الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصوات المبحوحة في ((قمة)) الدوحة

جمال هاشم

2009 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


حين اغتصب أمير دويلة قطر> الحكم من أبيه كان في الحقيقة يؤسس لنمط جديد من <<الديمقراطية>> يمكن نعتها ب<<ديمقراطية>> قتل الأب حسب التعبير الفرويدي أو <<ديمقراطية>> العقوق ... وحين نستحضر هذا المعطئ التاريخي يمكن أن نفهم طبيعة نفاق حكام قطر وانتهازيتهم ولعبهم على كل الحبال , كما يمكننا أن نفهم لماذا عملت هذه الإمارة القزمية على أن يكون لسانها أطول من جسدها بإنشاء قناة الجزيرة <<الثورية>> التي تعتمد مبدأ الشحن والتهييج والحماسة بدل الإعلام الموضوعي ، فهي تعتمد العاطفة بدل العقل ،وتفرق بين أبناء الوطن الواحد فتنتصر للسنة في العراق ولحزب الله في لبنان ولحماس في فلسطين وللمعارضة الإسلاموية في العديد من الدول العربية ، وللشيخ الشعبوي تشافيز ضد أمريكا ولتنظيم القاعدة الإرهابي وقادته ... هذه القناة التي تملأ الدنيا صراخا أصبحت دولة داخل الدولة تنطق بلسان قبيلة قطر التي لايتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة (وهو بالمناسبة عدد سكان حي من أحياء القاهرة عاصمة مصر الدولة الأولى في العالم العربي بثمانين مليون نسمة ) .إن حكام قطر الذين يرفضون الإعتراف بحقوق إحدى القبائل القطرية المعارضة لهم باعتبارهم <<بدون>> يحاولون الظهور كمدافعين عن حقوق الشعوب والأكثر إخلاصا لقضية فلسطين ... لهذا حاولوا إفشال المبادرة المصرية وقمة الكويت بعقد مهرجان في الدوحة لمناقشة قضية غزة ، فكان المؤتمر عبارة عن سوق عكاظ تلقى فيه الخطب العصماء وتطلق الصواريخ البلاغية العابرة للقارات حتى أن الشعوب العربية انتظرت انطلاق الطائرات الحربية من دمشق أو من الدوحة بعد انتهاء المؤتمر لكن ما تجاهلته هذه الشعوب هو أن هذا المؤتمر عقد على بعد بضع مئات أمتارمن أكبر القواعد الأمريكية في المنطقة (قاعدتا السيلية والعيديد بقطر) وأن الطائرات انطلقت فعلا لغزو أفغانستان والعراق ومساعدة إسرائيل ... كما أن علاقة قطر بإسرائيل <<سمن على عسل>> ، وما سمي تجميدا للعلاقات ليس إلا ذرا للرماد في العيون لأن رؤوس أموال قطرية تستثمر في إسرائيل ... لهذا يستحيل أن نصدق تلك الخطابات النارية لأسد الجولان الذي يعجز عن خوض حرب لاسترجاع أرضه كما أن مزايدات البشير هي محاولة للإفلات من المحاكمة الدولية أما رئيس موريتانيا فيبحث عن شرعية بعد انقلابه ويبحث عن مساعدات ..و حكام الصومال وجيبوتي ... فهم دوما مع من يدفع أكثر والغريب أن أحمدي نجاد الفارسي أصبح مفضلا على الأشقاء الإماراتيين الذين يطالبون بجزرهم المحتلة والشقيق التركي الذي يقيم علاقات ممتازة مع إسرائيل ويستضيف قواعد أمريكية أصبح أفضل من الأشقاء المصريين أصحاب المبادرة الواقعية ... هذه هي الجوقة التي اجتمعت في الدوحة للتعويض عن فشل تحقيق النصاب وغياب الممثلين الشرعيين ( الجامعة العربية ، الرئاسة الفلسطينية ، مصر والأردن ...) هكذا وبعد تبخر الأوهام فإن ما يخدم غزة لايمكن أن يكون إلا واقعيا بعيدا عن مغامرات حماس ومزايدات المغررين بها والذين يتحدثون عن النصر الكاذب فوق دمار غزة وجماجم وجثث حوالي 1500 من أبنائها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -