الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوباما وخطاب التنصيب وابتسامة الامل

عبد العالي الحراك

2009 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية




اوباما وخطاب التنصيب وابتسامة الامل عبد العالي الحراك
كما شكك العنصريون بأمكانية فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية الامريكية لكنه فاز.. يشككون الان بقدرته على تحقيق برنامجه وما اوعد الشعب الامريكي من تغيير(لقد تغير العالم فيجب ان نتغير).. عبارة قالها اثناء خطاب التنصيب المهيب..لا اعرف لماذا اشعر بحب لهذا الشخص وامل غير اعتيادي لنشاطه ومثابرته .. لسمرة سحنته وشبابه؟ ام لطرحه المنطقي الجديد؟ ام لتعاسة بوش؟... لهذه الاسباب جميعا نأمل في اوباما خيرا.
لم يصدق احد بان شابا اسمرا سيفوز بكرسي الرئاسة الامريكية, وان المخابرات الامريكية والرأسمال الامريكي سيسمح له بذلك..يقولون بان امريكا تحكمها المؤسسات ولكن هذه المؤسسات يقودها اشخاص ولهم هامش من التأثير والحركة.. والبيت الابيض ومجلس الشيوخ هما اكبر مؤسستان يقودهما اوباما واغلبيته الكبيرة.. لهذا فالامل كبير في التغيير .قد يسأل سائل (هذا التغيير يتعلق بامريكا والامريكيين.. ما دخل العالم به وما علاقتنا به نحن العراقيون؟) اقول العالم واحد تؤثر فيه امريكا, وامريكا في العراق وقد اصابنا منها ما اصابنا.. أفلا يصيبنا منها التغيير الجديد ؟نحن نامل....نأمل ان يغير اوباما القوانين لصالح التغيير ولصالح الفقراء ولصالح العالم اجمع, لان الرأسمالية في ازمة اقتصادية كبيرة وهي مضطرة لقبول تدخل الدولة بقوانين جديدة تحد من جشعها وفسادها.ان مصالح امريكا يجب ان تتحقق عبر قانون المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي وعبر الديمقراطية ومواجهة الارهاب دوليا وبمختلف الوسائل وليس فقط بشن الحروب واحتلال الدول .وهذا ما سيلتزم به اوباما وسيتصارع مع خصومه الجهوريين من اجله. ان رقي الحياة المادية وارتفاع مستوى المعيشة في امريكا واوروبا, كان معظمه على حساب شعوب الدول الفقيرة التي استغلتها خلال فترات الاستعمارالسابقة وما زالت تستغلها بسبب الحروب والتدخلات المختلفة.. وما تعاسة شعوب افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية الى مثالا على الاستعمار القديم والحديث وتدخلات وضغوط ومؤامرات امريكا وبريطانيا وبقية دول اوروبا..مازال الاستعمار قائما عبر احتلال مباشر في افغانستان والعراق وفلسطين ولابد لتغيير اوباما ان يشمل هذه البلدان ويساعد شعوبها على تحقيق الحرية والديمقراطية والبناء والاعمار. ان مستوى رقي الحياة هناك في امريكا واوروبا يجب ان ينخفض قليلا وان يرتفع مستوى الحياة لدى شعوب العالم الثالث كي تحل الازمة الاقتصادية العالمية. ان التغيير لا يتحقق من خلال العبارات بل من خلال اعتباره حاجة حياتية ضرورية وظاهرة يجب ان يرفعها الجميع من خلال المطالبة بالعدالة والقضاء على الفقر والجوع وتخفيف الاستغلال ومنع الحروب وايقاف التهديد بها وتشريع القوانين المحلية والدولية التي تكفل الحرية ونشر الديمقراطية في العالم وليس عبر توزيع العالم الى مناطق نفوذ امريكية واوروبية كما كانت امريكية وسوفيتية.. عندما تنتشر ظاهرة التغيير الانسانية هذه يمكن القول بان خيرا في العالم قد بدأ ولا مبرر للتشكيك بقدرة اوباما فهو ليس وحده رافع شعار التغيير بل يجب ان يرفعه الجميع لان المسؤؤلية جماعية وليست فردية..ان شعار التغيير شعار ذكي غير ايديولوجي يكتنزالعدالة الاجتماعية التي قد يستطيع اوباما تحقيقها من خلال الفرصة الذهبية التي يمتلك الان.
خلال مراسيم التنصيب المهيبة بجماهيرها الغفيرة تحت البرد الشديد وهي تهتف لاوباما الذي يعلن بداية مرحلة جديدة يخاطب فيها الشعب الامريكي بانه شعب واحد مهما تعددت اجناسة وقومياته ودياناته يجب ان يعمل الجميع من اجل التغيير لان العالم تغير. لقد بدأ اوباما صعود الجبل ولابد ان يصل الى قمته, من خلال الثقة بالنفس والمثابرة والجدية..قال اننا جميعا احرار ومتساوون وتكلم بفخر عن العمال الكادحين الذي عرقوا وتشققت اياديهم في سبيل الحصول على لقمة العيش لهم ولعوائلهم, لأنهم يستحقون الحياة التي تليق بهم من خلال المحافظة على اماكن عملهم التي عمروها وشيدوها وتوفير فرص عمل جديدة للشباب والسيطرة على السوق الحرة وعدم ترك اصحابها يعبثون بالمال العام كما يشاؤؤن..قال اوباما بان امريكا صديقة لجميع الدول التي تحب السلام.. وانا اقول اية دولة لا تحب السلام اذا اوقفت امريكا ودول الغرب تدخلها في شؤؤن الدول الاخرى؟ والسلطة على الاخرين تأتي من خلال تطبيق الافكار الصحيحة والتعاون وتطبيق العدالة.قال اوباما لنترك العراق لشعبه.. نطالبك يا اوباما ان تبني وتعمر ما دمره بوش وان تعيد الوطن كاملا الى ابنائه بدون طائفية اوقومية.. فكما انكم شعب واحد رغم اختلاقكم فاننا شعب واحد في وطن واحد.. انه سيواجه التهديد النووي الايراني ..بأي اسلوب وبأية طريق؟ لم يشرح ,لان خطابه مركز ودقيق ولكن ليس على حسابنا نحن العراقيون.. نريد لبلدنا الاستقلال ولنا حرية الاختيار..اعلن اوباما بان مرحلة للسلام الدولي قادمة.. وهو يحترم العالم الاسلامي وعلى هذا العالم ان يتعاون.. يريد اوباما ان يعمل من اجل توفير ماء نظيف للفقراء وطعام للجياع في العالم, ولا يمكن ان يتركوا خلف ظهورالاغنياء .وقال ايضا قبل سنين لا يستطيع الاسود ان يدخل مطعما في امريكا, والان احدهم يقسم اليمين الدستورية لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية. لقد تغير العالم فيجب ان نتغير جميعا.. ركز كثيرا على المسؤؤلية الجماعية نحو العالم على خلاف الرؤؤساء الامريكيين السابقين. لقد قضى يرئاسته لأمريكا على التمييز العنصري وخاصة السياسي ..فيجب ان يقضي على كافة انواع التمييز في العالم ومنها العراق الذي ينتشر فيه التمييز الطائفي والقومي وهما اشد انواع التمييز تخلفا ورجعية. انه يشبه كنيدي في شخصيته الواثقة من نفسها وفي افكاره و خطابه الى الناس. قال ابضا يجب العمل مباشرة ولامجال لاضاعة الوقت. هكذا هو متحمس ومتعطش للعمل تحت ظل الامل الذي يقتل التردد والخوف.. انها حقبة امريكية جديدة ولتكن حقبة عالمية جديدة تتصف بصفات تحمل المسؤؤلية الجماعية على المستوى الدولي على طريق انساني مشترك ومصالح انسانية مشتركة. عبد العالي الحراك 21/1/2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفس الطاس ونفس الحمّام
ابراهيم البهرزي ( 2009 / 1 / 21 - 20:08 )
عزيزي الدكتور عبد العالي
انني اتعجب كيف يصدق البعض ان تنصي رئيس امريكي بدل رئيس سابق لاي سبب كان سيغير شيئا من السياسة الامريكية !!!
الشيء الوحيد الذي سيتغير هو اسلوب الخطاب ...ولاشيء اخر
لان الذي (يسمح ) بعبور رئيس لاكبر دولة في الارض ..ليس صندوق الاقتراع -مع ايماني الشديد بنزاهته -
ولكن ماكنة الدعاية ومكائن غسيل رؤوس الناخبين التي تضخ اموال تشغيلها مؤسسات الطاقة ومصانع الاسلحة والبنوك الكبرى و(اللوبيات) المتعددة ومضاربو البورصات الخفية الكبار .و,,,الخ
اتمنى مثلك يا صديقي العزيز
ان يكون الخطاب الرسمي لرئيس دولة مثل امريكا معبرا للتغيير ...ولكن !!
تقبل محبتي
ابراهيم


2 - الافراط في التفاؤل
علي السعيد ( 2009 / 1 / 21 - 20:27 )
ليس بتلك السهولة والبساطة أن يغير الذئب ثوبه ويخفي انيابه ومخالبه . الامبريالية بعقولها توصلت بدراستها الى نتائج مهمة لوقف التدهو والانحطاط في كل مجالاته والذي هو اضحى كمصير محتوم لسقوطها , وقد لاحت بشائر ذلك في تصدع نظامهم أثر الازمة المالية الاخيرة , وهي لم تكن ازمة مالية مجردة من اشكالات ومصاعب ستواجهها في المستقبل المنظور . لديهاوعليهاازمة العنف والحروب وقتل الشعوب واستغلال الانسان وتدمير طاقاته وممتلكاته , عليها تراكم ازمة ثقة العالم بها وبوعودها ,عليها كيف تواجه تسابق التسلح في العالم والذي بسياستها اوصلته لتلك الحال ,عليها كيف تجمل وجهها القبيح , عليها كيف تسحب تورطها في العراق وافغانستان ,عليها كيف تعالج وقف نزيف دماء شبابها , عليها كيف تعالج مصاعب مدخولاتها وشركاتها الكبرى وافلاسها عليها الكثير والكثير ... لقد دخلت الولايات الامريكية في مرحلة التقاط انفاسها واعطت لنفسها الهدنة للمراجعة واحصاء خسائرها وتدبير شؤنها .لانكن مفرطي التفاؤل وننزع عنا حتى ثوابتنا في السياسة والاقتصاد والعقيدة .اوباما دمية ...انسان بسيط ارادوه هكذا , وجدوه هو الرجل المطلوب للفترة القادمة والمطلوبة .مع تقديري


3 - الاخ علي السعيد
عبد العالي الحراك ( 2009 / 1 / 21 - 21:24 )
لا افراط في التفائل بل هناك امل مهما يكن قليلا واذا كان افراط فيه فهو افضل من الافراط في التشائم ..الانغلاق على عدم امكانية التغيير سواء كانت اسبابها موضوعية متعلقة بطبيعة الرأسمالية الامريكية ومصالحها وهي في ازمة الان ام بقدرة الرئيس الجديد الشخصية...لا يفيد احد في شيء..ادعو الى الامل والتفائل والانطلاق من جديد في كل حالة تغيير جديدة. والمتشائمون لا ينتجون شيئا وان عجز المتفائلون


4 - دعوة للتفاؤل
سعد تركي ( 2009 / 1 / 22 - 08:40 )
طبقت الرأسمالية خلال مسيرتها وتحولاتها بعضاً من الافكار التي نادت بها الاشتراكية مثل نظام التأمين الصحي ودفع رواتب للعاطلين عن العمل لحين ايجاد فرص عمل لهم وغيرها..فما الذي يمنع أمة حيوية مثل الأمة الاميركية أن تتغير وفقاً لمصالحها طبعاً حين رأت عقم السياسات السابقة التي أدت الى أن تكون أميركا بغيضة لدى أغلب شعوب الأرض وحين رأت أن هيمنتها على ونفوذها يتقلص؟ في ظني أن هناك فسحة من الأمل في أن أعظم دولة في العالم يمكنها أن تتغير لأن التغير ضرورة تفرضها القوانين التي تحرك السياسة والاقتصاد العالمين ولولا القدرة التي تتمتع بها أميركا على التغير لما بقيت الى هذه الساعة قادرة على الاستمرار في قيادة العالم والتأثير فيه في كل النواحي.

اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف