الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والأنتخابات

إبتهال بليبل

2009 / 1 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


فوز المرآة المرشحة بالانتخابات سيكون تتويجاً للعملية السياسية ، سيمثل هذا الفوز انتصار لديمقراطيتنا على كل المشاكل التي أصُبنا بها ، وأن نصراً كهذا سيؤكد التوجه الرئيسي للعراق لبين أنه الأكثر تميزاً وقوة فيوجه الاندماج كقوة قاهرة تستوعب وتدمج الاختلافات ، كما وانه سيبرز التناقض السافر الذي يمثل كونها النصف الآخر ومشكلتها الأزلية مع الرجل ...
وكيف وصلت المرآة العراقية إلى العملية السياسية ، فهي كانت دائماً حاضرة ولو بطريقة معقدة في تقدم الديمقراطية ، أما العبودية ، والنظام الذي عانت في ظله لنحو ثلثي تاريخها ، كان شكلاً قاسياً من أشكال الإقصاء ، فقد كانت المثال الأبرز على الخروج من الدائرة السياسية ... فهي لم تكن ولم تستطيع أن تكون ، مواطناً يشارك في الفضاء العام ...ولهذه المفارقة التي حصلت وهذا الإقصاء المزدوج عمل على تسهيل نمو المشاركة السياسية من قبل المرآة واندماجها بمسيرة الرجل ، على الرغم من انه أمر لم يحدث بصورة عرضية ، حيث شجعت تلك العبودية على قيام رابط عميق من التضامن في أوساطها ، فنحن نساء العراق أحرار لا نقارن بالغرباء والأعداء ، واليوم قد مُنح وجودنا قيمة وهو موضع جيد تبناه بشغف الدستور العراقي الذي تدفق على هذه البلاد بعد سقوط النظام ، فقد تعبنا من صورة المرآة التقليدية ، أمرآة منحية الظهر جالسة تنوح وتبكي منكسرة النظرات ، كأنها تستدر شفقة الدنيا وتنتظر الفرج دون أن تحرك ساكناً ، واليوم وقد أتيحت لهن هذه الفرصة وجب عليهن نسف هذه الصورة البشعة فهي ليست سلاح مجد بقدر ما هي بؤس وتخاذل ..
عذراً سيدتي أن كنت قد خدشت مخمل أسماعكِ ، ولكني لا أملك ألا أن أضع أمامكِ تلك الحقيقة المرة التي وجب استبعادها عنكِ ، فنحن نحلم بالوحدة وهي مطلبنا ولكننا نجهل الذين نريد الاتحاد معهم ، ونجهل كم الاتحاد معهم محتوم أذا أردنا البقاء ، رغباتنا مبنية على العواطف مع أن معرفة هذه البلاد الطاهرة الشاسعة وثروتها الطبيعية هي الركيزة الأساسية للوحدة وفهم حتميتها ، وإذا كان ملح أجيالنا قد فسد من جراء الحروب فحتماً أنكِ تستطيعين أصلاح ما فسد وتخريج جيل صالح ..
قضية الوحدة بحاجة إلى العودة لأبجدياتها ، وفي حاجة إلى غرسها في نفوسنا نحن النساء أولا لكي تُغرسها في أطفالنا جيل المستقبل ، يجب أن نُعلم أنفسنا الوحدة لا عن طريق المظاهرات والشعارات المرفوعة بل عن طريق مخطط واعِ مدروس يشترك فيه الرجل والمرآة معاً ...
فكم عقدت مؤتمرات وندوات جلست فيهن النساء مكتفيات بسرد مطالبهن وتوجيه مذكرات فقط ، قضية المرآة يا سيدتي لا تحلها التخطيطات الفوقية فقط وإنما هي ثورة سلوكية تقوم بها المرآة عملياً ، المطلوب تحريض المرآة على التصرف بعفة وصدق ونبل دون الخوف من نظرات الآخرين المطلوب مساندتها مع زميلها وأخيها الرجل دون تردد المطلوب انتشال عقدة المذنبة من عقول أكثر الرجال الشرقيين ، المطلوب الآصرار على المساواة العملية ، وأولى بديهيات المساواة هي ترشيحها بالانتخابات ودعمها للفوز ...
لذا ، رغم كل ما يحيط بنا من ظروف موضوعية مؤلمة قد تجبرنا إلى اختيار النمطية كحل على كل صعيد ، لا مفر من أن نظل نذكر أن التفرد هو إلى جانب النمطية المحرك دوماً وأبداً لكل تطور أنساني ولكل مبدع حقيقي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات