللحم الحي، وصرخات الأطفال وهدم المنازل وترويع النساء، واستخدام همجية الجيش الإسرائيلي. وفي موقف كهذا بتنا في حاجة الى الصبر على المكارة والمكابرة، من أجل تفويت الفرصة على أصحاب الأطماع الإقليمية، ودعم نفوذ الآخرين بحجة مواجهة إسرائيل، وتجييش الناس بالتزييف، وممارسة الوطنية بالخطب والتصريحات. نشهد ان صبر عرب العرب اشد مرارة من مرّ الصبر.
غير أنه ليس دفاعا عن المعتدلين من الحكام او الراديكاليين منهم ، فالعدوان لم يوقفه أمير قطر ولا رئيس موريتانيا بتجميد او تعليق العلاقات مع " الكيان الصهيونى " ، ولم يوقفه الرئيس بشار الأسد ولا الرئيس نجاد بكل عنفوانهما وحميتهما ، ولا الرئيس المصرى حسنى مبارك بواقعيته وعقلانيته !!!
العدوان انتهى وسينتهى بعد ان المذكرة إعلان المبادىء التى تم توقيعه بين " رايس" و" لفنى"، وكأن الولايات المتحدة الأمريكية قد ضمت قطاع غزة كأحد الولايات التابعة للولايات الأمريكية ، ورغم اننى اعلم والجميع يعلم ان غزة ليست احد الولايات الأمريكية ولن تكون كذلك الا انه يجب ان نقف لنسأل ،ما هى نتائج هذا العدوان ومن المستفيد ؟
الإجابة التى ادعوا الجميع للتأمل فيها هو منع تسريب الأسلحة الى قطاع غزة وانشاء قوة لتمنع ايران من تهريب الاسلحة الى غزة ، فما معنى هذا .... هل هذا العدوان بوحشيته التى ليس لها ذكر او مثيل كان من اجل اجبار العرب طوعا او كرها على الدخول فى تحالف دولى جديد من اجل ضرب ايران تحت ذريعة ذعم الفصائل الفلسطينية ،وهل الساسة الإيرانيون على استعداد للتعامل مع هذا المأزق الجديد ،وهم من حملوا مسئولية الدفاع عن شعب غزة وحماس بشكل مثل علامة اندهاش ، هل المسرح تم تجهيزه على هذا النحو على من يفهم ان يراسلنا .
ونحن شاكرين
محمود جابر كاتب وباحث مصرى والمشرف على منتدى الفكر بمركز يافا للدراسات .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات جوية وقصف مدفعي يهزان حي الشجاعية بغزة


.. الطريق إلى البيت الأبيض.. مناظرة بايدن وترامب ستمضي وفق قواع




.. قضايا الشباب تصدرت وعود المرشحين للانتخابات الرئاسية في موري


.. تضاعف الفرص العربية بتصفيات كأس آسيا|#هجمة_مرتدة




.. انفجارات ناجمة عن اعتراضات صاروخية في سماء الجليل المحتل