الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الرؤساء الأميركان وجوه متعددة لعملة واحدة ؟......

محمد سيد رصاص

2009 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مثلَت إدارة بوش الإبن الراحلة محاولة جديدة ،غير مسبوقة في تاريخ اليمين السياسي الغربي ،ل "إعادة صياغة العالم" عبر منظور أيديولوجي- سياسي متكاملشبيه بماحاوله اليسار الماركسي البلشفي بعد عام1917انطلق من رؤية فلسفية محددة أعطاها فيلسوف المحافظين الجدد ليوشتراوس1899-1973كانت على الطرف النقيض من الإتجاه الحداثي الغربي البادىء مع عصر الأنوار الفرنسي،ولها رؤية للإقتصاد تقوم على استقالة الدولة من أدوارها الاقتصادية- الاجتماعية لترك السوق لحركتها الذاتية الكاملة،وتقوم على أنه يمكن"بناء القرن الجديد بمايتفق والمبادىء والمصالح الأميركيتين"كما تنص وثيقة التأسيس (المسماة"اعلان مبادىء")لتيار المحافظين الجدد الصادرة في 3حزيران1997 والموجهة ضد إدارة كلينتون،والتي وقعها أناس مثل تشيني ورامسفيلد وفولفوفيتز وإليوت أبرامز.
كان بيل كلينتون مختلفاً في رؤيته للعالم عن هؤلاء،الذين قالوا بوثيقتهم تلك بأن سياسته الخارجية"بلاهدف.......وبدون تماسك.....وأنها على وشك تبديد الفرصالناتجة عنقيادة الولايات المتحدة للغرب للإنتصار في الحرب الباردة"من خلال سياسته التي تقوم على الاعتراف بالوقائع القائمة(في منظمات الأمم المتحدة و في الناتو وعند أنظمة العالم"المارقة"التي يطلب فقط تغيير سلوكها لاتغييرها)كطريق إلى تحقيق السياسات الأميركية وتمريرها عبر نوافذ تلك الوقائع،بدلاً من تجاوزها و قلبها وتغييرها ولوعبر القوة العابرة للحدود وتجاوز تلك المنظمات ومحاولة قلب تلك الأنظمة،الشيء الذي حاوله (المحافظون الجدد)كله خلال السنوات الثمان المنصرمة من عهد بوش الإبن ،ماأدى إلى هزِ العالم وزلزلته.
لانجد خلال مجرى القرن العشرين تلك الفوارق الشاسعة بين الإدارات الأميركية،من الحزبين الديمقراطي والجمهوري،كالتي توجد بين بوش الإبن وكلينتون،أوبينه وبين باراك أوباما الذي يستعيد الكثير من سياسات ورجالات عهد كلينتون،حيث كانت الفوارق غير جوهرية وتفصيلية بين ترومان وأيزنهاور في مواضيع(السوفيات والخطر الشيوعي)و(الاقتصاد)وهو شيء يلاحظ أيضاً بين كينيدي وجونسون وبينهما،اللذان اشتركا معهما في النظر أميركياً لما سمي ب(العالم الثالث)عبر منظار ذلك الموضوعين،لتبدأ الفوارق مع نيكسون(ومستشاره كيسنجر)الذي بدأ بانتهاج سياسة التعايش السلمي مع السوفيات وبالقبول بالوقائع القائمة في أوروبا وفقاً ل(يالطا)ولو بالترافق مع محاولة تطويق الكرملين واضعافه من خلال التقارب مع الصين وعبر محاولة قلب الوقائع في الشرق الأوسط بواسطة سياسة نقل مصر من الحضن السوفياتي للطرف الآخر،ثم لتزداد تلك الفوارق جذرية مع إدارة ريغان الذي قدم مناظير أكثر يمينية في موضوع(الاقتصاد)واعتمد المجابهة مع "امبراطورية الشر"حتى استطاع هزيمة موسكو في الحرب الباردة1947-1987.
هنا،يلاحظ بأنه بين كل تلك الإدارات الأميركية،الممتدة بين ترومان1945-1953وريغان1981-1989،كانت الإختلافات شاملة لمواضيع الإقتصاد والعلاقات الدولية فقط،وأيضاً لجوانب من السياسات الداخلية،فيما لم تصل إلى النظرة الفلسفية-الأيديولوجية-السياسية للعالم التي ظلت تجمع كل أولئك الذين تعاقبوا على البيت الأبيض ولو كان ريغان أكثرهم يمينية،وفي هذا الصدد يلمس،وهذه نقطة ملفتة للنظر،أن إدارتي بوش الأب1989-1993وكلينتون1993- 2001قد مثلَتا،في ظرف مابعد الإنتصار الأميركي في الحرب الباردة،الكثير من العودة إلى سياسات عهد نيكسون – كيسنجر" الواقعية "على صعيد العلاقات الدولية،وهو شيء كان الأساس في المنظور المضاد والمعاكس الذي قدمه المحافظون الجدد،الذين رأوا أن الإنتصار الأميركي ذاك لايقود إلى"الإنعزالية"ولاإلى الإعتراف بالوقائع القائمة ،وإنما "يجب" أن يتم التحول نحو اقتحامية أميركية تستخدم فيها قوة واشنطن المتفوقة عسكرياً،ولو عبر تجاوز وقائع الدول القائمة والحدود والمنظمات الدولية،لإعادة صياغة العالم أميركياً وتغييره من خلال بوابتي(اقتصاد السوق)و(الديمقراطية).
مع حملته الإنتخابية ثم بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية،يعود باراك أوباما إلى مناظير كلينتون وبعض مسؤولي إدارة بوش الأب مثل جيمس بيكر ووزير الدفاع المستبقى غيتس الذي استعان به بوش الإبن بعد استقالة رامسفيلد في خريف عام2006على إثر وصول سياسات المحافظين الجدد لحافة الإصطدام بالحائط المسدود في العراق وشرق أوسط مابعد حرب تموز2006.
السؤل الآن:هل سياسة أوباما ترجع أسبابها وعواملها إلى مآزق وفشل واستعصاءات سياسة إدارة بوش الإبن على الصعيد الدولي أيضاً بعد محطات(أفغانستان)و(لبنان)و(جيورجيا)في بحر عام2008،وعلى الصعيد الإقتصادي على إثر أزمة وول ستريت منذ الخريف الماضي،أم أن هناك عامل آخرإضافي لذلك هو الأساس،يتمثل في قوى اجتماعية واقتصادية أميركية حملت أوباما انتخابياً إلى المكتب البيضاوي،لها رؤية مختلفة(عن تلك التي حملت بوش الإبن)في مجال الأيديولوجيا،والسياسات الدولية،والإقتصاد،وفي المسائل المحلية؟...........










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي