الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة رجل الدين المشوهه لبدائيين من عصرنا

زيد ميشو

2009 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عقول مستوردة ، مازلنا نتفاجأ بها في بلاد الإنفتاح والتطور . عقول تحمل أفكار قديمة وبالية عفا عنها الدهر ، والباحثين في إطلال الخرافات إكتشفوها في خرابات مهملة ليعودوا إحياءها وهي ميتة ، لابل تعفنت وتفسخت ولم يبقى منها سوى بقعها الزيتية وقد عشعشت في أشخاص يلبسون مانلبس ، ويأكلون مانأكل ، ويستخدموا الحاسوب ، ويقطنون منازل مكيفة وينتعلون أحذية جلدية ويستحموا كل يوم إلا إن عقولهم متصدأه منذ حقب . إنها فكرة أبتذلت في زمن الأساطير تركت مخلفاتها لدى بسطاء الناس يجزموا بأن رجل الدين شخص فوق العادة ، ومن ينتقده أو يتكلم عنه بالسوء فسيصيبه البلاء وتقع على رأسه الكوارث ولايعلم من أين . فكما كنا نسمع ونضحك لكلام ذاك الذي يقول ( السيد إللي مايشور عوفك منّه ) أي رجل الله الذي لايستطيع أن يردعك إن إستخفيت به حتى لو حدث ذلك بينك وبين نفسك فهذا لاجدوى منه ، اليوم نسمع من البعض وهم ( ينموا ) عفواً يعطون رأيهم بأشخاص يمروا بمشكلة ويقولوا بأن ماأصيبوا به هو عقوبة من الله كونهم قد تكلموا على رجل دين بالسوء !! .
بدل أن نعزّي المبتلى نجاهر ونقول ( هذه حوبة ) والحوبة تعني مايصيب الإنسان من سوء إذا ما إقترف شيئاً سيئاً . ليصبح ومن وجهة نظرهم بأن الذي أعرب عما بداخله من شعور تجاه رجل دين ما وقال بأنه لايعجبني وينتقده علناً أو من خلفه فإن (حوبته ) ستظهر بمصيبة أو مجموعة مصائب يقذفها الله عليه إكراماً لمن إنتقدوه . فأي إله هذا ومن أي خرافة الصقت به هذه الصفاة ؟ وأي رجل دين من يوافق على سخافات مثل هذه ؟
عرف الله بأنه الحب المطلق ، وما رجل الدين إلا تكريس ذاته ودليل ( بوصلة ) لهذا الحب ، وعرف عن الله أيضاً غفرانه اللامحدود ، وكل من يعمل بمشيئته يستمد هذه المغفرة ويطبقها في حياته كي يكون المثل الصالح وإنعكاس لصفاة بارئه . لكن في تشويه هذه الصورة الناصعة من خلال بشر لايفقه معنى الحب والمغفرة له سلبياته . فلو تسائلنا عن أسباب إبتعاد غالبية سكان الأرض عن الإيمان فلا مبرر لذلك سوى ماألصق من صفات به تعالى وطريقة حياة من يفاخر بإيمانه . وما (الحوبة اللعينة ) إلا واحدة من تشويهات كثيرة ، ليصبح رجل الدين بسببها وبسبب من يشهرها كحقيقة إلهية شخص يجب تجنبه بدل التقرب منه . وعندما يكرًم من أحدهم فلكي يتحاشى المكرِّم غضبه ولعنته وهي نفس الصورة التي عرفناها من التنقيبات والآثار عندما كانوا يقدمون العطاياً لآلهتم خوفاً منها وليس حباً وأحتراما . لكن ذلك كان في ماضٍ غابر ولاعلاقة له برجل الدين اليوم والذي يَعرف قبل كل شيء من إنه يتبع الحب ليكون هو الحب .
فيارجال الدين الكرام ، نتمنى عليكم دحض هذه الترهات الفكرية التي تسيء لرسالتكم وتسيء لنبع الحب الصافي وتؤول بإبتعاد الخليقة عن خالقها وعند تشريع مثل هذه الأفكار سيكون كل الحق معهم في هذا الإبتعاد وعندئذ سيكون سكوتكم موافقة . فمتى ستستنير عقول من يخال نفسه مؤمن وهو يعيش في ظلام فكره وقوقعة التخلف التي أحاطته وغلفته ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولكن...
س. السندي ( 2009 / 1 / 22 - 06:42 )

1:ليس كل رجال الدين يحبون النركيلة او يكرهونة التدخين

2:وليس كل رجال الدين حكماء او علماء او متخلفين

3:وليس كل رجال الدين للدين مخلصين ، ففيهم الكثير من الموظفين من جامعات التخلف لازالو نشيطين

4:اليست الخرافات والاساطير زاد هم، من يوم بدر وحطين

5:أليس ألاله من شرع لهم ... وهو الاله الامين

6:واذا كنت لا تصدق هذا ...فانت لست حرا ،ومتمرد على المفسرين

7:إن هذا شأن ألاله ومختاريه المعممين ،ومن يفتي عكس هذا له من الخاسرين

امين

اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد