الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام الى من يهمه امر العراق

صبا النداوي

2009 / 1 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


الى ارواح شهدائنا المغدورين " لاجل روحك يا محمد "

تستثيرنا اللحظات الماضية في الاستقرار المزمع قبل الانتخابات الذي جعلنا نسير مطمئنين ونقول لقد اصبح المجتمع على درجة من الوعي حيث بدا يدرك من عدوه ومن يحاول ان يفرق بين صفوفه حتى بدانا نصطدم باللحظات الحالية وما قبلها من خلخة في الوضع الامني والاستقرار مع وجود هذه الاعداد الكبيرة من القوات المسلحة بمختلف التسميات في الشارع فمنها الجيش والحرس والمغاوير والشرطة والصحوة والاسناد ..
ومن خلال متابعة حركة ميزانية الدولة العراقية نجد ان الميزانية العظمى تذهب الى القوات المسلحة والعاملين في الحكومة والحرس الشخصي لكل فرد في الحكومة . ونجد ان هناك شرائح من الخريجيين والخريجات لا يجدوا لهم اي وظيفة ويضطر الرجال منهم للذهاب والتقديم للقوات المسلحة والحمايات وتذهب سنين الدراسة هباءا منثورا ..
ومع ذلك كله نجد ان الفرد غير مطمئن وغير مؤمن على نفسه في الشارع ولم نحس بالامان الى اللحظة .
ويصبح استهداف الانتحاري لكل فرد مسلح يعمل في الحكومة ونجد ان الافراد المدنيين هم من يكون الضحية دوما ويستحقون ان ينادوا بحماة الوطن و المغدورين بدون ذنب .
فلماذا لا ينسحب كل هؤلاء المسلحيين من الشوارع ويتركونا نعيش بسلام فالحرب في السابق كانت ضد المحتل وبعدها تحولت حربا ضد افراد الحكومة وبعدها حربا طائفية اججها فئة اخذت نسبتها ومضت ولكن لم تمضي هكذا بل مضت ولطخت دماء الابرياء بايديها وسيحاسبهم الله عليها الحرب اليوم ضد من يعمل في القوات المسلحة فلماذا لا تتواجد خطط لينسحب هؤلاء من الشارع ما داموا يعرفون ان انفسهم مستهدفين ؟
من يستهدفهم ولماذا؟
اليوم نقترب على وقت الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات ونجد ان العراق ملا بدعاية انتخابية لكل حزب وتيار وقائمة في كل مكان بطريقة عشوائية ومنظمة الغاية جلب الانتباه ومن خلال رسائل الى المواطنين الذين لم ينتبه اي شخص لهم خلال الفترة الماضية لان اليوم هو وقت انتخاب فكيف احصل على صوتك وكيف اثيرك بشعاراتي الانتخابية لتكون رقما وصوتا يعيد لكل حزب وتيار مكانه في العملية السياسية ولكن للاستمار لخدمة انفسهم لا لخدمة المواطن وحياته التي اصبحت ارخص شيء في العراق فكيف يحمل كل فرد يروح ضحية لانفجار او مفخخة في الشارع يحمل كانه حيوان لا كانه بشر ويودع في المستشفيات ملقا على الارض لينال حتفه وتتناقله الاخبار كرقما لا كفرد له قصة وتاريخ واناس ينتظرون عودته ليرفع عنهم احزانهم ويستفز ذويه من خلال الاتصالات الهاتفية
هل هو الارهاب ام هو القتل العشوائي ام هي معركة بين التيارات السياسية لتظهر كل جهة ان الجهة الاخرى تستهدفها وتوقع بها ولكن في الحقيقة ان كل حزب او تيار او عامل في الدولة هو شخصية محصنة ومدججة بسيارات محمية ومصفحة ومن يذهب ضحية التفجير هم الابرياء كما يسمون في المصطلح الشعبي " اولاد الخايبة " ويظهر في الشريط الاخباري استهداف فلان المسؤول عن كذا ونجا منها بسلامة وهناك عدد من الجرحى
هل نقلت احدى المحطات الفضائية او الصحف خبرا صادقا يكون مفاده انفجرت سيارة وراح ضحيتها الابرياء بسبب مرور فلان المسؤل في الدولة او الحكومة ولكن لم يتاثر هو بسبب الامكانيات الضخمة التي وفرت لحمايته ويرجعون مرة اخرى ليقولوا لنا انهم هنا من اجلنا ومن اجل خدمة العراق ومواطني العراق وان اخترتمونا سنحمي حياتكم ومستقبلكم
اقول لكم لا مزيد من الشعارات التي يرفعها كل حزب وتيار سياسي ليركز على مصلحته فهم لا يهتمون لنا ولن يقدم اي منهم لنا اي اعتذار حين نخسر اعزائنا.
جعلونا نخاف احدنا من الاخر ونظن ان المختلف عنك في الطائفة هو عدوك فقد استغل كل شخص ضعفت نفسه او فاقته الحاجة فنسى ان الله سيحاسبه , ولكن كلنا مسؤولون عن ما يحصل من قتل ودمار لاننا رضينا ان نمثل من قبل افراد لا يهمهم سوى مصالحهم وبقينا امة تكب على وجهها وترقص وراء صوت قرع الطبول ولم نحكم عقولنا ولا ضمائرنا .
هل ستسمر هذه المسرحية وكل يوم نودع تحت الثرى ركب من شهدائنا وشبابنا الذين لا ذنب لهم سوى انهم خرجوا ليقتاتوا قوت لا يموت لاسعاد واعالة ذويهم وراحوا نتيجة لانفجار او قنبلة عشوائية لا نعرف من وضعها ولمن وضعت؟
الوضع لم يستقر ولن يستقر بزيادة الافراد المسلحين ولكنه سيستقر بان نكون يدا واحدة ونكون شعبا واحدا نحس باننا مواطنيين .
سيكون عزاء موتانا وعزاء اسرنا في ان نتحد سوية ونكشف ما يخطط له العدو "مهما كانت هويته "
فاحذروا عدونا عراقي واجنبي ومن كل مكان !!
وتظل الامنيات المعلقة في ان نجد قائدا سياسيا وطنيا ينطلق من افكار مدنية لا عسكرية ويركز على تشغيل الشباب الخريجيين في مجالات تخصصهم لا ان يدرب المزيد في حمل السلاح فالسلاح هو القتل والايذاء واستمرار الحرب في الشوارع .
لا مزيد من السلاح لا مزيد من القوات المسلحة لا مزيد من العنف لا مزيد من الشهداء الابرياء لا مزيد من الامهات الثكلى لا مزيد من النساء الارامل لا مزيد من الايتام .
ارجوكم لنعش بدون عنف ارجوكم لننتقم لشهدائنا المغدوريين بوعينا لا باستخدام ايدينا في الدمار والتخريب والانتقام الوحشي .
ولكل شهيد مغدور له مني الف سلام ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟