الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع قهوة الصباح لعام ٢٠٠٩

رضا الشوك

2009 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تحدث مهندس خبير في شؤون المياه عن الاعشاب التي تنمو بغزارة في مجرى نهر ما فتعيق جريانه، وتسبب اظراراًكبيرة لعملية السقي التي تمثل محور الحياة على الارض للزرع والضرع في آن واحد.
ان مثل هذه الظاهرة هي اشبه ماتكون بألمعيقات التي تقف عادة في وجه تدفق كل شئ على الارض ، والحقيقة ان هذا المهندس فتح لنا نافذة نطل عبرها الى الحديث عن المستقبل الذي يقترن ابداً بالتقدم ، واعشاب النهر التي اشار اليهاهذا المهندس تذكرنا بألعوائق والحواجز التي تقف في وجه التقدم الذي تتطلع اليه شعوب الارض وهي تمتلك ارادة الحياة بأقوى مما هو غريزة عندها .
ليس هناك معاير ثابتة كالقوانين الرياضية ، فكل مجتمع بخصائصه المعينة تختلف عن غيره في الوسائل التي تقوده الى التقدم ، الا ان العوامل التي تعيق التقدم قد تتشابه في نقاط كثيرة عند المجتمعات البشرية المختلفة ، وقد يكون التقيد بالاولويات امفيداً ، فايلاء الماضي اهمية تفوق التفكير بالمستقبل يوقع الفرد في وهم عبادة الماضي دون فهم حقيقي لجوانب منه وربطها لمسيرة الحاضر الذي يمهد الطريق لبناء المستقبل وهذا يعد نوعاً من تلك الاعشاب التي اشاراليها المهندس ، كذلك ضعف نزعة البحث على اسس علمية وطريقة التقصي المنطقي للاحداث والافكار والاساليب اي ( التسليم بما هو قائم ) والذي يعبر عنه بضعف الاعتماد على العقل وحسن التدبير هو ايضاً من تلك الاعشاب المعيقة ، ثم ان تجاهل الرجل المناسب لوضعه في المكان المناسب هي ايضاً من الاعشاب المضرة .
ان شيخوخة المؤسسات القائة وعدم العناية بتجديد شبابها الذي يجب ان يكون قاعدة للحفاظ على فعاليتها المستمرة وبخاصة تلك التي تتعلق بالاقتصاد والتعليم وما يخص تفاصيل حياة الناس هي ايضاً تشكل نوعاً من الاعشاب المضرة . ومن طرف آخر فان عدم معالجة النزعة الاديمقراطية عند عدد من المسؤولين عن مصالح المجتمع يكسب عادةصفة الاعاقة لاعشاب متخشبه . ويشكل عدم احترام القوانين والانظمة عند افراد يطلبون الامتيازات الشخصية دون الاهتمام بالاخرين هي من الاعشاب السيئه .
ان الانتقاء او ضعف الاهتمام بجوانب من الاقتصاد الوطني وبخاصة ما يتعلق بالانتاج وفق شروط من الاتقان اللازم لتحقيق شخصية الاقتصاد الوطني ، وبظني ان الاتقان هو ثقافه يجب ان تطبق على كل انواع الانتاج من اقتصادي وفكري وفني وغيره .
وكما هو معروف فان القوانين الموضوعية في المجتمعات البشرية لها حضور في الطبيعة ايضاً فهي على الاغلب مستعارة منها وهي وراء استمرار ديمومتها الى اجل مبين . ولهذا علينا مراعات هذه المقولة والاخذ بها كحقائق واقعية ، فهي تفعل فعلها خارجاً عن ارادتها شئنا ام ابينا ، وقد يؤدي تجاهلها او عدم الاخذ بها الى خلق اوضاع مضطربه وغير مستقره، في هذا المجتمع او ذاك وقد يحصل مالايحمد عقباه في اية لحضة زمنية اذا احتلت لغة القوة مكان لغة العقل والحوار المتمدن .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|