الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية (رصاص لا يُعاقَب)

فضيلة يوسف

2009 / 1 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


لتبرير ذاتها: الدولة الإرهابية تصنع الإرهاب تزرع الكراهية وتحصد الأكاذيب عن الجريمة. كل شيء يشير أن مذابح غزة التي ارتكبتها للقضاء على الإرهاب ستزيد منه.
يعيش الفلسطينيون منذ عام 1948 تحت إذلالها. لا يستطيعون التنفس دون أن تسمح لهم، لقد فقدوا بلادهم، ماءهم وحريتهم، لقد فقدوا كل شيء. ليس لهم الحق في اختيار حكومتهم. عندما انتخبوا ممثليهم تمت معاقبتهم، تحوّلت غزة إلى مصيدة فئران منذ انتخاب حماس عام 2006.
حدث شيء مشابه عام 1932 عندما فاز الشيوعيون في الانتخابات في السلفادور، تم إغراقهم في الدماء ومعاقبتهم على سوء سلوكهم ومنذ ذلك الحين يعيشون تحت سيطرة ديكتاتورية عسكرية: الديمقراطية رفاهية لا يستحقها الجميع.
صواريخ حماس البدائية التي تطلقها على أرض كانت للفلسطينيين واحتلتها إسرائيل منبع التهديدات لحق إسرائيل في الوجود. دموع تماسيح.
إن الحرب الفعّالة للتطرف تنكر منذ سنوات حق الفلسطينيين في الوجود.
آثار باهتة بقيت وخطوة، خطوة. تمحو إسرائيل الخارطة.
ذهب المتطرفون إلى أبعد الحدود ووصل الجنود إلى حدود غزة والرصاص المقدس : دفاع مشروع عن النفس, لا يوجد حرب عدوانية لا تقول أنها دفاعية. اجتاح هتلر بولندا لمنع بولندا من اجتياح ألمانيا واجتاح بوش العراق لمنع العراق من اجتياح العالم وفي كل حرب دفاعية تبتلع إسرائيل قطعة أخرى من فلسطين ويستمر الابتلاع ويتم تبريره بالحقوق الثابتة التي يقرّها الإنجيل.المعاناة التي عاشها اليهود ألفي عام والصدفة أن الفلسطينيين ما زالوا هنا.
لم تلتزم إسرائيل أبداً بقرارات الأمم المتحدة ولم تنفذ قرارات المحاكم الدولية بل خرقت القانون الدولي وشرّعت تعذيب السجناء. وقدّم العالم لها هدّية "حق إنكار جميع الحقوق".
من أين أتت شرعية القتل وسفك الدماء في غزة؟ لم تقصف اسبانيا إقليم الباسك للقضاء منظمة ايتا ولم تدمر بريطانيا ايرلندا للقضاء على منظمة IRA.
ربّما أن مأساة الهولوكوست خلقت سياسية القضاء على الشرعيّة أو أن القوّة الضاربة العظمى أعطتها الضوء الأخضر " أن إسرائيل لا يمكن مساءلتها"
يعرف الجيش الإسرائيلي العصري الأخلاقي مَن يقتل إنه لا يقتل عن طريق الخطأ. إنه يقتل " مصدوماً".
الضحايا المدنيون " أضرار جانبية" تبعاً لقاموس الحروب الإمبريالية. في غزة ثلاثة من كل عشرة من الأضرار الجانبية من الاطفال ويرتفع الرقم إلى الآلاف إنهم ضحايا التطهير العرقي في هذه الحرب الناجحة.
وكما في كل مرّة يقتل مئة فلسطيني مقابل إسرائيلي واحد.
الناس الخطرون يحذرون من قصف آخر وفي الإعلام المبرمج أصبحنا نؤمن أن حياة إسرائيلي واحد تساوي حياة مئة فلسطيني وأن مئتي قنبلة ذرية عند إسرائيل " إنسانية" بينما القوة النووية المسماة إيران هي من دمرّت هيروشيما وناغازاكي .
ما يسمى " المجتمع الدولي" هل هو موجود.
" إنه ناد للتجار وأصحاب الأموال وصناع الحروب إنه عاهرة تضمها الولايات المتحدة عندما تقوم بمسرحية".
قبل مأساة غزة ظهرت حاجة للمجتمع الدولي بيانات فارغة " توجهات غامضة" السلام لدعم الشرعية المقدسة.
قبل مأساة غزة تنصلّت الدول العربية من الموضوع وشدّت أوروبا على أيديها.
أوروبا القديمة المستعدة لأي حرب ذرفت الدموع واحتفلت في السر لخطوة سيّدها، لأن اصطياد اليهود كان من عاداتها لكن منذ نصف قرن يدفع الفلسطينيون ثمن ذلك وهم ساميون ولم يكونوا يوماً لا ساميين. إنهم يدفعون بالدم ثمن الاخرين. مترجم
Eduardo Galeano- zmag.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكي مدان بسوء السياقة ورخصته مسحوبة يشارك في جلسة محاكمته


.. ثوابيت مجهولة عند سفح برج إيفل في باريس • فرانس 24




.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. ولي العهد الكويتي يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير | #مراس




.. تواصل وتيرة المعارك المحتدمة بين إسرائيل وحزب الله