الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمةغزه والعلاج بالصدمه

عبد العزيز الخاطر

2009 / 1 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


طبيب الامه حمد
قمة غزه ....والعلاج بالصدمه
الصدمات الكهربائيه هى الامل الاخير فى اعادة القلب الى الحياه ثانية فاذا كان ثمة حس كهربائى واستجابة ولو فى جزء صغير منه عاد القلب الى نشاطه واستعاد الجسم حياته وتدفق الدم فى شرايينه وان لم يستجب فلا امل اخر ينتظر حيث استنفذت جميع الوسائل بما فيها الصدمه الكهربائيه وهى اخر روشتات الدواء. هذا بالضبط فى اعتقادى ما تمثله قمة غزه المنعقده فى الدوحه, صدمة النظام العربى الميت لمحاولة اعادته للحياه مرة اخرى على امل ان موته فقط كان مؤقتا وحيث لاتزال فيه بقية من رجاء وامل. لقد فشلت الانظمه العربيه الكبرى فى التعامل مع الموقف بسرعه, كما فشلت فى السابق مع مشكلة احتلال الكويت ورات بعضها ان تستثمر ذلك ايضا كما جرى فى احتلال الكويت ايضا.ولكن موقف قطر هنا بالذات ومبادرة سمو الامير حمد منذاليوم الاول بالدعوه الى عقد قمه طارئه شكل بدايه الصدمه للنظام العربى الرسمى الذى تعود على الانتظار والترقب حتى يجد ما يتناسب وضمان استمراره وبقاءه حتى وان كان ذلك على اشلاء الاطفال والامهات والشيوخ المحاصرين والذين يتضورون جوعا و مع تدرج الموقف القطرى تصاعديا مع الاحداث بشكل لم يالفه النظام الرسمى العربى الهرم من قبل واصراره على عقد القمه ووضع الجميع امام مسؤلياته بل ووضع الحد الادنى من الشروط لاستدراك الازمه ومع التاييد الشعبى العارم من قبل شعوب الامه كلها لذلك ,بدات محاولات لاجهاض هذا الجهد القطرى بدعوى عدم اكتمال النصاب مرة ولتدجينه واستيعابه ضمن سلوكيات النظام الرسمى العربى وعزله عن تيار الشعوب الذى بدا مويدا له بشكل احرج بقية الانظمه عن طريق اقناعه ان قمة الكويت كافيه وكأن دماء غزه لاتستحق عملا طارئا ويمكن منا قشتها هامشيا كما جاء فى البيان المصرى السعودى مع الاسف. فى اعتقادى ان قمة غزه كانت ضروريه واهم من قمة الكويت لانها ثوره على منطق النظام العربى نفسه وعلى تراتيبية القاتله ولانها تضع محددات جديده تتفق ومعطيات العصر المعاش يمكن تصورها فى الاتى:
اولا: ان الحجم لايغنى عن الدور فمن يتنازل عن دوره اويتخاذل لايغنيه حجمه ولا كثافته السكانيه عن ذلك شيئا.
ثانيا: ان الدور لابد وان ينسجم ومصالح الامه الكبرى فليس مجرد القيام بالدور كافيا اذا كان على حساب مصالح الامه وعلى كاهل الشعوب فاى دورا او وساطه تبرر للاحتلال وتدين مقاومته.مثلا.
ثالثا:التاريخ رصيد ينفذ فالتغنى بان التاريخ يشهد لدوله دون غيرها اويميزها عن غيرها بتضحياتها خاصة فى قضية العرب الاولى فلسطين يشهد ويسجل لقيادة تلك المرحله دون غيرها فلا يمكن اللجوء اليه دائما الا لمفلسى الحاضر.
رابعا:كسر التراتيبيه العربيه واخذ زمام المبادره حينما يتنصل او يتنحى الاخ الاكبر عن القيام بدوره كما يجب فالقياده فى العالم اجمع ليست لها علاقه بالحجم فالدول الكبرى لولا انها دول مؤسسات لراينا كثير من قياداتها لايتفقون وحجمها ودورها فى العالم
خامسا:النظام العربى الرسمى فى العديد من الدول العربيه مشغول بما يعتريه من تاكل داخلى نظرا لاستنفاذه لمقومات بقائه لهرمه وشيخوخته لذلك هو مشغول بايجاد الوريث اكثر من اهتمامه بنحيب اطفال غزه وصوت الثكالى ولايريد المبادره خوفا من افساد ترتيباته فى ذلك فحركته سلحفاويه ثقيله وردود افعال فى الغالب فهو محتاج لصدمه بل لصدمات لافاقته.
سادسا:المؤسسات العربيه الوحدويه فى مقدمتها الجامعه العربيه نغفر لها عجزها ولكن لايمكن ان يتعدى ذلك الى ماهو ابعد كتجيير ذلك العجز ونذكر بان محمود رياض قدم استقالته فى ظروف مشابهه لظروف نكبة غزه المعاشه اليوم عندما انشق الصف العربى ابان زيارة السادات للقدس عام 77 . تحديد المواقف مهم فى الاوقات الحاسمه المصيريه لان التاريخ سيكتب والاجيال ستحفظ.
سابعا:اتهمت قطر دائما بانها تغرد خارج السرب وهاهى اليوم اول من دعى السرب للالتئام فاذا به يتفرق ذات اليمين وذات الشمال وعندما اصرت وصف اجتماعها بانه غير عربى مع انه كان خيار السرب ان لايكون كذلك,فلم المزايدات اذن.
ثامنا: لابد وان تكون هناك قمه عاجله استجابه لمطالب الشارع العربى من المحيط الى الخليج عملية التجميل بوضعها على قائمة المجتمعين فى الكويت لاتكفى فهى عمليه استدراكيه بعد البيان المصرى السعودى, واتساءل مع غيرى لماذا لم تسارع الدول العربيه الكبرى المعترضه لطلب عقد قمه قبل قطر او حتى بعدها التحجج بضرورة حسن الاعداد يلغى كل مشاعر الامه ويدوس على مصيرها المشترك بحذاء الغير على الرغم من قمة القاهره عشية احتلال الكويت لم يحسن لها الاعداد ولم تحسن لها الخاتمه.فلم التعلل الان.
على كل حال لقد وضعت قمة غزه فى الدوحه سقفا لمطالب الامه ارجو ان لايكون مجالا للمزايدات الاحاديه الضيقه على حساب مصالح الامه.
لقد كانت قمة غزه فى الدوحه ضروريه لاستيقاظ الوعى العربى من سباته العميق فالامه بحاجه الى صدمة تاتيها من داخلها تذكرها بقدسية دماء ابناءها وكرامتها وعرضها المدنس .......... شكرا سمو الامير حمد.

[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية