الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2009 / 1 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


لا شك أن العالم لن يخلو من حركات وجبهات ومنظمات التحرير طالما كان هناك طامع ومحتل لأراضى الغير. لقد أثبتت التجارب التاريخية فى القرون الماضية التى شهدت نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال أن مقاومة المحتلين حق أصيل من حقوق الشعوب التى تتوق للحرية وترغب فى العيش فى عزة وكرامة. لقد قاوم الشعب المصرى الاحتلال الفرنسى والانجليزى وقاوم الشعب الجزائرى الاحتلال الفرنسى وناضل الشعب الليبى ضد الاحتلال الايطالى وانتفض شعب جنوب أفريقيا للقضاء على الحكم العنصرى ورفض الشعب الصينى الاحتلال اليابانى. ومن المعروف أن البلاد التى اغتصبت أراضى الغير قد تذوقت أيضا مرارة الاحتلال، ففرنسا التى احتلت بلاد المشرق والمغرب تعرضت للاحتلال النازى فى أربعينيات القرن المنصرم. لا نضيف جديدا إذا قلنا إن الدول التى تعرضت أرضها للاحتلال استطاعت أن تتخلص من براثن هذا الاحتلال بفضل جبهات ومنظمات التحرير الشعبية التى تشكلت من أبنائها. واللافت للنظر أن مسئولى هذه الجبهات والمنظمات الشعبية التى نجحت فى تحقيق أهدافها لم يسعوا لاستغلال الانتصار العسكرى فى تحقيق أهداف سياسية إلا من خلال القنوات الشرعية والانخراط فى المنظومة السياسية للبلاد كما حدث فى فرنسا عقب تحرير باريس فى عام 1944م حيث ألغى ديجول حركة المقاومة الشعبية "مانكويس" التى عاد أفرادها إلى مواقعهم فى المجتمع المدنى أو التحق بعضهم بالجيش الفرنسى. وتشاء الأقدار أن يحدث الشىء نفسه فى جنوب أفريقيا التى نبذت العنصرية فى العقد الأول من التسعينيات حينئذ ألقت الحركة الشعبية المعروفة بالمؤتمر الوطنى الأفريقى أسلحتها الخفيفة والثقيلة وتحولت كليا إلى حزب سياسى يتولى الآن مقاليد الحكم عبر صناديق الاقتراع. لقد نجحت هذه الحركات الشعبية فى تحقيق أهدافها لأنها التفت حول قيادة واحدة وعملت على توحيد جهودها وتركت خلافاتها السياسية والفكرية جانبا حتى تحقق الهدف المشترك.

ومازالت بعض حركات المقاومة باقية حتى اليوم ولن تختفى حتى يتحقق الهدف الذى جاءت من أجله. فجيش التحرير الايرلندى يسعى لتحرير ايرلندا الشمالية وجبهة ايتا فى اسبانيا تسعى لتحرير إقليم الباسك وجبهة البوليساريو تعمل على تحرير الصحراء من هيمنة المغرب ومقاتلو كشمير المنتمون لجيش محمد والمجاهدون يرغبون فى تحرير كشمير من قبضة الهند. قد لا نصاب بالدهشة إذا حدثت الخلافات والصراعات بين جبهات التحرير فى بلد ما فور بلوغ الهدف كما حدث فى أفغانستان بعد خروج القوات السوفيتية فى عام 1989م. الغريب أن تحدث هذه الصراعات قبل تحرير الوطن وتحقيق الاستقلال كما يحدث فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وهى الصراعات التى لم يحدث مثلها فى تاريخ الحركات الشعبية قاطبة. إن هناك حركات وجبهات وفصائل مختلفة تعمل على تحرير الاراضى الفلسطينية. وهذه الحركات والجبهات لها أجنحتها العسكرية ولها توجهات فكرية مختلفة ولديها أعلام خاصة. فمنظمة التحرير الفلسطينية تتبعها الفصائل الرئيسة التالية: حركة التحرير الوطنى الفلسطينى المعروفة بفتح وجناحها العسكرى "كتائب شهداء الأقصى" والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وهناك فصائل لا تتبع منظمة التحرير كحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التى تتبعها كتائب عز الدين القسام والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتتبعها كتائب أبو على مصطفى وحركة الجهاد الإسلامى التى تتبعها كتائب سرايا القدس. ما يثير الدهشة أن الجبهات والحركات الكبرى باتت تتصارع على السلطة الوهمية التى يمارسونها فى الضفة وقطاع غزة حيث تتناحر هذه القوى والحركات الشعبية قبل تحرير أراضى بلادها. لقد صار الصراع على السلطة والانتماء الإقليمى لهذه الدولة أو تلك أولى وأهم من العمل على استقلال فلسطين المحتلة.

والأسئلة التى تدور فى رؤوسنا من دون أن تعثر على إجابة هى: لماذا نرى كيانات ومنظمات وزعامات عديدة فى فلسطين لم نر مثلها فى الدول الأخرى بما فى ذلك الدول العربية التى قاومت الاحتلال. لم يحدث فى تاريخ الأمم التى تعرضت للاستعمار أن نجحت أمة محتلة فى نيل الاستقلال فى ظل وجود حركات أو جبهات متصارعة. ولو أردنا الحقيقة بلا مواربة فإنه لا سبيل لتحرير الأراضى الفلسطينية المحتلة إلا إذا تحررت الرؤوس أولا من الأيديولوجيات والنزعات الفكرية والانتماءات لقوى إقليمية وتوحدت حول هدف واحد يسمو فوق كل الأهداف وهو تحرير الأراضى المحتلة وإنشاء الدولة الفلسطينية عندئذ يمكن أن تتحول هذه الجبهات المختلفة إلى أحزاب سياسية تتنافس على السلطة من خلال القنوات الشرعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته