الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمنياتنا في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية

كريم الهزاع

2009 / 1 / 21
الادارة و الاقتصاد


يقول آلآن جرينسبان نادراً ما نمعن النظر في تلك الوحدة العاملة الرئيسية في النشاط الاقتصادي ، وهي الكائن البشري . من نحن ؟ ما هو ذلك الشيء الثابت في طبيعتنا ولا يخضع للتغيير – وما مقدار ما لدينا من فطنة وإرادة حرة كي نعمل ونتعلم ؟ وعبر التاريخ يبدو أن الناس جميعاً يحركهم سعي متأصل من أجل الاعتداد بالذات الذي يعززه إقرار الآخرين له . وأقول من هذا المنطلق وغيره وجدنا أن كل قلوب وأنظار الشعوب العربية كانت مشدودة للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي أقيمت بالكويت في 19 – 20 من يناير 2009 م ، لذا كنا نعوّل كثيراً على تلك القمة بسبب الرهان على معطياتها الاقتصادية ، ولأن الاقتصاد هو المحرك الأول للتاريخ إذا تماشى معه نص وأفكار جديدة تدفعه للأمام ، وممكن ذلك من خلال فهم اقتصادنا المعولم ، وحركة التاريخ وتبدلات العالم وتغيراته المتسارعة ، ولنا في تجربة الوحدة الأوروبية وظهور العملة الجديدة " اليورو " درس علينا أن نفهمه ونستوعبه جيداً في سياقه الاقتصادي والتنموي والاجتماعي ، حيث أن أوروبا والعالم المتمدن لم يستطع التطور وتطوير سرعة ماكينته إلا بعد الخلاص من كل ذلك الأرث الموجع والمعقد الذي ولدّ في فترات من الزمن عنصرية وحروب ، وإيجاد نصوص وأفكار جديدة ، لذا علينا إيجاد بيئة جديدة مستقرة بدلاً من تلك البيئة الرخوة والملغمة بالكثير من الألغام المدفونة في أرضنا لأكثر من ألف عام والذي ندفع ضريبته والأجيال الجديدة وسحبنا نحو الظلام والتخلف بسبب القطيعة الإبستمولوجية مع الآخر ومع كل العالم المتنوّر والمجتمعات المدنية الديمقراطية المتطورة ، ولكي تنجح أجندتنا الاقتصادية يجب أن يحل السلام في عالمنا العربي أولاً وقبل كل شيء ، وأن تحل مشاكل مثل مشكلة التركيبة السكانية وإشكالية الهوية في الوطن العربي .

وتمنينا أن تطرح في الأجندة الاقتصادية مشاريع حيوية مثل مشاريع توليد الطاقة الكهربائية والربط الكهربائي بين الدول العربية، ومشاريع المياه، والغذاء ، والتلوث البيئي والمناخ ، وإعطاء دور أكبر للقطاع الخاص، من خلال تأسيس مصارف استثمارية عربية لتمويل المشاريع التنموية. وعلى الرغم من أن الأزمة المالية العالمية قد تضعف التوقعات المتفائلة لكن ظل يحدونا الأمل بأن تنجح القمة في إنجاح أهم المشاريع بل والكثير منها . مثل إقامة صندوق للتنمية العربية كخطوة أولى لمشروع مشابه لمشروع الوحدة الأوروبية ، إذ أن تحرير الأمة العربية من التبعية الاقتصادية هو بمثابة تحرير لإرادتها السياسية .

و فيما يخص الخليج العربي تحديداً، يا حبذا لو تكرس كل الجهود والموارد للتعليم وللتدريب التربوي، ولإنشاء فرص جديدة للتعبير الحرّ والحكومة الرشيدة في شكل عام ، وحماية نجاح بلدان الخليج كقطب جديد للتقدم والديمقراطية والحداثة العربية ، إذ لا يمكننا العمل بدون نسق من القيم التي ترشدنا إلى اختيارات متعددة نقوم بها كل يوم ، قيم تمنحنا الطاقة للاحتفاء بالحياة ، بالفرح ، بالبناء ، بالتعددية ، بالعدالة ، وأن نجد تربة جديدة لزراعة هذه البذور تبدأ من مرحلة الطفولة وتمضي معنا حتى الكهولة ، ومن رياض الأطفال وحتى الجامعة ، ومن البيت إلى الشارع . هذه هي أمنياتنا ، فهل سترى النور في المستقبل ؟ وقبل انعقاد القمة الاقتصادية المقبلة في القاهرة في العام 2011.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا