الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام على احداث جسام في حياة الشعب العراقي

خالد السلطاني

2004 / 3 / 18
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري


اعترف باني لست سياسياً ، ولم احظ بوسع حيلة السياسين وآهليتهم في سبر الاحداث وتحليلها من جوانب عديدة وامكانية استشراف آفاقها المستقبلية ؛ لكني مع هذا اود ان اشارك في الرأي والشهادة بمناسبة مرور عام على الاحداث الجسام التىعصفت بالعراق . يشفع لى هذه المشاركة ، تلك الالتماعة الذكية العائدة الى " لينين " ، والتى تقول بان " المهني او الاختصاصي يصل الى حقيقة الاشتراكية ،عبر ...تخصصه " ؛ ومغزى مقولة " لينين " ، كما افهمها ، بان خصوصية مهنة الاختصاصي بمقدورها الوصول الى استنتاجات سياسية صائبة ، من دون حتمية ان يكون المرء سياسيا . لكني ينبغي علىّ ان افسر بان الاشتراكية في المفهوم اللينيني ومفهومي الخاص لها ، هو ذلك المجتمع المفتوح ، التعددي ،الديمقراطي ، الحر ،المتكافل اجتماعياً ؛ واذ لم تحظ البشرية بمثل ذلك المجتمع طويلا ، فذلك لا يعني بان المقوله على خطأ . اقول ذلك لابرر مداخلتي هذه ، النابعة من شخص غير سياسي ، بيد انه يصبو الى مناقشة سياسية ، ومقتنعاً بصوابية مقولة " فلادمير اليتش لينين " الذكية .
تثار الان مناقشات كثيرة ونقرأ طروحات متعددة عن جدوى الحرب ومشروعيتها التى شنتها قوات التحالف ضد النظام الاستبدادي العراقي البائد . وتدرج تينيك المناقشات والطروحات التى تعاطت مع الشأن العراقي ، مفاهيم نزعات السيطرة والهيمنة كمسوغ اساس لمغزي نشوب العمليات العسكرية ، كما تستخدم دلالات لمفاهيم اصطلاحية معينة ذات تصورات سلبية لدى الوعي الجمعي عند المتلقي ، بغية اكساب تلك الطروحات نوعا من المصداقية الفكرية والوطنية. وتلجأ الى استثمار كلمات مثل " الاستعمار " و" الاستعمار الجديد " و" الهيمنة الامريكية " و " الغرب الامبريالي " و اعداء التحرروالسلام " ,و " الاحتلال .." من اجل شيوع تلك المفاهيم وتكريسها في الخطاب الدعائي المناوئ للعمليات الحربية ضد النظام التوتاليتاري الصدامي . كما تلعب تلك القوي لعبة خطرة وماكرة عندما توظف دلالات الكلمة الاخيرة – " الاحتلال " لتبرير الحملة الصاخبة التى تشنها الان قوي معينة ضد قوات التحالف التى ساهمت في اسقاط النظام الاستبدادي الظالم في العراق .
لاكن صريحا منذ البداية ، واعلن انحيازي التام للقوى والمنظمات التى ساهمت بتفعيل العامل العسكري ليكون عاملا اساسيا في مهمام اسقاط الدكتاتورية البعثية الصدامية في العراق ، ولاقدم شهادتي كوني احد الاطراف المعنية مباشرة في الاحداث التىجرت قبل عام ، ولكوني احد ضحايا النظام الاستبدادي لعقود ، ولصرح علناُ باني مع " الاحتلال " ؛
- " الاحتلال " الذي نجم عنه التحرير ،
- " الاحتلال " الذي ادى الى سقوط النظام التوتاليتاري البعثي الاستبدادي ،
- "الاحتلال "الذي خلق لنا عيدا جديدا وهوعيد 9 نيسان 2003 العظيم ! مكافئاً وشبيها لعيد 9 ايار 1945 – عيد ربيع البشرية ، يوم الانتصار على الفاشية !
- " الاحتلال " الذي انهى ابادة جماعية اكيدة لجميع فئات الشعب العراقي والتي كان يمارسها، بسادية ، نظام القتلة البعثيين .
لكني اضع كلمة " الاحتلال " بين <هلالين > حتى ابعده من تداعيات المعاني الجاهزة التى الفناها ، والتى تحاول قوى الظلام ، الان ، بجميع اطيافها وبقوة ، استثمارتلك الكلمة ومعناها الدلالي لارهابنا وحملنا على تغيير المسار الذي فتح امامنا !
على مدى سنين عديدة ، بل على مدى عقود كنا نناشد الجميع : العرب ، المسلمين شعوب العالم المتحضر وغير المتحضر ، ياعالم ، ياناس : انقذونا من محتنا التى افتعلها القتلة المجرمون ، الاميون الاتون من قيعان الريف الرثة ، فاللصوص الارهابيون اخذوا البلد واهله رهينة في ايديهم القذرة . والنتيجة كانت مزيدا من عدم الاكتراث والتجاهل لنا ، نحن المنادين المستضعفين ، بل وانكروا علينا هول مأساتنا ، وعدم تصديق دعوانا ، بسبب شراء الدكتاتور ذمم الجميع ، بحيث لقى النظام التوتاليتاري من يدافع عنه في صفوف فئات عديدة ومتباينة في منطلقاتها الايدولوجية ، من اليسار الى اليمين ، من فيتنام وكوبا الى الفليبين وشيلي وروسيا وجنوب افريقيا ، من فرنسا والمانيا الى مصر وقطر والسعودية والاردن وايران وليبيا وجاد ومالي ! لااحد يصدق دعوانا ، ولا احد يأبه بمأساتنا ، والانكى من كل ذلك ، كانوا يطالبوننا بالصمت والرضوخ ، والا فانهم جاهزون للتشويش على صراخنا ؛ وما المظاهرات الصاخبة والمسيرات العديدة التى سيرت في انحاء مختلفة من العالم ، عشية حرب التحرير ، الا نموذجاً واضحاً لمدى الالتباس والغموض الذي لف قضية الشعب العراقي ونضاله ضد الدكتاتورية ؛ اذ لم نسمع او نرى على مدى عقود من السنين ما يشبه تلك الاحتجاجات ضد النظام التوتاليتاري ، بل ان صرخات العراقيين المظلومين التعساء ، كانت تقمع سريعا من اولئك الجاهزين لرفع صور " القائد الضرورة " ، المتغنيين باعماله " البطولية " ضد الشعب العراقي وتطلعاته الانسانية . حدثني موظف صغير من اصول فلسطينية في مصرف اردني اتعامل معه ، كوني عملت استاذا في الجامعات الاردنية ، بانه معجب ايما اعجاب " بقائدنا " ، ونشاطه الاستثنائي الخارق ، ولشدة اعجابه وولاءه < للفارس العربي > تراى له انه يرى صورة " الرئيس - ابن العوجة" على ...القمر، ولهذا فانه سيسهل لي معاملتي ، كونى من بلد صدام ! ؛ ولم يدر بخلده لماذا ، اذن انا الاكاديمي المنفي والطريد من جور وظلم واستبداد الدكتاتور ، الواقف امامه ينيغي ان اكون بعيدا عن وطني ، وعن اهلى وعن طلابي ؟، لم يطرح هذا السؤال على نفسه ، لان هستيريا اكاذيب الدعاية الصدامية المقيته كانت لدرجة طاغية وهائلة بحيث اعمت الكثيرين عن تفحص الابيض عن الاسود !
وبعد ان ضاقت الارض الطيبة باهلها ، وادت الى هجرة حوالى ثلاثة ملايين ونصف عراقي وربما اكثرالى الخارج ، وامتلئت تربة العراق الطاهرة بمواقع المقابر الجماعية ، واكتظت السجون والمعسكرات النظامية وغير النظامية الممتهنة بتعذيب الناس واذلالهم ، ووصل البلد الى حافات الانهيار والفقر والمآسي والتجهيل ، بعد كل هذه " المكرمات " من قبل النظام البائد ،تمكنا من اقناع بعض الشرفاء عن مدى المصيبة والمأساة التى حلت بنا ، عندها تنادي الخيرون للعمل على خلاص الشعب العراقي من محنته التى لا يعرف التاريخ مثالا لها في قسوتها وظلمها وتعسفها . وعقدت المعارضة العراقية الوطنية بكل اطيافها سلسلة من الاجتماعات وصلت بها الى نتيجة اساسية وهي ضرورة الاعتماد على تعاطف العالم وادراكه لابعاد المأساة العراقية وتبيان وظلم وقسوة النظام الدكتاتوري وجوره ، والسعي لتبني المساعدات العسكرية الاجنبية كوسيلة ناجعة في مهام اسقاط النظام التوتاليتاري الاستبدادي .
وحدث الذي حدث ، فبمجرد وصول طلاتع القوات العسكرية الى مشارف بغداد : فرّ البعثيون ، وانهزموا شرّ هزيمة ، واستقالت الدولة البعثية الصدامية المشيدة على الاكاذيب والدجل والقسوة والظلم ، واختفت بسرعة لاتصدق ، وفر المجرم الاكبر ، تاركا كل شئ وراءة ليلقى القبض علية بعد شهور من التخفي والمراوغة :" مقيما " في جحر وسخ ، ضيق ، تحت الارض بحالة ومنظر مثيرين .
وحال سقوط النظام الصدامي في 9 نيسان المبارك ، بانت للملأ بوادر جرائم الطغمة المستهترة التى تسلطت على البلد وحكمته لعقود ، وتشكلت تدريجيا صورة الفاجعة الكبرى والمأساة الوطنية الى عاناها العراقيون تحت وطأة الحكم البعثي الصدامي ، واهتزت مشاعر العالم اثر اكتشاف وسع وكثرة اعداد المقابر الجماعية التى "زرعها " النظام على امتداد البلد طولا وعرضاً ، كما بانت جرائمة الظالمة والقاسية بحق الشعب العراقي بصورة واضحة وحقيقية ، من دون تلك الاغطية من الدعايات الكاذبة والاباطيل التى روج لها على مدى عقود .
والان ، يتمتع العراقييون بطعم الحرية والكرامة التى حرمّها طويلا النظام البائد ، متطلعيين نحو غدٍ مشرق لنظام تعددي ديمقراطي يتمتع به جميع الناس بغض النظر عن دينهم وقوميتهم ومنابعهم ، وشهدنا اجراءات ملموسة في تحقيق هذه الاماني ؛ بدءا من تشكيل مجلس الحكم بتياراته واحزابه واشخاصه الذين يتمتعون بحس وطني ، وقاوموا النظام الدكتاتوري البائد ، وصنفوا كمناضلين ضد الفاشية البعثية ، والى الاجراءات الاخرى كحرية التعبير والانتخاب و اكمال مسودة الدستور المؤقت ، وعلان مشاريع الاعمار والاهم زوال النظام الاستبدادي السابق ؛ وفي موازاة ذلك تحالفت قوي الانظمة الرجعية والشمولية واعداء الديمقراطية في المنطقة ، تحالفت تحالفا غير مقدس للنيل من امن ووحدة العراق وعرقلة مساعيه نحو التطلع لنظام ديمقراطي .
ويلفت النظر صراخ وعويل القوى المنكوبة بسقوط النظام البعثي الفاشي بالعراق من قبل خليط من افراد ومنظمات سبق وان مارس صمتا مطبقا اثناء فترة الدكتاتورية ، ويسعى الان بصراخه اعطاء الانطباع عن اهتماماته المنافقة بشؤؤن العراق وقضاياه. واذا تفحصنا نوعية تلك القوى ، نراها لا تبتعد من كونها مزيجا من الانظمة الشمولية والرجعية ذاتها ، ورجال العهد السابق الذين فقدوا امتيازاتهم غير المبررة ، واصحاب الافكار التسلطية وانصار ممارسات الغاء الاخر وتهميشه، ومناصري الفكر السلفي الديني وجميع العناصر الاخرى التى لاتروق لها ان تر عراقأ ديمقراطيا وتعدديا خاليا من الدكتاتورية .
لقد دفع العراق والعراقييون الكثير من اجل الوصول الى هذا اليوم السعيد الذي اختفت من ارضه وسماءه ضروب الذل والقهر والظلم والاستبداد ، التى مارسها لعقود ، النظام السابق . واذا كانت اغلبية المنادين بعدم شرعية " حرب التحرير " < وهي الصفة والتسمية الموضوعيتان اللتان ينبغي ان تطلق على الاحداث التى افضت الى 9 نيسان الخالد > والتى قوضت النظام الدكتاتوري البائد ؛ لم يتمتعوا " بمكرمات النظام السابق ، ولم يقدّر لهم ان يعيشوا تحت ظله ، فاود ان اذكرهم ، كواحد من ضحايا النظام التوتاليتاري المخلوع ورهينته المضطهدة لعقود ، اذكرهم بمقولة منسوبة الى " فاتسلاف هافل " رئيس جمهورية التشيك السابق ، من ان " الالمام بالانظمة الشمولية وادراكها لا يمكن له ان يتأتى عن بعد ، بل من اتون المعايشة اليومية في كنفها وفي داخلها ! "
فعلا ، لا يمكن للمرء مهما اوتى من حجج منصفة وعادلة وحقيقية ، لايمكنه ايصال مدى الضنك وقسوة الحياة اليومية في ظل الخوف ، وامتهان الكرامة ، والاحساس بالمظلومية ، والاذلال والرعب الدائم في المجتمع الشمولي الذي زرعه النظام الاستبدادي البعثي الصدامي ، في بلدنا طيلة عقود !

.. .عندما ابرم وقف اطلاق النار في شباط من سنة 1991 ، بعد حرب الخليج الثانية ، شعرنا نحن اللذين لم نغادر بغداد و تحملنا خدع ومغامرات النظام وويلات الحرب ومخاطرالقصف اليومي – شعرنا بخيبة امل كبيرة واحباط عارم جراء فكرة عدم زوال النظام وهو ما كنا نأمل به بعد العمليات العسكرية ، وتوقعنا ما يمكن ان يجلبه النظام المقيت للناس من ويلات اخرى ومآسي اضافية ، وتحقق ما كنا متوجسين منه ، اذ بدأ النظام الدكتاتوري بعد فترة قصيرة جدا من المرواغة ، بشن اقسى الحملات دموية ضد جميع افراد الشعب العراقي معرضا البلد وسكانه لانواع من القسوة والجور والاستبداد قل ّ نظيرها ولسنين ة طويلة اخرى. وعندما اعود الى الوراء لاقارن احتمال زوال النظام وقتذاك ، اخمن مقدار التطور والازدهار اللذان ، كانا يمكن ان ينجزهما البلد طيلة عقد ونصف من السنين ، مكرسة للنهوض والتعميرو في ظل مجتمع ديمقراطي تعددي ؛ وكذلك ما كان يفترض ان تحصل عليه جميع شعوب المنطقة من ازدهار محتوم.
ان مجرد وضع هذه المقارنة ، بين ما كان افتراضا ان يناله العراق والمنطقة باسرها وقتذاك ، وتأخير التحرير لعقد ونصف من سنين ضائعة وخاوية ، كفيل لاعطاء مصداقية عالية للاحداث المظفرة التى تمت في ربيع عام 2003 . اقول هذا واجد ان الالتباس والغموض في قضية الشعب العراقي لا تزال تلف رؤى العديد من اولئك الذين يفترض ان يكونوا حريصين على مستقبل الشعب والداعين الى التغيير الديمقراطي ، ولعل مثال بعض القوى الوطنية والقومية والاسلامية المختلفة ودعواتها لمناقشة سنوية الاحداث الجسام التى مرت على البلاد ، كونها مجرد " غزو امريكي للعراق " ربما في هذا المثال ، خير دليل عن ذينيك الالتباس والابهام اللذين ما فتئا يطوقان الشأن العراقي وقضاياه ؛ بل واكثر من ذلك ، فقد لاحظنا في الفترة الاخيرة ظهور دعوات كثيرة لقوى عديدة تقدم نفسها زوراً ، كونها قوى تدافع عن مصالح الشعب العراقي ، وتطالب بوقف العملية الديمقراطية الجارية في البلد بحجة " الاحتلال " ، ليتسنى لها الانفراد بالشعب العراقي ومعاقبته لجرأته فى رفض الدكتاتورية والابتعاد عن تقاليد النهج القومي الشوفيني ؛ ونجد في نوعية الامثلة العديدة اليومية التى تلقيها علينا الانظمة الشمولية والرجعية ، حافزاً لنا في اقرار صوابية المسار الذي فتح امامنا ، وضرورة السير به بتأان وعقلانية بعيدا عن ضجيج الشعارات الكاذبة والسطحية غير الموضوعية ، في الوقت ذاته تظهر تلك الانظمة بافعالها المشينة العدائية وما تقوم به من بلبلة وتشويش رخيصين ، عن مدى الحقد والكراهية اللتين تضمرهما تلك القوى لتطلعات الشعب في حكم نفسه بنفسه . ان مثال الانظمة العربية يحاكي تماما مثال " موظف المصرف الاردني ، الذي ذكرته سابقاً ، والذي يفضل تصديق اوهام لفكرة " متخيلة " لنظام صدام ؛ عن رؤية ضحية واقعية امامه!

ونرى في موقف السلطات الاردنية ، العاكس يجلاء نزعة الانظمة العربية في التعاطي بقراءات انتقائية للاحداث الجارية بالعراق ، مثال واضح لما تتصف به الانظمة الشمولية والرجعية من " عهر " سياسي . فالاردن يطالب الان العراق باربعة ملايين دولار عن اجور مكوث طائرة عراقية في اراضيه ، في الوقت الذي تناسى حصوله على كميات النفط المجاني وتلك الاخرى بالاسعار التفضيلية من العراق وطيلة عقود من السنيين : اربعة ملايين دولار مقابل مكوث طائرة في رمال الصحراء " الشقيقة " ، والتغاضي المتعمد عن حلب العراق بالامس ! والامر المفجع يكمن على خلفية المقارنة بين سعي دول " قوات التحالف " لشطب ديون مغامرات صدام التى اغرق بها العراق ، وبين صراخ المسؤولين العرب بانهم سوف لا يتنازلون اطلاقا عن " حقوق " دولهم واستحصالها كاملة غير منقوصة من الشعب العراقي الذي آالت اليه ثروته الوطنية لاول مرة ، بعد " فرهود " الطغمة البعثية ؛ كما يصرح به المسؤولون يومياً في الاردن وسوريا ولبنان ومصر وغيرهم من البلدان العربية الشقيقة !

سيقول البعض ، بان هذا الذي يزعم بانه " مهني " ، لا يريد ان يرى النصف الفارغ من القدح ؛
حسناً ، وهل ثمة فراغ في الكأس ، فعلاً ؟
انا شخصياً ، لا ارى نصفا فارغا ، بقدر ما ابصر قدحا مترعا باحداث سعيدة وحافلاً بالاماني الواعدة ، قدحا مليئا بالامل المرتجى بعراق ديمقراطي تعددي ، مسالم ومزدهر ، رغم العقبات الكثيرة ورغم وجود بعض الاخطاء هنا وهناك .

سانهي مقالي ، باستشهاد اخر وكما في مطلعه ، مستل من الادبيات الماركسية ، واستعير هذه المرة كلمات " فردريك انجلس " الرائعة المجسدة لفكرة " كارل ماركس " بان < البروليتاريا لا تفقد سوى اغلالها ... لكنها ستحصل على عالم باسره ! >
نعم ، ليس لنا ضحايا النظام التوتاليتاري الغاشم ورهائـنه المظلومـين لعقود ، ما نخسره ، ... لكننا بالتأكيد سنحصل على عراق جديد : ديمقراطي وتعددي . ولولا مأئرة " حرب التحرير " التى قادتها قوات التحالف ضد الحكم البعثي الدكتاتوري ، لكنـّا لا نزال عبيدأ ورهائن لدى نظام القتلة واللصوص الجهلة .
شكرا ، قوات التحالف ! □□


---------------------------------------------------------------
د.خالد السلطاني
معمار ، واكاديمي عراقي
مدرسة العمارة – الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في