الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوق شاهدة ضريحك اخضرّت أحلامي

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2004 / 3 / 19
الادب والفن


ذكراك تتلوى في الغيوم،
تنفتح السماء على مدينتك،
وصورتك في عيني تلبس الأزرق،
تأتيني و تمسح أنفاسي فاشهق بدمائي.

تذوي عبراتي في المطر،
وبروق تتزاحم في أروقة روحي.
أسمع صداكَ،
وهل لي أن أحضر حكايات الديوان؟
هل تدعني الأعاصير؟
أقرأ على الشاهدة
أن أنظر إلى السماء،

أن أراك في القمر،
رؤاك تتمزق على مآقي،
ومعولك يحن إلى ترابك،
حين تَهْدِمُ بيوتَ الأفاعي في غفلة،
تجرف الأمطار دموعي
تضحك الرعود، وروحي تنتفض في خطاي،
أمسك بصوتك، وأصغي إلى أجيج نيرانك،
كيف حملتَ البحر في حضنك،
وانتزعتَ قطعاً من السماء،
وجدلت عرائش من خيوط الشمس؟
***
رأيتك في حلمي تتأمل قريتنا
تنظر إليّ، وبسمة ترسم لي
قسوة الدنيا، وروعة الحياة
قالوا إن الله دعاك إلى بستانه
يقدم إليك الإكليل بيد كريمة
أحقّا اشتاق الله إليك أكثر مني؟
قالوا إن الملائكة خطفوك
لكني قلتُ إن لي ملاك ،
قلبه مفعم بأريج الياسمين،
حيث تلتقي السماء بالمحيط،
ثمة ذكراك ،
وكلما نظرتُ إلى السماء كنتَ أحلاماً زرقاء
وطالما قلب في جوانحي، فانك تخفق،
هل الأمواج تدعني؟
***
رأسي تلوي عنقي،
تلدغ الرياح أجفاني،
أتملى فليس ثمة من أحد،
لكن صداك يأتيني،
وأرى معولك يرسم شفاهاً لأرضي،
ويذوي العالم في راحتيك.




موزاييك أسرين



كلهم راحوا،
أنا وفاطمة ظللنا وحدنا،
كنحل بري في قعر كهف.
في حانة الدم والنور،
كلهم ثملوا،
قربوا الميسر،
وأدوا آثامهم،
لكن قبض علينا حسب.
فلنرحل من هنا!
أصبح صعباً للغاية التمييز بين عطر الزهر وريح الوباء،
بين فواح البخور ونتانة النعوش،
بين بسمة الماء وشحوب السكين.

فيا ريح الصبا،
تعالي أشعلي النار في صقيع القلب!
أكتبَ على العشاق أن تكون النار وطنهم؟
إلهي! ألست أخت إسماعيل؟
لم تدعهم يذبحوه،
لكنهم جزوا رقبتي في مذبحك،
صوتي كلمات خرساء
والسماء سجن تحرسه العواصف.
عبرات القلب تجري على صخور الروح
لكي تحرس الغيوم دوماً "المصيف"،
وحين حضر"ريبوار" في حلمي،
بكت نوافذ بيوت الألوان،
ذهلت قوارب ستوكهولم،
والموت كان جالساً على عتبة دارنا.
نعم أنا مسلمة،
أدين بدين العشق،
النار قبلتي
سجادتي الماء،
ووجنات الورد كعبتي،
وشعر رأسي المضطرب محراب مسجدي.
يتوضأ "الزاب الكبير" فجراً بدموعي،
حجل "برادوست" تغني حولي،
والعشيرة تنصب بيوت الشعر فوق راحتي.
وأنا شيعية،
رأس شهيدي
ينثر فضته على سطوح بيوتنا،
و"سكينة" أختي
حناء عرسنا كان دم قاسم.
أنا مسيحية،
أصّلي:
باسم الفراشة
والوردة

والماء.
آمين!

إنه عيد الأضحى
كفاكم شحذاً للسكاكين أمام عيون النرجس،
أما تكفي كل تلك الدماء
قرباناً لصحاريكم!

أسرين: الشابة الكردية، مقدمة برنامج "موزاييك" في التلفزيون السويدي. انتشر خبر انتحارها المشكوك فيه نهاية نيسان 2002








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ