الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة....غلطة عمر إسرائيل

عبدالرحمن اللهبي

2009 / 1 / 22
القضية الفلسطينية


من نافلة القول أن أتحدث عن موضوع الوطن القومي لليهود فقد استنفد الكتاب والمفكرون الموضوع درسا وشرحا و لم يعد هناك سرا و لا إضافة أضيفها.
إن ما فعلته إسرائيل بغزة هدفت من ورائه إعادة الثقة لجيشها الذي استكان بعد حرب 1973 و دب الخلاف بين الأحزاب و المدارس اليهودية في إسرائيل بعد أن اطمأنوا الى أن العرب لم يعد بأيديهم ما يفعلوه بعد خروج مصر من اللعبة فمصر ولن يماري أحدا في ذلك أنها هي قلب العروبة إن خبا يخبون جميعا ولقد قال الشاعر العظيم حافظ إبراهيم في رائعته (مصر تتحدث عن نفسها ) عندما قال:
أن لو قدر الإله مماتي***** لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
خرجت مصر بعد أن ضحت و ضحت بمالها ودماء أبنائها و بجهدها و طاقتها و ما لقيت إلا الجحود و النكران.
وجد الرئيس السادات أن تضحيات مصر لا مردود لها فأعاد كل شبر في أرضه و طلب من العرب أن يتبعوه فطردوه.
ما قامت للعرب بعد ذلك اليوم قائمة...لعبت بهم إسرائيل (لعب الصوالج بالأكر) و لا تسمع غير العنتريات و تخيل الانتصارات وإسرائيل تجرهم من مؤتمر الى آخر وتكيل لهم الوعود بضمان الولايات المتحدة وأوربا و هم جميعا يحرصون على بقاء الحال على ما هو عليه.
تعجب كيف يتشاحنوا و يتسافلوا و تضربهم إسرائيل بعضهم ببعض.
في غمرة السنوات التي توالت بين مؤتمرات و اجتماعات فات على إسرائيل أن جيشها بدأ يترهل فالجيوش إما مهزومة فتموت روحها أو يغرقها الغرور فتركن الى الدعة و هذا ما حصل لجيش إسرائيل,
لم يواجه الجيش الإسرائيلي أي مواجهة طوال السنين الفارطة , فاجأته حرب تموز مع حزب الله الذي استعد لها الحزب بدهاء الفرس ولم يحسب الإسرائيليين لها كبير حساب و استهانوا بها ودخلوها وكأنما هم يدخلون نزهة أو يقومون بتدريب عادي , ضربت قواتهم الجوية وصواريخهم جنوب لبنان حتى خيل لهم أنهم أبادوا كل حي في مدى مرماهم فدخل جيشهم ليفاجأ بمن ينبعث له من باطن الأرض حيث لم يحسبوا لذلك حساب فاستعانوا بخيره رجالهم من فريق غولاني و لكنه قمع صحيح أنهم هدموا الجنوب و شردوا المدنيين ولكنهم عجزوا عن مواجهة من نبعوا لهم من باطن الأرض فولوا هاربين يحتالون لوقف إطلاق النار والذي لم يلجؤا إليه قط, ورضخوا لمطالب ما كانوا يرضخون لها من قبل.
شكلوا لجان تحقيق وخرجوا بتقرير لجنة غراد و أعفوا رئيس أركانهم و قاموا يعيدون هيكلة جيشهم جاؤا بالوحش أشكنازي وسلموه الأمر.
قر رأيهم على إعادة الثقة لجيشهم فاستعدوا حماس و استثاروها و ما حسبت حماس حسابها بدقة و ضنت أن غزة كجنوب لبنان.
لا شك أن المجاهدين في غزة أبلوا بلاءا حسنا و كانوا رجالا و لا كل الرجال و لكنهم كانوا محاصرين وليس كما كان جنوب لبنان.
تغولت إسرائيل و تجبرت و فتكت بمدنيين لا ذنب لهم ولا جناية و لم تترك من سلاح محرم دوليا أو قوة مغرقة في الإفراط . ذبحت النساء و الأطفال والشيوخ , أحرقتهم و هدمت دورهم على رؤوسهم وتمادت والعالم من حولها صامت كأنما لا يسمع ولا يرى.
الآن انتهت الهجمة الشرسة و مات من مات.
لقد وقعت إسرائيل في شر عملها.
منذ إنشاء إسرائيل والعالم يتعاطف معها باعتبارها دولة وحيدة تدافع عن كيانها بين من سوف يرمون بها في البحر, جميع وسائل الإعلام بأيديهم أقنعوا كل العالم بأنهم المظلومون بين الأمم.
الآن تغير الحال ....المظاهرات سارت في جميع أنحاء الأرض تدين هذا العدوان الغير إنساني والذي لا يمت للبشرية و تأنف حتى وحوش الغاب من فعله.
الآن أصبحت إسرائيل غير التي كانت.... لن تجد من يتعاطف معها .... كشف الناس في أرجاء الأرض زيفها و زيف من كان يدعمها.
لقد عرف سكان المعمورة من الظالم و من المظلوم .
أرادت إسرائيل إعادة الثقة لجيشها ففقدت ثقة العالم أجمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح