الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويوشك العام الأول من التحرير أن يأفل…!

كامل السعدون

2004 / 3 / 19
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري


وتحرر العراق … وكان يمكن أن يكون التحرير الذي حصل في التاسع من أبريل المجيد ، ناجزاً كاملاً حقيقياً …!
كان يمكن أن يكون عبور الدبابة الأمريكية إلى بغداد وتكريت والرمادي ، بدون قتال تقريباً ، كان يمكن أن يكون مقدمةٍ لاستتباب أمنٍ حقيقيٍ منذ ذلك الحين ، ولوفرنا الكثير بل الكثير جداً من الدماء والأموال والآلام …!
لو …!
لو إن أحزاب الشيعة الإسلامية ومرجعية الشيعة ، ومن وراء هؤلاء جماهير الجنوب المليونية العريضة ، آمنت بالتحرير ولم تراوح تلك المراوحة المخزية بين التمنع والقبول ، وما نتج عن كل هذا من تعثر عملية التحرير وتعقدها ، حتى بعد أن فرّ الفأر إلى جحره وتوزع أنصاره في أمصار العروبة المريضة المتخشبة …!
لقد وجد الآخرون من العراق العربي وعلى هامش تردد وتهاون الشيعة ، أن لهم الحق في الحط من قدر المنجز ومناوئته سراً وعلناً ، فدعموا الإرهاب القادم من سوريا وإيران ودفعوا بأبنائهم حتى إلى المدن الشيعية ذاتا ليقتلوا الأبرياء بدمٍ بارد …!
قد يقول قائلهم أو تريدنا أن نفرش درب الاحتلال بالورد …!
وأقول بلا … فهو في قناعتي ويفترض أن يكون في قناعة ضحيةٍ من ضحايا صدام حسين ، تحريرٌ وليس احتلال …!
هو تحريرٌ لكم أنتم قبل غيركم ، لأنكم أنتم من كنتم الضحايا على مرور عقودٍ من الهيمنة الصدامية على مقدراتكم وبطشه بكم وانتهاكه لأعراضكم …!
ليسمه الآخرون احتلالا تبعاً لمصالحهم وأهوائهم أو لاعتبارات الشرعية الدولية ، أما أنتم فحريٌ بكم أن تسموه تحريراً وأن تدعموه ليكتمل ويوفق في الوصول إلى غاياته في إعادة بناء الدولة العراقية على أسسٍ جديدةٍ لا تفسح المجال لدكتاتورٍ طائفيٍ آخر ليذبحكم ويهدد السلام العالمي ويرتهن خيرات بلدكم لحساباتٍ قوميةٍ شوفينيةٍ لا ناقة لكم فيها ولا جمل …!
بلا … كان ينبغي لكم أن تفرشوا درب التحرير بالرياحين … فتأمن نفوسكم ونفوس جماهيركم ، وبالتالي لأمكن حماية المنجز وتدعيمه وسد بوابات العراق وثغراته بالأجساد ، فيمتنع على إرهابيو الوسط والمتسللين من مرتزقة العروبة والإسلام أن يعبروا إليكم ليذبحوا أمام بوابات مدنكم في كربلاء والنجف والحلة والناصرية …!
لقد قتل الشاب النبيل المتنور السيد الخوئي ، وقتلت السيدة عقيلة الهاشمي وقتل الحكيم ، وتعرضت مقرّات الحزب الشيوعي وأحزابٌ أخرى للتفجير ، وقتل المئات من رجال الشرطة وموظفو الدولة وجنود الحلفاء ، بسبب ترددكم واضطراب خطابكم السياسي وأسلوب التقية والحذر الذي أعتمدتموه وثقفتكم عليه المرجعية العليا ، وليتها ما فعلت …!
المرجعية الحالية لعبت للأسف دوراً سلبياً ، أين منه دور المرجعية إبان انتفاضة شعبنا في آذار 1991 ، حيث وقف السيد الخوئي وأسرته ومساعديه مع الانتفاضة ونظموا الصفوف وحافظوا على الثروات …!
عامٌ مضى مثقلٌ بالدموع والدماء والتضحيات ، وبذات الآن فقد تحقق الكثير رغم قوة آلة التخريب وقسوتها .
لقد تحرر الناس ومارسوا الحرية وانتخبوا مجالسهم المحلية ومارسوا حرياتهم الدينية وحصل تحسنٌ كبير في الاقتصاد العراقي وأزداد إنتاج النفط وأقر دستور الدولة المؤقت .
كل هذا كبيرٌ وعظيم قياساً للمدة القصيرة التي مرّت ، ولكن كان يمكن أن يكون المنجز أكبر لو …إن الخطاب الشيعي كان بمستوى وضوح قوة خطاب أخوتنا الكرد ، الذين اعتبروا الحدث تحريراً وباركوه وأظهروا الامتنان الصادق للمحرر الأمريكي …!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة