الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة في ملعب حماس

محمد كليبي

2009 / 1 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


بعد معارك دامية , استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع , قتل فيها من الجانب الاسرائيلي 13 شخصا ( منهم 3 مدنيين ) واصابة عدد آخر بجروح متفاوتة . بينما قتل من الجانب الفلسطيني أكثر من 1200 شخصا ( أغلبهم من العناصر الحمساوية المسلحة المقاتلة ) , واصابة عدد يفوق الخمسة آلاف . اضافة الى التدمير الذي حل بالمدن والقرى في الجانبين , وان كانت أشد وقعا في الجانب الفلسطيني , في امارة حماسستان الاسلامية . وهي الاحداث التي كان بالامكان تجنبها لولا حماقة القيادات الحمساوية ومراهقتها السياسية .

بعد ذلك كله , وبعد أن حققت أهدافها من العمليات العسكرية في امارة حماسستان الاسلامية والمتمثلة في تدمير البنية التحتية لحركة حماس , وقتل نسبة كبيرة من عناصرها الارهابية , ها هي الحكومة الاسرائيلية تعلن عن وقف اطلاق النار من جانب واحد , كبادرة حسن نية تجاه الشعب الفلسطيني في القطاع , وحقنا لدماء الابرياء منهم , الذين كانوا ضحية لمغامرات الذراع العسكرية لايران في المنطقة , أي حركة حماس الاسلاموية .

وعلى الرغم من اعلان الفصائل الفلسطينية المتمركزة في دمشق , بقيادة حماس , عن قبولها بوقف اطلاق النار المشروط بانسحاب قوات الدفاع الاسرائيلي من أرض الامارة , الا أنني أشك في مدى استمرارية هذه " الهدنة / التهدئة " نظرا للتناقضات داخل الفصائل الفلسطينية عامة والتناقض داخل حركة حماس بين قيادة الداخل وقيادة الخارج على وجه الخصوص . ولا أدل على ذلك من :

أولا : اعلان كتائب القسام ( الجناح العسكري لحركة حماس , مع أنني لا أميل الى هذا التقسيم لحماس بين جناح سياسي وجناح عسكري , فالحركة عامة هي ذراع عسكري ارهابي تابع للملالي في ايران ) عن استمرارها في العمل على تعزيز وبناء ترسانتها العسكرية في الامارة .

ثانيا : اعلان الجبهة الشعبية عن عدم التزامها باعلان الفصائل الفلسطينية في دمشق , وانها ليست طرفا في ذلك الاعلان , وبالتالي فان هذا الفصيل يمكنه خرق الهدنة , بل انه بامكان حركة حماس - كما هو معروف عنها - اطلاق صواريخها باتجاه اسرائيل متذرعة بالفصائل الفلسطينية الأخرى الغير موقعة على اعلان وقف اطلاق النار .

لكن ذلك , وكما اعلن المسؤولون الاسرائيليون , السياسيون والعسكريون , لن يمر بسلام . فقد توعد جيش الدفاع الاسرائيلي بأن اعلان وقف اطلاق النار من جانب اسرائيل لا يعني بأي حال من الاحوال التغاضي عن أي اطلاق الصواريخ الحمساوية على الشعب الاسرائيلي , وأن جيش الدفاع سيرد على ذلك , وبقوة غير مسبوقة .

وعليه فان جميع هذه المؤشرات تدل على هشاشة وقف اطلاق النار بين الجانبين الاسرائيلي والحمساوي , فلا الجانب الحمساوي - للأسف - سيحترم الاعلان , ولا جيش الفاع الاسرائيلي سيتغاضى عن الاستفزاز الحمساوي .

وبناء على ذلك , فانني اعتقد أن الكرة الآن في الملعب الحمساوي . فان كان قادة حماس يرغبون فعلا في حقن دماء أبناء شعبهم والعيش في أمن وسلام , فانهم سيلتزمون بوقف اطلاق النار . وان كانوا غير عابئين - وهذا ما أرجحه - بأرواح ودماء الشعب الفلسطيني في القطاع , وان كانوا سيظلون منقادين للارادة الايرانية السورية , فانهم لن يلتزموا بوقف اطلاق النار , وسيعيدون القطاع والمنطقة عموما الى أجواء الحرب والقتل والدمار .

أعتقد ان على الحكومة الاسرائيلية التنسيق الكامل مع مصر و الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمحاصرة حركة حماس ومنعها من الاستمرار في بناء ترسانتها العسكرية في الامارة . الى جانب الرد المباشر والفوري على أي اطلاق مستقبلي للصواريخ الحمساوية باتجاه اسرائيل , بحيث تشن غارة جوية قوية ومؤثرة مقابل كل صاروخ حمساوي , دون التوغل العسكري البري داخل الامارة , حتى يعود قادة حماس الى رشدهم , ان كان لهم رشد . وقبل ذلك كله يتوجب على اسرائيل العمل , على المستوى الدولي , لتحميل حركة حماس وقادتها في الداخل والخارج , وايران وسوريا , المسؤولية القانونية والاخلاقية عن الحرب ونتائجها , ومحاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت!!!
عبد الهادي الراوي ( 2009 / 1 / 20 - 21:53 )
حين يقرأ الانسان السوي كلاما من هذا النوع ، يبحث عن اسم كاتبه، متوقعا اسما يهوديا، مفكرا ان هذا الانسان قد أعمته الدعاية الاسرائيلية . لكن حين يكون كاتب هذا الكلام -محمدا- فذلك يحتاج الى طبيب نفسي. فلا يمكن لانسان سليم العقل أن يسوغ جرائم اسرائيل، وتصل به الصلافة أن يسمي جيشها -بجيش الدفاع- لأن العقل السليم قادر في العادة، على التفكير المنطقي. فحماس والمنظمات الفلسطينية لا تحتل -اسرائيل- بل اسرائيل هي من يحتل فلسطين. ويقول القانون الأمم المتحدة أن الانسان ، كل انسان، وأي انسان، يملك الحق في الدفاع عن بلده وأن يقاتل المحتل لكن يبدو ان بعضهم قد فقد الحياء تماما، وصار -قوادا- للاحتلال
وختابا اني أستغرب أن يسمح الحوار المتمدن لنفسه أن ينشر دعاية صهيونية صريحة. الا اذا كان الحوار لا يستطيع التمييز بين الرأي والدعاية الفجة. ان مثل هذا الكلام الذي يزكم الأنوف برائحة العمالة النتنة لا يمكن أن يشغل حيزا في مدونة تحترم نفسها وتحترم شعبها


2 - من الارهابى
محمد من مصر(الاسكندرية) ( 2009 / 1 / 21 - 01:02 )
سؤال من الارهابى الذى يحتل الارض ويفرض الحصار والتجويع وينقض على السلطة المنتخبة ويعتقل اعضاء المجلس التشريعى ويقتل الاطفال والنساء والشيوخ ويهدم البيوت ودور العبادة والمدارس والمستشفيات ويدمر البنية التحتية ويستخدم القنابل والاسلحة المحرمة دوليا أم الذى يدافع عن ارضه ضد الاعتداءات والقتل والتخريب والحصار .
أعتقد أن الارهابى هو المحتل ومن يدافع عنه هو شريك له يعنى ارهابى مثله
تحية لرجال المقاومة تحيه للشرفاء تحيه لصمود غزة كل الفخر والعز للمقاومة والعار كل العار للمنبطحين والهزيمة للمحتل

اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله