الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو نتعظ ونتعلم من أوباما

سميرة الوردي

2009 / 1 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في جو اسطوري سحري تم تنصيب أُوباما حسين باراك كما يحلو لنا العرب الا أن نسميه لأن اسم أبيه يسعدنا ويذكرنا بماضي هذه الأمة ، ولا أدري بأي ماضٍ ، أبماضيها السياسي الذي كُرس فيه رفض الغير ، أم في ماضيها الإقتصادي الذي تُنهب فيه الثروات الطائلة لمصلحة فئةً دون أُخرى ، أم لماضيها العلمي الذي كُرس لدراسة علوم أُطلق عليها علوم إنسانية وهو تصنيف قد يكون الغرب صنفه ، أم لماضينا التعليمي الذي تتغير مناهجه سلحفاتيا وبما يرضي أولي الأمر والنهي ، أم اجتماعيا ومازالت الغمامة السوداء تكبل نساء برلماناتنا تحت راية الحجاب والمجتمع الذكوري .
كي نُبدع ونرتقي لمصاف الأمم ونحن على أبواب إنتخابات جديدة لابد من تحرير المجتمع أولا من الطائفية والفئوية والتعصب القومي الشوفيني الذي نخر الوطن منذ عشرات السنين ، لابد أن يُحترم الإنسان لعلمه لا لطائفته وقوميته ، لا بد أن نستفيد من المناهج العلمية التطبيقية والإنسانية في تطوير الحياة وتحسينها فرداً ومجتمعاً .
.
إن ما يميز المجتمعات المتطورة من غيرها مدى استفادتها من أخطائها وتلافيها وتحسينها عبر مؤسسات تؤدي وظائفها بصدق وإخلاص ، إن من أوصل أوباما الى البيت الأبيض هو حب الأمريكيين المتعددي الأجناس والأديان لبلدهم إن من أوصل أوباما الى الحكم هو إيمان من لايؤمن بأن لاحياة ولا تطور لشعب من دون احترامٍ وقانون ومؤسسة لا يمتلكها أحد بل هي للجميع، ودون شوارع خلفية تغتصب فيها الأرواح .
نحن اُمة لم ولن تخلوا من تراثٍ انساني وعلمي عظيم ، ونحن أُمة حتى هذه الدول المتقدمة تلقفت منها أزهى علومها وطورتها لتحاول الوصول بإنسانها الى أرقى درجات التطور كي يحيا حياةً خالية من الجوع والمرض ، ونحن اُمة فيها من الخيرات ما فيها ، ولكن ما ينقصنا هو الشعور الوطني والتخلي عن التعصب بكل أشكاله ، ونشر المعرفة في المجتمع وترسيخ المناهج العلمية وتطويرها بما يتلائم وروح العصر وسرعته في الإنجاز ، نحن امم وأقوام ما زلنا نتصارع على بقعة أرضٍ وهذا لك وهذا لي وكأن عصر الغاب لم ينته بعد ومن يرفض الإيمان به فالمفخخات وكاتم الأصوات بالمرصاد .
إن ايماناً حقيقياً بحقوق الإنسان واحترام حريته وعدم الغائه واقصائه ، وتطوير مؤسسات الدولة والمجتمع ونزاهة وتطوير العملية الإنتخابية والإهتمام باعمار الفرد والمجتمع .
إن ما جرى في أمريكا لهو درسٌ لكل الأمم والشعوب والحكومات ، من يصدق أن هذه الأمة التي عرفت بتعصبها العرقي ستصل الى ما وصلت اليه ولتنصب في النهاية من كانت تحاربهم بالأمس كي يقودوا البلد ! .
إنه درس لكل لبيب ، فالمجتمع المدني الساعي الى تطوير علومه وفنونه وترسيخ وتنمية اقتصادياته والضامن لأفراده من البطالة والعوز والمرض والمعطي للمرأة كامل حقوقها ، والذي لا يصل لإدارته الا الكفوء النزيه وعبر صناديق الإقتراع ، هو الذي يزدهر وينمو ويبقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بلا مساعدات خارجية ودون وقود.. هل مازالت المعابر مغلقة؟


.. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل وغالانت يحذر من -صيف ساخن-




.. المرصد السوري: غارات إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة النجباء ال


.. تواصل مفاوضات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في العاصمة المص




.. لماذا علقت أمريكا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟