الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ميلاده الثامنة والثمانين ماذا بقى من الجيش العراقي؟

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


قبل ثمانية وثمانين عاماً وبالتحديد في 6/1/1921 اعلن عن تأسيس الجيش العراقي ليكون القوة المسلحة الشرعية لحماية البلاد من التدخلات الاجنبية، لكن منذ تأسيسه لحد يومنا هذا استغل هذا الجيش من قبل قادته لتمرير وتحقيق اهداف شخصية كثيرا ما ضرت بالمصالح العليا للوطن واستنزفت قوى شبابه واودت بحياة الكثير من سياسيه ومثقفيه، وبذلك تحول الجيش من اداة دفاعية لحماية الوطن الى اداة قمعية للشعب مهمته سحق الاراء المعارضة وتطهير المناطق من ساكنيها وابادة العزل والابرياء كما حدث في مذبحة سميل عام 1933 وعمليات الانفال عام 1988 وتجفيف الاهوار في في التسعينات وغيرها من الاحداث المؤلمة والمأساوية التي كان الجيش بطلها الرئيسي، او استخدم كوسيلة للاستيلاء على الحكم كما حدث عام 1958 اثر الانقلاب الذي قاده عبدالكريم قاسم على النظام الملكي واستبداله بنظام جمهوري، لكن هذا لا يعني ان الجيش العراق لم تكن له مواقف مشرفة او ان تاريخه خال من صفحات مشرقة لان التاريخ لا زال يحفظ استبساله في الحروب التي شارك فيها ضد اسرائيل في 1948 و 1967 و 1973 وحربه الدفاعية التي خاضها ضد ايران لمدة ثمانية اعوام وخرج منها برابع جيش في العالم واقوى جيش في المنطقة.
بعد احتلال العراق قام الحاكم المدني الامريكي بول بريمر بحل ما تبقى من الجيش العراقي الامر الذي ادى الى فسح المجال امام الميليشيات وتنامي العصابات الاجرامية الخارجة عن القانون، وبذلك جرد العراق من جيش وطني يدافع عن حدوده ويصون كرامة اراضيه، وافضل برهان على ذلك هو الاجتياح الدوري لحدوده من قبل القوات التركية والقصف المدفعي الايراني المستمر الذي تتعرض له القرى الحدودية مع ايران ( دون ان تجهد حكومتنا الموقرة نفسها حتى باصدار بيان او بلاغ صحفي يدين العدوان )، فالجيش الذي كانت له هيبة اقليمية ومكانة عالمية اصبح في عداد الماضي، ونخطأ كثيراً اذا قلنا ان الجيش العراق الحديث هو امتداد للجيش العراقي القديم ( رغم تحفظنا على بعض الاعمال والممارسات التعسفية والاجرامية التي نفذها مكرهاً مذعناً ومخضعاً لاوامر جلاديه )، فالجيش السابق هو جيش وطني انتمى اليه وتدرج في قيادته الكردي والعربي، المسلم والمسيحي، الشيعي والسني، وكان جيشاً واحداً ينفذ اوامر جهة واحدة بدون منافس، اما جيش اليوم فهو جيش طائفي! جيش ميليشياوي حزبي وديني وقومي لا ينتمي اليه الا بوصاية او كتاب تأييد او رسالة مصدقة من قبل احد الاطراف او الجهات المتنفذة بالحكم والا ما معنى ان تتحول بعض الميليشيات الحزبية الى جيش نظامي وينفرد قادتها بالمناصب السيادية ( حتى لو كانت هذه القوات من معارضي النظام السابق ) اثر تغيير النظام السياسي الحاكم وسيطرة حزبهم على مقاليد الحكم! اهكذا يبنى العراق الجديد؟ ابهذه العقلية والتصرفات والممارسات نريد ان نضع لبن الصرح الديمقراطي في العراق الجديد؟ اهكذا نقضي على الطائفية التي تنخر اسس عراقنا الجديد؟
نعم نتفق مع الحكومة وكل محبي السلام بأننا لا نريده جيشاً قمعياً ولا جيشاً غازياً ولا جيشاً ارهابياً ولا جيشاً كيماوياً بل جيشاً نظامياً يحمي الوطن ويدافع عن ساكنيه، جيشاً عراقياً يفتخر بعراقيته ويقدس الوطن بدلاً من الانحناء امام صورة قائده الحزبي ومرشده الديني، جيشاً يكرم منتسبيه وقادته على وطنيتهم وليس على انتمائهم الديني والقومي والطائفي، جيشأ يكون ولائه للعراق اولاً واخيراً .... عندئذ فقط سنتحتفل نحن العراقيين كلنا معاً بعيد الجيش ونقول له بصوت واحد كل عام وانت بمليون خير يا جيشنا الغالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة