الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-تم- ياطويل العمرالخصوصيه العربيه فى حل الخلاف الى متى هى فاعله ؟

عبد العزيز الخاطر

2009 / 1 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


كان جون فوستر دالاس وزير الخارجيه الامريكيه الشهير فى الخمسينيات يتبنى سيساسه عرفت باسمه فيما بعد تسمى سياسة دفع الامور الى الهاويه لكى تنحل, لاادرى كيف قفزت الى ذهنى هذه الصوره واسترجعتها ذاكرتى وانا ارى القاده العرب وهم يتعانقون ويتبادلون الاحاديث الوديه ويمسكون بايدى بعضهم البعض وكان شيئا لم يكن أوكأن الشعوب العربيه لم تكن على ترقب ودعاء وابتهال بان تمر قمة الكويت هذه والامه لاتزال تحمل مسماها نظرا لما حدث منذ ماساة غزه من دمار شامل ليس فقط على مستوى الماده والارواح وانما على المستوى المعنوى الايمانى بالانسان العربى والثقه به وباحقيته فى الوجود واحقيته فى امتلاك زمام اموره بل اكثر من ذلك شعوره بالغبن والارتياب من قياداته وبانها خذلته,قاموس جديد بان فى الافق وتهيأت الانفس لاستدراجه والتعود عليه, قاموس يدفع بالامه الى التناحر والتقاتل الاهلى وصولا الى شكل من اشكال الاتفاقات الاهليه ترتضيها الامم بعد استنزافها لتاريخها حتى امده الاخير وهو ما تحاول الامه القفز عليه دائما وكسر حلقته التاريخيه.لاشك ان استشعار الجميع بان الامور وصلت الى الهاويه هو ماجعلها تنسحب لتتراجع حتى المربع الاول من نقطه البدايه الناصعة البياض. كان مشهد القاده العرب اشبه بالمدعوين الى اجتماع عزاء, ارث ثقيل من الحزازات والتراكمات النفسيه تركتها ماساه غزه , ووجوم لتداعيات الموقف وانفلاتاته , قمه الكويت هذه سبقتها رائحة احتضار, وشهادة وفاه ومشهد تأبين ووفد من المعزين ينتظرتشييع امة العرب. ولكن ماالذى جرى وماالذى حصل لينقلب المشهد فى لحظات الى نقيضه, ويسود الامل وتعود الروح المعنويه وترتفع الابتسامه وتبتهج الامه بعد طول تجهم, وتنقلب التعليقات من نقد الى مدح وينتظم الجميع فى موكب واحد هو موكب الاشاده والمديح هل تغير زعماؤنا ام تغيرت الشعوب, هذه الحاله الخاصه بامتنا العربيه تحتاج الى دراسه فى طبيعة تكوينها ومدى تاثير ذلك على اتساقها وعصرها وطبيعته والياته المحدده لظروف البقاء فيه.على كل حال ان قمة الكويت تطرح تساؤلات ونقاط هامه على المراقب لعلنى اوجز بعضا منها فى الاتي.
اولا: لاشك ان الانفراج كان نتيجة للعوده لاسلوب العرب فى حلهم لمشاكلهم بعيدا عن اى منهج علمى محدد ومستأصل لجذور الخلاف نفسه والدليل سرعة الانجاز وانيته ثم صدوره من قائد عربى عرف عنه حبه للطبيعه العربيه وتمسكه بها يطلب الترفع عن الخلافات والدفع بالشيم لتحقيق ذلك فمن الطبيعى ان تكون الاجابه العربيه التقليديه"تم"
ثانيا: يجب تحويل النوايا الى برنامج عمل واسقاط المعطى العربى المعنوى الذى تألفه الطبيعه العربيه وهو الموافقه عند وضع الامور فى الشيمه على الواقع العملى الملموس واستثمارذلك وتحويله من قيمه مترفعه مؤقته الى اليه باسرع مايمكن.
ثالثا: لايغنى ذلك عن البحث عن حلول جذريه لاصل الخلاف حتى لاتعود وتطفح على السطح ثانيه عند اقرب نازله, وفى هذا المقام تبدو اهميه المكاشفه والشفافيه فى كثير من الامورمثل,العلاقات مع اسرائيل , الموقف من ايران, الموقف من حزب الله الى اخر الامور الشائكه التى لم تبحث فى القمه وقد تثير الخلاف لبنيوتها ومركزيتها فى العلاقات البينيه العربيه.
رابعا: على القاده التيقن بان عصر الصوره الذى نعايشه يطلب منهم سرعة اتخاذ القرارات الامر الذى يفرض عليهم وضع اولويات وخطوط حمراء فى اجنداتهم لقضايا الامه لان سبق الصوره يمثل ضغطا عليهم ويبعدهم عن شعوبهم فهو اصلا نتاج ديمقراطى تتفاعل معه الانظمه الديمقراطيه بكفاءه ولايستقيم الامر لغيرها مالم يتلائم مع هذه الطبيعه.
خامسا: الاداره الامريكيه الجديده تترقب وتدرس ردود الافعال العربيه لتبنى استراتيجياتها ففرصة العرب فى تفعيل مصالحة الكويت ذهبيه ولايمكن التفريط فيها لقوم يعقلون لابد وان القاده على ادراك بذلك.
سادسا:يجب تفعيل اليات المقاومه للامه كمجلس الدفاع العربى المشترك والمقاطعه حتى وهم ضمن برنامج السلام واهميته الاستراتيجه فالسلام القائم على العدل يتطلب قوه تحميه اوورقة ضغط يلوح بها وقت الحاجه.
سابعا:توصف الشعوب العربيه بانها شعوب شابه اى ان النسبة العظمى فيها ممن هم فى سن الشباب وهذه نقطه لابد وان توضع فى الحسبان حيث التفاعل يتطلب ديناميكيه مختلفه خاصه مع مانشهده من تقدم تقنى وانفتاح فضائحى على كل شى ويكفى الاشاره الى تغطية الجزيره لاحداث غزه وتاثيرها على الشارع العربى بشكل كاد ان يفقد بعض الانظمه توازنها.
ثامنا: سرعة التحرك نحو التحول الديمقراطى التدريجى فالاليه العربيه التقليديه فى حل الخلافات ليست دائما صالحه والانفعال ما ان يهدأ حتى يعود ثم انه منطق العصر ولايجب التنكر له فهو صيرورة التاريخ التى لايبغى عنها حولا طال الزمن ام قصر ولااظن ان وعي امة العرب قاصر فى ذلك عن امم المشرق او المغرب من بنغلاديش حتى اقصى الغرب.
على كل حال نحن فرحون بانجاز الامه فى قمة الكويت التى اريد لها ان تكون اقتصاديه ولكن هم الامه المزمن حولها لان تكون سياسيه وشعبيه حتى النخاع . لقد آن للامه آن تتجد وآن لها ان تتغير بارادتها وآن لنفسيتها ان تتحول من الشك الى الطمأنينه بقدراتها وامكانياتها, فالثبات والازمان مذمومان فعادة المياه ان تجرى فهى ان توقفت اسنت وتراكمت فيها الطحالب, فاذا اردنا لمؤتمراتنا النجاح فاربطوها بارادة الشعوب وارفدوها بالجديد من الاجيال فان سنة الكون تقوم على التغيير والاستبدال وهو ما ادركه الغرب وغيره من شعوب الارض الحيه .فاذا ما كانت طبيعة حل الخلاف بالطريقه العربيه التقليديه نقطة ايجابيه فى تاريخنا العربى مع الايمان بضرورة تطويرها فان تابيد السلطه وازمانها والتشبث بها حتى الرمق الاخير يفقد مؤتمراتنا قيمتها الحقيقيه والفاعليه المطلوبه منها ويجعل من الكرسى وشاغله فوق الامه ومصيرها ومستقبلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية