الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصارات... بين التطبيل والتهبيل !

فيليب عطية

2009 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عندما دخلت جيوش الحلفاء مدينة برلين في منتصف الاربعينات من القرن العشرين ، كان ذلك يعني بكل وضوح هزيمة المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية ، ولم يخرج علينا نازي سنكوح بنظرية مناقضة تقول بانتصار المانيا ، فهي التي سوت الهوايل ، كما أن زعيمها وتاج رأسها هايل هتلر انتحر بملء ارادته ، ولم يضع
يانكي يده القذرة عليه رغم كل مافعلوه في البحث عنه !!!
وعندما جلس اليابانيون امام الامريكان في نهاية هذه الحرب ليوقعوا وثيقة الاستسلام ، لم يخرج علينا ياباني صعلوك ليصيح بأعلي صوته : انتصرنا ، فالامبراطور مازال علي كرسي السيادة ، والفتيات اليابانيات سيسحبن الفتية الامريكيين من جذور رقابهم ...الي آخر هذا الهراء .
كنا مازلنا في هذا العهد المجيد التي مازالت الكلمات فيه تحافظ علي معناها ، والعقول لم تنحدر الي الفنتازيا ، ووجبة الطعام لم تتحول الي معركة بين قاتل ومقتول ، والانتصارات رهينة بالمضاجع ، وكل من له نبي يصلي عليه ، فهم الذين علمونا صناعة الوهم , اذا تمخط النبي فتلك اشارة الهية ، واذا سعل فهذه من الاشارات والتنبيهات ، اما اذا زرط والعياذ بلله فتلك أم البركات ، وسوف تسحق الكوارث اعدائه ونسل اعدائه وتصير ميراثا ابديا للمتقين والمؤمنين به .
وقد عشنا نحن -في تلك المنطقة المنكوبة من العالم - في ظل هذا الميراث .
دعونا من حكايات المجد القديم ، وامعتصماه ، وآه آه لننظر في معركة الوطن المسلوب والشجن المنصوب وكسر الكعوب ...
مر مايزيد علي نصف قرن علي تلك المأساة ، واكاد أجزم بأن دراسة موضوعية عن تلك القضية لم تصدر بعد ...كل ما يدور حول تلك القضية يتلخص في جملة واحدة : وطن سليب لابد من استعادته ، وعلي هذا تعبأ الحناجر وتعد الطناجر وتملأ المحابر .
لو قال أحد ان الفلسطنيين اظهروا الغباء المطلق في قضيتهم ، لعوقب بالنفي اوالاغتيال او الاتهام بالعمالة !
بالطبع يا أمة من الابطال لم تتعظ من تغير الاحوال ، وهي لاتدرك ان من يدعي البطولة قد يبرع في الاحتيال !
للعالم قوانينه ، وهي ليست قوانين العهر والدروشة ،
وعندما اقع في خصام مع طرف ما ، واتمني زواله ، فلابد ان اعرف قوته وامكانياته وكل مايحيط به ، وتلك قضية بدبهية تظهر حتي في خناقات الشوارع ، عندما يتشاحن خصمان فلابد أن ينظر كل منهما الي قوة الآخر ، وعندما تتكافأ القوي يحدث الشجار ، اما غير ذلك فهناك عشرات الوسائل للتخلص من المشكلة ، وهي وسائل ساهم المجتمع نفسه في اختراعها وتطويرها عبر تاريخه الطويل .
اما ان نصنع زفة وهمية علي صواريخ الحاجة علية ، بعد ضربة مميتة وقاتلة لنسيج الوطن نفسه الذي نزعم النضال في سبيل استعادته ، فذلك غباء أو احتيال أو عمالة ...اختاروا ما يناسبكم !
وهكذا كان علي اسرائيل ان تضرب وتضرب بوحشية ، ولااعتقد ان ما حدث كان مجرد فعل -ردفعل . اسرائيل منذ نشأتها تعتمد استرتيجية المراحل لبناء دولتها من النيل الي الفرات ، وقد نجحت المرحلة الاولي في بناء الدولة نجاحا ساحقا ، وعلي اسرائيل ان تمهد للمرحلة الثانية : ازالة غزة من الخريطة ، وضم سيناء الي دولة داوود . واذا كان هناك من يستحق لقب المفكر ،قليقف طويلا امام تلك الحقيقة ، وانا لا اقول ان ذلك قد يحدث غدا أو بعد غد ،لكنه علي الخريطة الاسرائيلية منذ الآن
ولايتحفنا أحد بتلك الكلمة البغيضة : انتصرنا ....انتصرنا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقة وأوهام
جحا القبطي ( 2009 / 1 / 18 - 21:11 )
ذكرتنا بالوهم الذي مضي ونصيح بأعلي تون من حنجرتنا مع شعوب أمتنا العربية للإحتفاء مع نصرها المبين .....؟؟؟ ونهتف لقائدها مشعل مشعل يا حبيب بكرة ها....ندخل تل أبيب


2 - الحقيقة المرة....؛
س. السندي ( 2009 / 1 / 19 - 17:55 )

1: يجب محاسبة النظام السوري والايراني الااسلامي ومن اصطف معهم ،، لتوريط قادة حماس في هذه الحرب المجنونة ،وعدم فعل اي شئ غير العويل والصراخ عبرالفضائيات وذرف دموع التماسيح علئ غزة ، اليس الاجدر فتح كل الجبهات لتلقين العدو درسا بالقائه في البحر ونخلص منه الئ الابد

2: توريط كل العرب من جديد وخاصة دول الخليج بدفع فاتورة حروبهم

3:صدقوني لولم يعرفو ان العرب رغم انفهم سيدفعون فواتير حروبهم لما اقدمو عليها

4: شعوب جوعانة وعريانة وخدرانة لاتستفيق الا على طبول الحرب والزورخانة

5: نصيحة للقمم العربية المجتمعة حاليا بانشاء ( صندوق لكوارث الحروب المستقبلية) خاصة والقادسية الثالثة على الابواب

6: انها ليست نبؤة ولكنها وقائع ايرانية

اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟