الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية وما حملته من دلالات

نبراس المعموري

2009 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تابعنا وبشغف كبير ما تضمنته قمة العرب التي كان من المفترض ان تكون قمة اقتصادية اكثر من كونها قمة سياسية فنحن نعلم ان الاعلان عبر وسائل الاعلام عن مؤتمر اقتصادي جاء متزامنا مع مجزرة غزة الموحشة ليتحول بالتالي المؤتمر الى قمة رغم عقد قمة عربية قبل يومين وبرأسة قطرية التي عكست رؤية واضحة لمعيار التحالف الضمني الغير معلن بين جهتين منقسمتين بانقسام السلطة الفلسطينية بين حماس وفتح وبكل الاحوال عقدت قمة الكويت التي اظهرت الينا صورة مميزة عن المجتمعين، ليدلو كل منهم بدلوه ويكون السباق في طرح المبادرات المتعلقة بقضايا استثنائية متمثلة بالقضية الفلسطينية وقضايا عامة عربية، ما عدى ذلك الجالس في الركن البعيد المدعو بالوفد العراقي ...ولا اريد ان اناقش ما هو دور وفد دولة عربية ذات اهمية ستراتيجية ولوجستية في المنطقة الشرق اوسطية الا انني اعتقد ان البساط الاحمر الذي حاول بوش جهد امكانه ان يزخرفه بزخرفة التغيير والعودة لاجواء المشاركة الدولية والعربية اخذ ينسحب بانسحاب بساط بوش .......
المتابع لتلك القمة يجد ان معالم التغيير والعودة لصياغة عربية مختلفة امست واضحة ، وهاهو العاهل السعودي يعلن عن ان السلام قد يصبح حلما وفرصة لم يستثمرها المحتل الاسرائيلي لغاية الان ....والسؤال الذي يطرح ماالسبب الذي جعل من ملك الخليج ان يتفوه بهذه العبارات ؟ وما السبب الذي ادى به الى الدعوة الى لحمة عربية وعودة لاجواء التعاون وتبادل العلاقات ؟ تساؤلات كثيرة لكنني اجد ان المنطقة العربية اخذت تتغير بتغير الحلفاء خصوصا ان رجل اميركا الاول بوش قد انتهى بانتهاء ولايته واعلانه عن الاخطاء التي ارتكبت في العراق، و ما نجم عنها بتغيرالعلاقات من حال الى حال، فالتكتيك والتخطيط ارتدى لباسا جديدا حمل لواءه الديمقراطيون بمجيئ اوباما المنشغل بحلحلة الازمة الداخلية اضف الى ذلك الاختلاف الكلي عن الرئيس السابق وبكل المقاييس الفكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية كل هذه الاحداث تأتي متزامنة مع مرحلة خطرة للمخطط الصهيوني في المنطقة العربية فالحلم الاسرائيلي بدأ يتجلى ويتضح اكثر بعد ما حدث في غزة، فالمتابع للسيناريو يجد انه نفذ كما هو مخطط له، حيث امتداد رقعة دولة اسرائيل التي كان ذراعها الايمن بوش الذي كان رئيسا لولايتين وصفت بانها اقسى واصعب الفترات الرئاسية في التاريخ الامريكي و التي انتهت بتوسع اسرائيلي وانهيار اقتصادي امريكي ........معادلة غريبة قد يجدها البعض كانت مربحة لطرف ومكبدة لخسائر كبيرة للطرف الاخر ....لكن مايهمنا الرؤساء العرب الذين لم يتحركو الا بعد ان وقع الفاس بالراس، فهم يعلمون جيدا انهم كانوا اداة لتوسيع الاغطبوط الاسرائيلي دون الاكتراث لما سينجم عن هذا الاخطبوط الاسود، وهاهم المختلفون اليوم يتصالحون بعد ان راجعوا الحسابات وفق الية العمل الجديدة ، وما سينجم عنها خصوصا ان من يديرها شخص همه الاول والاخير ان يحل الازمة الامريكية الداخلية وان يسد الثغرات الكثيرة التي هي تركة لمن سبقه، ولكنها تركه ثقيلة و ليست بالهينة ... وهنا لابد ان نحلل ما سيترتب عن هذه المقررات العربية التاريخية والتي اطرت بمصالحة قطرية سعودية سورية مصرية ........وهل الرئيس المصري جاد هذه المرة في ان يكون حليفا ملتزما ؟ هل فعلا الخطر الاسرائيلي والخطر الستراتيجي سيكون بوابة البدأ بعمل عربي يعي الدروس السابقة خصوصا الدرس العراقي الذي شارك فيه الرؤساء العرب بحملهم لواء العون لامريكا ولبوش بالذات .....اعتقد ان المنطقة بدات تتغير اجندتها امام القوى التي هيمنت والتي اصبحت تشكل هلالين الاول اسرائيلي والثاني ايراني والذي توغل بشكل لافت للاذهان، ليشكل ناقوس خطر لايقل عن الخطر الصهيوني، فهل سيتطيع حلفاء اليوم من العرب ان يغيروا خارطة المنطقة دون اضرار جديدة ؟ هذا يعتمد بالاساس على مدى جدية المصالحة المعلنة.......... وعلى جدية العمل على ان لا تكون المنطقة العربية لاسرائيل او لايران لنترقب ماسينجم عن الحقبة الجديدة وعن ذلك الرجل الاسود الذي غير حسابات ملوك النفط ورؤساء مايطلق عليهم بالقومية العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. والدة جلال عمارة ونارين بيوتي.. حوار جريء وأسرار العائلة مع


.. الانتخابات الأوروبية: إغلاق مكاتب الاقتراع في ألمانيا.. فكيف




.. اللعب بدولار واحد فقط.. هل هذا أغرب ملعب غولف في العالم؟


.. بعد تحرير الرهائن.. هل تنجح جهود بلينكن للدفع باتجاه مقترح ب




.. كلمة للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني | #عاجل