الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصه فصيره سيدة المقهى

الهام زكي خابط

2009 / 1 / 21
الادب والفن



في زاوية من المقهى جلس يحتسي قهوته وعيناه شاخصتان على صاحبة المقهى .
انه من الزبائن الدائمين لتلك المقهى ، قد أعتاد أرتيادها منذ ان وطأة قدماه تلك البلاد
الكائنة غرب القارة الاوروبية .
قام من طاولته ، فاردا ً قامته بأستعلاء وثقة عالية في النفس متجها نحو صاحبة المقهى.
وقف أمامها مبتسما مناديا باسمها.
ــ منى ، هل لي بالتحدث اليك
ــ بكل سرور
ــ هل تعلمين سبب وجودي هنا ؟
ــ أجابت بصوتها الدافئ والابتسامة لاتفارق شفتيها .
ــ نعم ـ ـ فالقهوة عندنا ذات نكهة خاصة واسعارنا مناسبة جدا أضافة الى اننا من بلد واحد.
ــ صحيح ، ان كل ما تفضلتي به صحيح لكن هناك ما هو أهم .
ــ وما هو ؟
ــ سكت قليلا ثم واصل حديثه قائلا :
ــ انا منذ ان دخلت الى المقهى ورأيتك وانا لم أكف عن التفكير فيك ، انا بصراحة يا منى معجب بك جدا .
ــ وماذا بعد ؟ أجابته بتهكم وأشغلت نفسها بترتب الحلويات وقطع الكاتو الموجودة في الفاترينا .
ــ أتمنى ان نكون أصدقاء .
ــ كيف ؟
ــ ان نلتقي بعيدا عن مجال عملك حيث الهدوء والسكينة .
ــ لكني لا أرغب في ذلك ولا أرغب في تكوين أي علاقة خاصة .
أجابها مندهشا
ــ ماذا تقولين ؟ تعيشين وحدك وترفضين أي علاقة وانا الذي حسبتك مثقفة ومتحررة وتقيمين
منذ سنوات في أوروبا ، غريب ما اسمعه منك .
أجابتة ساخرة من كلامه ومن ثورته السخيفة .
ــ ترى هل تريد مني أن أوافقك على ما تريد لمجرد كوني مقيمة في اوروبا ؟ وهل تريد مني أن
أتخلى عن مبادئي وقيمي التي تربيت وترعرعت عليها لاني أقيم في أوروبا ؟
أرجوك أتركني حالا ولا أريد منك ألمزيد.
ترك المقهى وخرج غاضبا ً .
تنفست الصعداء بعد خروجه وعادت ترسم البسمة على شفتيها لتلبية طلبات الزبائن .

وبعد مرور عدة ايام جاء كعادته مرتديا البدلة السوداء وحاملا شنطة السمسونايت .
أدى التحية فردت عليه بكل برود لكنه تأسف لها ثم تناول قهوته وجلس في مكانه المعتاد.
شرب قهوته على عجل هذه المرة وتقدم نحوها .
ــ هل تسمحين لي بسؤال طالما حيرني وشغل فكري
ــ تفضل
ــ كيف تستطيعين العيش بمفردك ، أقصد من دون رجل ؟
أجابته بامتعاض
ــ هذا شأني وليس شأنك .
ــ لكنك جميلة وجذابة وفي أوروبا ، أكاد ان لاأصدق .
ــ أوروبا . . أوروبا
عجيب أمركم أيها الرجال ، ماذا تعني لكم أوروبا ؟ هل تعني الفساد والانحطاد ؟
وهل تعني الانسلاخ عن العادات والتقاليد ؟
ماهذا الكلام الذي أسمعه منك ؟ أرجو أن تكف عن هذا الموضوع لاني لااحب الخوض
فيه ثانية .
ــ لا . . لا ارجوك لاتنفعلي فانا ما قصدت ان أغضبك ، فانا أحبك وأتمنى أن تكون هناك
علاقة ودية فيما بيننا .
أجابته بعد أن تملكها الغضب .
ــ أسمع ياهذا على ما أعتقد انك رجل متزوج ولك ابناء ، قاطعها على الفور وقال :
ــ لكن زوجتي ليست معي الان وقد يتأخر مجيئها الى هنا الى أكثر من سنة .
هنا بدأ قلبها يغلي من الغيض، فاجابته بتوتر :
ــ تريدني اذن ان اكون لعبة في يديك تتسلى بها لحين قدوم زوجتك ، لقد أنتهى الحديث
أرجو أن تترك المقهى فورا ولاتأتي ثانية ، واستدارت الى الناحية الاخرى فتناول حقيبته
وخرج من دون عودة .


تمـــــــــــــــــــــــــــــــــت
الهام زكي خابط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصه جميله
سلام قاسم ( 2009 / 1 / 20 - 21:27 )
الى العزيزه الهام ارق التحايا

تجربة سردية فنية جديدة بصياغة جديدة عبر اللغة والاسلوب

وقدرة على استلهام الحقيقي والوهمي والمرئي والمتخيل

لبناء تشكيلات سردية انيقة حافلة بشخوص رمزية تحفز

المتلقي على المشاركة في التساؤلات والتاويلات والتوقعات

قصتك هذة جميلة جدا تحاور ذاتها وتبرز قدرتها على

المعالجة الموضوعية عبر شخصية منى سيدة المقهى

كمرجعية اخلاقية في عمقها وترابطها عن طريق القيم

الاجتماعية التي تحاول ايصالها الى الاخرين


دمتي متالقة


2 - قسه جميله
سلام قاسم ( 2009 / 1 / 20 - 22:01 )
الى العزيزه الهام ارق التحايا

تجربة سردية فنية جديدة بصياغة جديدة عبر اللغة والاسلوب

وقدرة على استلهام الحقيقي والوهمي والمرئي والمتخيل

لبناء تشكيلات سردية انيقة حافلة بشخوص رمزية تحفز

المتلقي على المشاركة في التساؤلات والتاويلات والتوقعات

قصتك هذة جميلة جدا تحاور ذاتها وتبرز قدرتها على

المعالجة الموضوعية عبر شخصية منى سيدة المقهى

كمرجعية اخلاقية في عمقها وترابطها عن طريق القيم

الاجتماعية التي تحاول ايصالها الى الاخرين


دمتي متالقة


3 - الىمتألقة
بان ضياء حبيب الخيالي ( 2009 / 1 / 21 - 07:24 )
ايتها الجميلة قلبا وقالبا ....قصتك تحمل ناقوسا يحذر من زمن الذئاب ...سلمت يداك


4 - أوربا
دهام حسن ( 2009 / 1 / 21 - 19:11 )
حكاية سردية تناول موضوعا يخص نوازع مغترب، لا يغويه فيها إلا الجنس
فتصدمه النادلة المغتربة بدرس قاس علّه ينهض من غفوته.. ليخرج مطرودا
يجر أذيال الخيبة..
دمت بجمال قلبك ونضارة روحك..يا سيدة المقهى.. لك مودتي الدائمة..
دهام


5 - وجهة نظر مختلفة
هيثم نافل والي ( 2011 / 4 / 20 - 10:51 )
القارئ لم يشعر من خلال السياق بأنَ الرجل كانت لديه ميول جنسية أو رغبات غير مشروعة
كما أنَ سبب عدم وجود الزوجة لا يكفي أن لا يقوم الرجل ببناء علاقات صداقة ومن كلا الجنسين إن كانت هادفه ويملئها التفاهم والإدراك ولا تتعدى الأهداف الإنسانية الطبيعية ، فلا شيء يحرم ذلك ولا حتى زوجته التي لم تصل بعد
كذلك رفض منى الغير منطقي أو الغير مبرر من الرفض دونَ أعلان الأسباب يجعل القارئ يتسائل لماذا ترفض وهي تتعامل معَ الزبائن يومياً بحكم عملها ويتوجب ذلك أيضاً مجاملة الآخرين ، فهي تعيش في وسط طبيعي فلماذا الرفض أن كانَ طبيعياً أيضاً في الخروج معَ رجل أو أمرأة بعد العمل ، فالعلاقات الإنسانية غير مرفوضة في الحياة بل العكس الأنطواء والأنزواء هو الشيء الغريب وليسَ بناء العلاقات الجادة أو الصداقات الحميمة ، فلماذا نذهب بفكرنا مباشرة إلى الشيء السيء أو النزعات الجنسية أو الرغبات الغير مشروعة ؟
نحن لا نرى في الرفض أخلاق ولا في القبول لا أخلاق ، بل كيف يتسنى للأنسان أن يتعايش معَ الآخرين بنقاء وصفاء وبالحدود التي يرسمها الشخص لنفسه دونَ أن يتدخل العرف أو نتبارى في الأخلاق والعادات وإلى ما شابه


6 - جواب
فوزي البيرقدار ( 2011 / 11 / 18 - 22:37 )


هل كان بدا من الجواب ام هو غنج ودلال

لا ولكنك تجاوزت المحال

لم وانا اناشد الجمال

بل قل اني ابغي المعال

نعم هذا مرادي فهل من مقال

اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو