الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوادر أزمة عميقة تشق الاتحاد العام التونسي للشغل

محمد العيادي

2009 / 1 / 21
الحركة العمالية والنقابية


الاتحاد العام التونسي للشغل هو المنظمة النقابية الوحيدة في تونس , يفوق عدد منخرطيه المليون عامل ويكتسب أهميته من شرعيته التاريخية حيث أنه كان سندا قويا للقوى الوطنية المناضلة من اجل الاستقلال زمن الاستعمار الفرنسي وكذلك من شرعيته الاجتماعية حيث انه يعتبر الممثل الوحيد لكل عاملات وعمال تونس ورغم أن هذه المنظمة مرت بأزمات عديدة سابقا إلا إنها حافظت دوما على إشعاعها ودورها القيادي في كل حراك اجتماعي لكن الأزمة الأخيرة التي شقت صفوفها لها من الخصوصية ما يجعل تأثيراتها قد تمس من مستقبل العمل النقابي في تونس ومن خصوصية هذه المنظمة نفسها.

اندلعت الأزمة الأخيرة في أواخر الشهر الفائت ( ديسمبر 2008 ) عندما عمدت المركزية النقابية إلى إيقاف النقابي توفيق التواتي عن النشاط النقابي علما وانه يشغل خطة كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس وذلك على خلفية تجاوزات مالية حسب ما تقول المركزية النقابية فرد هذا الأخير بعقد اجتماع عام بنقابيي جهة تونس وتحدث بإسهاب عن بعض تجاوزات القيادة النقابية سواء المتعلق منها بالجانب المالي (اتهم الأمين العام عبد السلام جراد بأنه استولى على مليار و200 مليون من المليمات التونسية ) او المتعلق منها باستغلال النفوذ وشراء الذمم . كما تقدم توفيق التواتي بشكوى استعجاليه إلى المحكمة لإبطال مفعول قرار تجميده عن النشاط النقابي, وتكتسي هذه الأزمة أبعادا خاصة باعتبار الوزن الذي يمثله الاتحاد الجهوي للشغل بتونس العاصمة حيث انه يضم ما بين 25 30 في المائة من مجموع منخرطي الاتحاد .

كما اتخذت هذه الأزمة بعدا أخر مع تحرك أعداد هائلة من النقابيين المعارضين للقيادة الحالية للاتحاد وتكوينهم للجنة وطنية سميت لجنة إنقاذ الاتحاد العام التونسي للشغل وقد طالبت بتكوين لجنة وقتية تعهد إليها مهمة تسيير شؤون الاتحاد إلى حين انتخاب قيادة جديدة وفي سياق متصل تحرك المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية ( مجموعة نقابية مستقلة )وعبر عن إدانته لتجميد نقابيين وطالب ببعث لجنة مالية مستقلة عن المركزية النقابية للتثبت في مدى صحة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين خاصة في ظل خطورتها وضخامة المبالغ المتحدث عنها . إضافة إلى ذلك تحاول مجموعة أخرى من النقابيين ومنذ مدة إنشاء منظمة نقابية جديدة أطلق عليها اسم الجامعة العامة التونسية للشغل وقد وفرت الأزمة الحالية الأرضية الخصبة لهاته المجموعة للنشاط والتعبير عن نفسها.

إن الظرفية الحالية ليست كلها في صالح المركزية النقابية وقد تودي إلى الإطاحة بالهيمنة المطلقة لهذه المنظمة على الساحة النقابية كما قد تفرز معطيات جديدة تزيد من إضعاف العمل النقابي وتهمشيه .

محمد العيادي

نقابي مستقل منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظات للتوضيح
بشير الحامدي ( 2009 / 1 / 20 - 22:08 )
لا أتفق معك السيد العيادي في إعتبار منظمة الإتحاد العام التونسي للشغل قد [حافظت دوما على إشعاعها ودورها القيادي في كل حراك اجتماعي] رغم الأزمات التي مرت بها.
أين ظهر إشعاعها ودورها القيادي في العشريتين الأخيرتين وهي المنظمة التي تحولت على يد بيروقراطيها في بداية العشرية الفارطة إلى منظمة مساهمة وتبنت سياسة المشاركة وزكت كل مشاريع الخصخصة والتفريط في القطاع العام وسكتت على كل التجاوزات التي حصلت [التسريح ـ غلق المعامل ـ المناولة...إلخ]
وأين ظهر دورها القيادي يا سي محمد؟
الوقائع كلها تبين أنها قد تخلت عن هذا الدور لصالح دور آخرهو دور الحارس لسياسة الوفاق والسلم الإجتماعية التي دفع العمال ثمنها باهضا تفقير وبطالة تسريح وتدهور في المقدرة الشرائية.
الوقائع أيضا ياسي العيادي وبالتحديد الإتفاقيات الأخيرة حول الزيادة في الأجور التي فرضتها قيادة هذه المنظمة على الشغيلة و الإتفاقيات القطاعية التي إجبرت عليها الهياكل التنفيذية لعدديد القطاعات ومواقف القيادة من إنتفاضة الحوض المنجمي وحملات التجريد والإحالة على لجنة النظام تبين أن دورهذه المنظمة وتحت نفوذ الزمرة البيروقراطية التي تتحكم الآن في كل مقاليد القرار مع هياكل وسطى خانعة هو دور معادي لكل حراك لا بل يجرم كل حراك؟
أما في


2 - التعددية والتنظيم الواحد
إلهامي الميرغني ( 2009 / 1 / 20 - 23:05 )
نعاني في مصر من سيطرة تنظيم نقابي واحد تسيطر عليه الدولة وتعتبره جهاز من أجهزة قهر الطبقة العاملة لذلك منذ مطلع الثمانينات ننادي بالتعددية النقابية كمخرج من الوضع الحالي ولأن الحرية النقابية تعني التعددية.
بينما يشكو الرفاق في المغرب من التعددية باعتبارها تفتيت للوحدة النقابية حيث تلعب الاحزاب دور سلبي في استخدام النقابات ضمن اوراق الضغط مما يضر بالحركة العمالية .
لذلك ليست المشكلة اتحاد موحد ام تعددية الاساس هو هل توجد حريات نقابية حقيقية ام لا ؟ هل توجد قيود علي العمل النقابي أم لا؟ هل تتوحد الحركة العمالية للدفاع علي مصالحها المشتركة ام تتشرزم؟
القضية معقدة وتحتاج لمناقشة هادئة.
الاتحاد التونسي للشغل كان له دور تاريخي كبير ولكن ما هو موقفه الآن من الحركة العمالية وهل يقود نضالاتها بشكل حقيقي ام انه ترهل ولا يوجد حل غير التعددية
الرفاق التونسيون هم الاقدر علي الاجابة علي هذا السؤال.
ودائما وحدة المناضلين وتوحيد رايتهم هدف الشرفاء في كل مكان

اخر الافلام

.. 10 طلاب بـ-ساينس بو- يضربون عن الطعام لـ 24 ساعة دعماً لغزة


.. إضراب طلاب في معهد العلوم السياسية في باريس عن الطعام بسبب إ




.. في حصيلة غير مسبوقة.. اعتقال 2200 مؤيد لغزة من الطلاب والعام


.. طلاب وأساتذة بجامعة مانشستر يعتصمون للضغط على إدارتها لقطع ع




.. استمرار اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن