الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاصوت يعلو فوق صوت الدكتاتورية

محمد خليل عبد اللطيف

2009 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ماافهمه شخصيا ان المثقف ينحاز الى ضميره او الشعب او الديمقراطية او اليمين او اليسار ولكنه بكل الاحوال لاينحاز الى سلطة دكتاتورية، فاسدة، فاقدة للشرعية او ينحاز الى قوة غاشمة وعندما يفعل ذلك يكون قد سقط في الامتحان الانساني.
المنحاز الى نظام دكتاتوري ممثل بانظمة حولت البلدان المحكومة الى املاك خاصة تديرها بقطيع من العبيد ان شاءت اعطتهم اجرا وان شاءت منعت، هذا المنحاز باعتقادي الشخصي يفعل ذلك لاحد سببين، الاول هو العصبية الوطنية اذ انه يخلط بين النظام والدولة والشعب لذا فهو لايريد لاحد من غير مواطنيه انتقاد نظامه، السبب الثاني هو الانتهازية من اجل تحقيق منفعة مادية او منصب سلطوي ومااكثر هذا النوع اذ ان العراقيين قد ابتلوا به لعقود طويلة..
وبغض النظر عن الاسباب فان هذا الموقف ينزع عن صاحبه الصفة الانسانية مهما كان مبدعا وينزع عنه صفة المفكر او الاديب ويلبسه صفة المتزلف والوصولي بامتياز..

اذ كيف نفسر انتقاد الكثير من الكتاب والمثقفين للنظام السوري ـ وهو انتقاد في محله ـ وامتداح انظمة لاتفرق بشئ عن النظام السوري كالنظام المصري والسعودي وغيرهما..

وكيف نفسر مدح محمود عباس وعصابته وهم المعروفين بفسادهم وعفونتهم واكبر دليل هو نجاح حماس في الانتخابات..اذ ان الشعب الفلسطيني انتخبها لا حبا بها ولكن كرها بنظام فاسد كنظام عباس..

بمدحهم للدكتاتورية نجدهم هم انفسهم يمارسون الدكتاتورية وبشكل مقذع فقائمة الاتهامات جاهزة من يخالفهم الراي كالعمالة والغباء والقومجية والبعثية والاسلمة والارهاب وغيرها اذ انهم يستعملون نفس لغة من يمدحون (وافق شن طبقة)..فضلا عن استعمال لغة التهديد والوعيد..

المفترض بالمثقف او الكاتب ان يكون في مرحلة متقدمة عن السياسي من حيث الثبات على المبدأ واللاازدواجية في الموقف واثبات وجهة النظر بالحجة او تركها كوجهة نظر لاكحقيقة مجردة وعدم لي الحقائق لتوافق الطرح...الا اننا في عصر الليبرالية الجديدة وهيمنة القطب الواحد نجد ان لاحيلة لنا الا ان نعتمد على اصحاب الضمير الحي من كتاب وسياسيي الغرب الديمقراطي(بالفعل لا بالقول كاصحابنا) الذين نجد لديهم مواقف افضل من بعض العروبيين والصهيونيين.

النائب العمالي البريطاني السير جيرالد كوفمان القى خطابا في مجلس العموم بتاريخ 15/1 يقول فيه:
"نشأت كيهودي ارثوذكسي صهيوني وعلى رف مطبخ المنزل كان هنالك حصالة لجمع القطع النقدية مخصصة للصندوق القومي اليهودي لانشاء اسرائيل وذهبت لاسرائيل لاول مرة عام 61 ولمرات بعدها لاتحصى ولدي عائلة اصدقاء هناك واحدهم حارب في 3 حروب وجرح مرتان. اعرف رؤساء وزارات ونوابهم كبن غوريون وغولدا مائير وايغال عالون الذي انتصر في النقب عام 48.
والدي اتيا الى بريطانيا كلاجئين من بولندا واغلب افراد عائلاتهم قتلوا في الهولوكوست النازي وجدتي التي كانت مريضة في الفراش وقتلت في فراشها من قبل احد الجنود النازيين. جدتي لم تقتل لتوفر غطاء للجنود الاسرائيليين ليقتلوا الجدات الفسطينيات في غزة.
الحكومة الاسرائيلية الحالية بوحشيتها تفسد عقدة الذنب لدى مرتكبي الهولوكوست بتبرير قتلها للفلسطينيين باستخلاص نتيجة مفادها ان حياة اليهودي غالية وان حياة الفلسطيني لاقيمة لها.
المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الميجر ليبوفتش سئلت عن القتلى عندما كانوا 800 فردت ان 500 منهم كانوا ميليشيا..هذا رد نازي اذ ان النازيين اعتبروا من قتلوا في الاحياء اليهودية ميليشا.
وزيرة الخارجية تسيبي ليفني اكدت ان حكومتها لن تعقد صفقة مع حماس لانهم ارهابيون في حين ان والدها ايتان ليفني هو ضابط العمليات في الارغون الارهابية المسؤول عن التخطيط لتفجير فندق الملك داوود في القدس والتي راح ضحيتها 91 شخصا بضمنهم 4 يهود"

ارفق النسخة الانجليزية الكاملة للخطاب لمن يريد الاطلاع عليها

http://www.publications.parliament.uk/pa/cm200809/cmhansrd/cm090115/debtext/90115-0013.htm#090115102001355*

هل يمكن ان نعقد مقارنة بين خطاب سياسي يهودي كالخطاب السابق مع مقالات اليبراليين الجدد؟ ام ان مدح الدكتاتوريات الذي يطغى على كتاباتهم المدبجة بالتعاطف مع الضحايا والمليئة بالشتائم لحماس والنظام السوري والتمجيد لعباس ومبارك وخادم الامبريالية يمنعهم من ذلك؟

ولكنها الازدواجية والليبرالية الجديدة التي ابتلينا بها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة صغيرة
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 18 - 19:15 )
لمن يريد قراءة الرابط، تكملة الخطاب يرجى الضغط على اسفل يسار الموقع
next section


2 - اظنها نوع من الموضة الثقافية
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 1 / 18 - 20:39 )
اخي العزيز محمد
موضوعك هذا دفعني الى التفكير بتقديم اقتراح الى واحد من خريجي الطب المتدربين لاجل التخصص في موضوع واحد اتعبنا جميعا :
وهوعجائبية سلوكيات المثقف العربي
اليوم استمعت لاغان عن غوة لمطرب انكليزي اسمه مايكل هارت
كما استمعت لمطرب اخر نشر اغانيه صائب خليل على موضوعه الاخير

هؤلاء وبقراءتي لبعض من سيرهم ليسوا من مطربي (الكاولية ) الذين يغنون لاجل ارقاص اوراك العاهرات
انهم مطربون يغنون قصائد لديلان توماس وجاك بريل
اما مثقفينا المانويين فلايزالوا يعتبرونك خائنا ان قلت مالا (يلائم )ذائقتهم الفكرية
وكاننا لم نتعلم ان الحقيقة الاصيلة تولد دائما من جدل الاراء المختلفة

تحيتي

ابراهيم


3 - ابتلينا
خالد صبيح ( 2009 / 1 / 18 - 21:38 )
تحياتي عزيزي محمد
انت قلت اننا في العراق ابتلينا بالمثقفين الانتهزيين. وابتلينا فعل ماضي تام وانت تعرف ان الانتهازيين ليس فقط لم ينزاحوا وانما تكاثروا وتلونوا
انا احترم الانسان حين يعبر بصدق عن موقفه ورايه حتى وان كان رايه او موقفه من اسوأ واتعس مواقف في الدنيا. لكن الصدق ليس لنا سوى ان نحترمه.
حين يتابع المرء نشاط ( مثقفينا) يصيبه الغثيان. بل الاكثر ان فنون الانتهازية عندنا توسعت وتعمقت، وابطالها يشكلون مادة شيقة للتحليل والبكاء وقدر عريض من الشعور بالخزي
اعرف اني خرجت عن الموضوع
معذرة
وتحيات


4 - هذه موطا ثقافية لللطع
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 19 - 02:23 )
الحبيب براهما

شكرا لاثرائك الصفحة بالتعليق ولاتفاقك بالراي ان لم اكن مخطئا...

ونحن لدينا من غنى لعبد الرزاق عبد الواحد و شفيق الكمالي...ياللمفارقة

محبتي وتقديري


5 - شكر مزدوج
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 19 - 02:33 )
الاخ العزيز خالد
الاول لتجشمك عناء القراءة والتعليق
والثاني لتنبيهي لاستعمال الفعل المبتلين به وبكثير غيره

واوافقك الراي حول الانسان المعبر عن رايه بصدق ولكن المشكلة تكمن في الازدواجية التي تدلنا على ازدواج الشخصية او انتهازيتها

تقبل اعتزازي وتقديري


6 - نفاق
خالد عبد الحميد العاني ( 2009 / 1 / 19 - 05:20 )
الأخ محمد خليل
تحياتي أنت تركز في تعليقاتك حول فساد محمود عباس وتختصر كل تأريخ منظمة التحرير بفساد محمود عباس. الأمور لا ت}خذ هكذا . أعتقد أنه لا توجد حكومة في العالم لا يوجد فيها فساد تصور أن حكومة كندا غارقة في الفساد وربما تستغرب ما أقوله ولكنها الحقيقة ي أخي. إن وجود الفساد في حكومة عباس لا يلغي شرعية منظمة التحرير المعمدة بدماء الالاف الشهداء ولا أعرف لماذا يصر البعض من كتابنا العراقيين على أن النقد الموجهة الى حماس هو مديح للمعتدي الأسرائيلي وهو إصطفاف مع الجلاد ضد الضحية إنه قصر نظر سياسي لا يرى أبعد من الأقدام. أحد كتابنا اليساريين جدا إتهم اليسار بالنفاق وهو من دافع عن شراذم جيش المهدي أثناء صولة الفرسان في البصرة ومدينة الصدر فماذا نسمي ذلك قمة العقلانية السياسية.


7 - -احد كتابنا اليساريين جداً - يرد عليك يا خالد
صائب خليل ( 2009 / 1 / 19 - 12:14 )
-شراذم جيش المهدي- بشر عراقيين من حقهم ان يطبق القانون والدستور عليهم لا ان يقصفوا بالمدافع هم وأهلهم . المالكي لم يقم بأية محاولة جدية تتناسب مع خطورة الخيار العسكري، لكي يلقي القبض على المطلوبين بدون إراقة دماء...كان يريد أن يصبح بطلاً عسكرياً وارتكب جريمة بحق الإنسانية، وما أزال مصراً على مهاجمته، وكان مخالفاً للدستور حين مدد قانون الطوارئ بنفسه دون البرلمان لكن المنافقين، وبضمنهم اليسار، اغمض عينه عندما كانت عملية القتل تناسبه بل ها انتذا تذهب أبعد من ذلك فتعتبر الدفاع عن -شراذم جيش المهدي- يخرج الشخص من -شرف لقب يساري- تباً له من شرف إن كان هكذا، لكنه ليس هكذا.

من انتقدته كان يوزع إنتقاده سطراً يبدأ به عن إسرائيل ليكمل بقية مقالته كلها ضد حماس، وفي هذا نفاق في توزيع النقد في وقت حرج يلعب فيه النفاق دوراً في المزيد من الدماء. لم يكن يهمني من يمتدح إسرائيل، لكن هذا التوزيع المنافق للنقد أشد أذى فهو دعم لأستمرار نزف الدماء في الوقت الذي يعرف فيه أن الطريقة الوحيدة للجم الإعتداء هو تسليط الضغط السياسي والأدبي على إسرائيل.

اليسار الذي انتقدته يجن جنونه ولا تذكره أن حماس هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوقت الحاضر، هذا اليسار يسرني التبرؤ من نفاقه ووقاحته في


8 - الاخ خالد عبد الحميد
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 19 - 13:32 )
لك تحيتي واحترامي لرايك رغم اختلافي مع بعض طروحاتك ولكن دعني اؤكد لك اني لم اركز على عباس اكثر من اشباهه ولك ان تعيد قراءة المقال ان اتيح لك الوقت والمزاج..
سيدي العزيز..الفساد موجود في كل دول العالم ولكن الاختلاف على مداه فهل ان الفساد متمثلا بصفقات الاسمنت لبناء الجدار العنصري من قبل قريع، والهواتف من قبل فتوح، والحسابات المصرفية بعشرات الملايين لدحلان وارملة عرفات وغيرها كثير يمكن مقارنتها بالفساد في كندا؟
ثم اما ان الاوان لازالة وهم الممثل الشرعي والوحيد الذي اضفي على المنظمة من قبل انظمة دكتاتورية كانت السبب المباشر في الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني.
انا لاانكر دور المنظمة السابق والتضحيات والدماء التي بذلتها ولكن هذه الهالة المقدسة والدكتاتورية هي من ادى الى افساد لا حد له...ثم قل لي بربك ماالذي تبقى من المنظمة غير شبح لايمت لتلك المنظمة بصلة...
اخي خالد...انا لم اطالب بعدم انتقاد حماس انتقادا موضوعيا غير مبني على الاكاذيب والافتراءات ولكن ليس خدمة ومسح جوخ لعباس كما يفعل سعيد علم الدين وابراهيم علاء الدين...ثم هل ان الوقت مناسب لانتقاد حماس وهي تتعرض لاكبر هجمة صهيونية عنصرية؟ حتى ان هناك عدد من الاسرائيليين يدعون للحوار معها على اساس وضع حد للعنف فهل نكون ملكيي


9 - شكرا لأنتباه الاخ العاني
عبد العالي الحراك ( 2009 / 1 / 19 - 19:09 )
الموضوع ليس متعلق بالانتهازية للبعض وانما بضيق الافق او انحساره في جانب واحد والعناد عليه والزعل من منتقديه بل الاستماتة بالبحث والتدقيق وضرب الشواهد والامثلة في سبيل تأكيده. فبعض يساريينا يركزون على نقطة ما يعتبرونها نقطة العصرالجوهرية وجوهر النقاش ويتركون النقاط الاخرى وهي جميعا مترابطة الواحدة تصب في الاخرى وتؤثر على النتائج النهائيةالتي تقتل الشعب او تتركه اسير التخلف والظلام. فهؤلاء الاخوة مشكورين عندما بقفون موقف قويا ازاء امريكا في العراق او في فلسطين ولكنهم يصبون قوتهم في البحر المتوسط او في شط العرب عندما يدافعون عن حماس وايران وحزب الله اما عندما يعتبرون جيش المهدي جيشا عقائديا يقاتل ضد الامريكان وفي سبيل العراق وحماس الممثل االشرعي لشعب فلسطين فهذه مصيبة المصائب وهوموقف انتحاري كموقف باقي الانتحاريين الذين يعتقدون دينيا بانهم سيحررون بلادهم بهذه الطريقة او الذهاب الى الجنة.. فهل يعتقد اليساري بالذهاب الى الجنة ايضا واية جنه؟

اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة