الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما ....حلم وتحقق

سلمان محمد شناوة

2009 / 1 / 21
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بغض النظر عن كل السياسات الأمريكية سواء كنا معها أو ضدها ...بغض النظر عن موقفنا أو بغضنا للسياسة الأمريكية أو شخصية هذا الرئيس أو ذاك ....
إلا إن اوباما حلم وتحقق ....
على الأقل بالنسبة إلى مارتن لوثر كنج وملايين الأفارقة الامريكييون .....
1619وصل أول مركب يحمل ( 20 أفريقيا ) إلى شأطي العالم الجديد .....
وعلى مدى ثلاثة قرون بعد ذلك حملت السفن الإفريقيين المخطوفين إلى شواطئ الامريكيتيين , وهناك كانوا يباعون في مزادات علنية , لينقلوا بعد ذلك إلى المزارع , وهي مؤسسات اقتصادية واجتماعية على رأسها السيد الأبيض , وقوامها عدد كبير من العبيد الذين يعملون في حقول القطن وقصب السكر و التبغ , كان الإفريقي عبداً ينظر له كسلعة , يتواخي من شرائه قوته البدنية التي تضمن مقدرته على العمل الشاق من ناحية , وقدرته على إنجاب العديد من الأبناء الأشداء , الذين يمكن إن يباعوا بأثمان مربحه , وفي الفترات الأولى من النظام العبودي في أمريكا , لم يكن مسموحا للعبيد بالزواج , لان ذلك لم يكن يخدم مصالح السادة البيض , كان يسمح للعبيد بالإنجاب ولكن لم يسمح لهم بتكوين الأسر .
ولقد حكمت إحدى المحاكم في تلك الفترة بان (( قانوننا لا يعرف للعبد أبا )) .
في 1 كانون الثاني / يناير من سنة ( 1863 )اصدر الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن (( قانون تحرير العبيد )) والذي يمنح الحرية للأرقاء ...
في سنة(( 1870 )) صدر التعديل الخامس عشر يحظر إنكار حق التصويت على أساس العِرق أو اللون.
)) 1896 )) المحكمة العليا توافق على التمييز العنصري وفقاً لمبدأ "منفصلون ولكن متساوون" في قضية بليسّي ضد فيرغوسون .
. )) 1920 )) التعديل التاسع عشر للدستور الأميركي يضمن حق المرأة في التصويت.
1 كانون الاول 1955 روزا باركس المواطنة الأمريكية السوداء ترفض إن تخلي مقعدها في الباص للرجل الأبيض وبذلك تبدأ ثورة في الحقوق المدنية .
2 تموز/يوليو 1964،
الرئيس جونسون يوقع قانون الحقوق المدنية مانعاً التمييز العنصري في الأماكن العامة على أساس العِرق أو اللون.
في سنة 1963 .
في اجتماع عاصف في العاصمة واشنطن
قال داعية الحقوق المدنية (( مارتن لوثر كنج ))
قبل مائة عام ، أعلن أحدُ الأمريكيين العِظام ، والذي نقف الآن في أثرٍ من آثاره ، بيان التحرير . كان ذلك القرار الخطير بمثابة شُعلةٍ تهتدي بها آمالُ الملايينِ من العبيد الزنوج ، الذين أُذبلت سنيّهم في لهيبِ الظلم المهلك . فجاء القرار كفجرٍ ضاحكٍ ليُنهيَ ليل العبوديةِ الطويل.......
لكن ......
وبعد مائة عام ، يجب علينا أن نواجه الحقيقة المأساويّة وهي أن الزنجيّ لا يزالُ مُعاقاً بقيودِ العزلِ العرقيّ ، وأغلالِ العنصريّة
. بعد مائة عامٍ ، لا يزالُ الزنجيُّ يعيشُ على جزيرةِ فقرٍ وحيدة في وسط محيطٍ فسيحٍ من الرخاءِ الاقتصادي بعد مائة عامٍ ، لا يزالُ الزنجيُّ يذبُل في زوايا المجتمع الأمريكي .

لقد أتينا إلى عاصمة دولتنا لنصرف ( شيكاً ) ؛ فعندما كتب الذين أنشئوا جمهوريتنا كلماتٍ عن الدستور وإعلان الاستقلال ، كانوا يوقّعون على صكٍّ أصبح كلُّ أمريكي ينتظر أن يرثه .
كان ذلك الصكُّ وعداً بأن للجميع ضمانٌ بحقوقٍ لا تضيع ، وحريةٍ ، وسعيٍ حثيثٍ نحو السعادة .
وأضاف .....

إنه لمن الواضح للعيان أن أمريكا اليوم خالفت بنود ذلك الصكّ كلما تعلّق الأمرُ بمواطنيها السود . فبدلاً من الوفاء بأحكام ذلك الالتزام، أعطت أمريكا الزنوجَ ( شيكاً ) زائفاً . ( شيكاً ) كُتبَ عليه بعد محاولة صرفه : " لا يوجد رصيدٌ كافٍ " .
ولكننا نرفضُ أن نصدّق بأن مصرف العدل قد أفلس . نرفضُ أن نصدّق بأن لا أموال كافية في الخزائن الضخمة للفرص في هذه البلاد . لذا ، فقد قدِمنا لنصرف هذا ( الشيك ) الذي سيمنحنا ، نزولاً عند طلبنا ، ثروةَ الحريّة ، وأمن العدالة . كما أننا قدمنا إلى هذه البقعة المبجّلة لنذكّر أمريكا بالإلحاح الجبّار لـ ( الآن ) .إن هذا الوقت ليس وقتُ الانخراط في التهدئة ، أو وقت تعاطي مسكنّات التدرجية . الآن هو الوقتُ الذي فيه نُبرم وعوداً حقيقية للديمقراطية . الآن هو الوقتُ الذي فيه ننهضُ من الظلام ونهجر وادي التمييز العنصري لنصلَ إلى الطريق المشمس للعدالة العرقية . الآن هو الوقت الذي فيه نفتحُ أبواب الفرص لكل أبناء الرب . الآن هو الوقتُ الذي فيه نرفعُ أمتنا من الرمال المتحركة للظلم العنصري ، إلى صخرةِ الأخوّةِ الصلبة .
إن الأمر قد يُصبح مُهلكاً إن تغافلت الدولةُ عن إلحاح هذا الوقت ، أو استخفّت بعزيمةِ الرجل الأسود . لن يمرّ صيف السخط القائظُ هذا حتى يأتي خريفٌ يُنعشُ في هذه البلاد الحرية والمساواة . وإن عام 1963 ليس النهاية ، بل البداية .

ثم أكمل ....
وبينما نحن نمضي قُدماً ، يجبُ علينا أن نأخذ على أنفسنا عهداً بأن نواصل المسيرة . فلا يمكننا أن نتراجع . هنالك أناسٌ يسألون أنصار الحقوقِ المدنيّة : " متى ترضون ؟ " . لن نرضى ما بقيَ الزنجيُّ ضحيةً لرعبٍ لا يوصف من وحشية رجال الشرطة . لن نرضى أبداً ما دامت أجسادنا مثقلة بجهدِ الترحال ، ولا تستطيع الحصول على مثوى في الفنادق الرخيصة المنتشرة على الطرق الطويلة ، أو في الفنادق الكبيرة في المدن . لن نرضى ما دامت حركةُ الزنجيّ مقيدةً بالانتقالِ من حيٍ صغيرٍ إلى حيٍ أكبر . لن نرضى أبداً ما دام الزنجيُّ في ( المسيسيبي ) لا يملك حق التصويت ، والزنجيُّ في ( نيويورك ) لا يؤمنُ في شيءٍ يصوّتُ من أجله . لا ، لا ، لسنا راضون . ولن نرضى حتى يتدفّق العدلُ كالماء ، والاستقامةُ كالنهرِ العظيم .

وأكمل .....

إخواني ، أقول لكم اليوم بأنه رغم الصعوبات والإحباطات التي نمرّ بها ، إلا أنني ما زلتُ أحتفظُ بحلمي . إنه حلمٌ متأصلٌ بعمق في الحلم الأمريكي , لدي حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف تنهض دولتنا وتُحيي المعنى الحقيقي لعقيدتها فتقول : " إننا نلتزم بهذه الحقائق لتكون بيّنةًبأن الجميع خُلقوا متساوين ".
لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام وعلى تلال ( جورجيا ) الحمراء ، سوف يجلس أبناءُ العبيد السابقين ، وأبناء أصحاب العبيد معاً على مائدةِ الأخوّة .
لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام ، حتى ولاية ( المسيسيبي ) ، والتي تُعدّ صحراء قائظة بفعل حرارة الظلم والاضطهاد ، سوف تتحولُ إلى واحةٍ للحرية والعدالة .
لديّ حلمٌ بأن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يوماً ما في دولةٍ لا يُحكم عليهم فيها على أساس لون بشرتهم ، وإنما شخصهم وأفعالهم
. لديّ اليوم حلم .

لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام في ( ألاباما ) ، والتي بها تقطر شفتا الحاكم كلماتِ التطفّل ومنع تنفيذ قرارات الدولة في الولاية ، أحلمُ بأن تتحول الولاية إلى درجةٍ حيث يستطيع الأولاد والبنات السود أن يشبكوا أياديهم بأيادي الأولاد والبنات البيض ، ويمشون معاً إخوةً وأخوات .
لديّ حلمٌ اليوم . لديّ حلمٌ بأنه في يومٍ من الأيام سوف يُرفع كلُّ وادٍ ، وتُخفضُ كلُّ الجبال والتلال ، وتُسوّى الأراضي غير المستوية ، وتُقوّمُ الطرق المعوجّة ، ويظهر مجد الرب حيث يراه كل البشر معاً .
هذا هو أملنا . هذا هو الإيمان الذي به أعودُ إلى الجنوب . بهذا الإيمان ، سوف نستطيع أن نشقّ جبل اليأس بحجرٍ من الأمل . بهذا الإيمان ، سوف نستطيع أن نحوّل النشاز المزعج في دولتنا إلى سيمفونيةِ أخوّةٍ جميلة . بهذا الإيمان ، سنستطيع أن نعمل معاً ، ونصلي معاً ، ونكافح معاً ، ونُسجن معاً ، ونقف للحريةِ معاً ، مؤمنين بأننا يوماً سنكون أحراراً.
سيكون هذا هو اليوم الذي فيه يغني كل أبناء الربِ بمعنىً جديد :
وطني ، إنها أرضك ..
أرضُ الحريةِ الحبيبة ..
لأجلك أغني :
الأرضُ التي مات فبها آبائي ..
أرضُ فخر المهاجرين ..
من كل انحدارات الجبال ،
فليُقرع جرسُ الحرية
..
وإن أرادت أمريكا أن تصبح دولةً عظيمة ، فيجب أن يأتيَ هذا اليوم . لذا ، فليُقرع جرسُ الحريةِ من قمم تلال ( نيوهامبشاير ) الضخمة .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبال ( نيويورك ) الجبّارة .
فليُقرعُ جرسُ الحريةِ من جبال ( الغينيس ) المتضاعفة في ( بنسلفانيا ) .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبال ( روكي ) المكللةِ بالثلوجِ في ( كولارادو ) .
فليُقرع جرسُ الحريةِ من القمم المنحنية في ( كاليفورنيا ) .
ولكن ليس هذا فقط ، فليُقرع جرسُ الحريةِ من جبل ( الحجر ) في ( جورجيا ) .
فليُقرع جرسُ الحرية من جبل ( لوكاوت ) في ( تينيسي ) .فليُقرع جرسُ الحريةِ من كل تلٍّ ، ومن كل تلّ خُلدٍ في ( المسيسيبي ) .عندما نقرع جرس الحرية ، وعندما نقرعه من كل القرى الصغيرة والكبيرة ، ومن كل ولاية ومدينة ، سنستطيع أن نعجّل قدوم ذلك اليوم المنتظر الذي فيه أبناء الرب جميعهم ، الرجال السود والرجال البيض ، واليهود ، البروتستانت والكاثوليك ، يشبكون أياديهم ويتغنّون بكلماتِ الأنشودة الدينية الزنجية :

أحرارٌ أخيراً .. أحرارٌ أخيرا

لك الشكر يا ربنا ...

أخيراً نحن أحرار !

في سنة 1984 وفي سنة 1988 رشح جيسي جاكسون نفسه مرتين لمنصب الرئاسة الأمريكية إلا انه فشل .....

بعد 45 سنة من إلقاء هذه الخطاب في العاصمة واشنطن وفي انتخابات سنة 2008 أجمعت الأمة الأمريكية على انتخاب باراك اوباما كأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية .
فهل يحق بعد ذلك لداعية الحقوق المدنية (( جيسي جاكسون )) إن يبكي فرحاً كما ظهر علي شاشات القنوات الأمريكية ...وهل يحق بعد ذلك للشعب الأمريكي إن يرقص فرحاً ...

فأوباما ....حلم أفريقي اسود تحقق في البيت الأبيض ...
فتحية لكل الأحرار في هذه الدنيا .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب