الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوليات متأخرة

سعيدي المولودي

2009 / 1 / 22
الادب والفن



أنا الوثني، الآهل بالاحتراق، ثالث الربين، أقف على ذيل الفضة، مالك البرين، مالك البحرين، أتدلى من خيمة الله: مرآة المسافات. بيني وبيني، أفطر على رقصة الحرب:أيها الوقت.أشتهي أن أنام على دفة الهواء، أضع يدي في ثقب الماء، وأتوسد حجارات السيف: المعبود،يا صغيري، أيها الأبيض.

أنا الوثني، المحمول على طلقة العباب، يسافر تعبي في أسنان البحر، أنتصب كالهضبة، وتجلس الغابات في كفي، ودخان السلطنة في قلبي. أتأبط النهر،وأتوغل في شهوة الجزار: أيها الأناي.أعرف رائحة العصر، ولذة الأجساد الملفوفة كالتبغ، أسير نحو الشمس أو اللمس: شارع الآلهة أثري، وغبار الزمان نشيدي الصاخب. غريب عن قدمي، قريب من شفتي الهواء، من دمي سنان الشتاء: أيها القارس. نسل من الطواف يسكنني.فآه.آه.. يا ثغور الجسد من يحتل مداك.؟

أنا الوثني، الملثم، جئت من الغيب قطرة، دمعة،أو نوبة، أتجذر، وأتدثر بعزلة السيف: أيها الحاضر، مفتوح الصدر على الشق، منحدر في خلق السماوات، أنف التاريخ من برودي، وهوة المكان من جدودي.موصد للرغم، وطرة القهر، منصور على الشتات، أتعقب صدى الغزوات، أو تناديني، أناديك: من بنى هذه "الرباطات"، ألأفعى النائمة في كل الدرب.
شطان من البحر وأنا الأقوى على مهنة الغبار، مسيج بحقول الدمار، من كل تلمسان لكل البتراء، تدق عيوني كالمسمار.
وطني، أيهذا الطارق. وطني ـ ياالله ـ، رمانة غامضة اليدين، مروحة صماء،"دلاحة" يطبعها الجند ليل نهار، فأين تختفي منه الأسماء.؟
من شارع " الزلاقات"، أنقض على رغوة الصهيل، أرابط في جذوة الأغصان، بين الشد والشد، القبض والقبض، هذا من هدوئي، سأرفع إصبعي كالأعمى، أناديك: من بنى هذه" الرباطات"، ليغتال العصافير في مكة النهار.؟
من ليالي "العقبات"، أتعقب الأشلاء، الأسماء والأنهار، فآه، يا أبا الرقراق، إني أصعد الفلك، أنقش الأزمنة البلهاء، ودقات الجند على باب الصحو، فقل لأمواج كل المحيطات: أيتها الصبايا القارسات اشهدي...
زمانا كان البحر كان رفاقي يعشقون المحار.. زمان كان القهر كان رفاقي يمتحون البهار، كانت الغابات تنام على ضفة القلب، وكان الوطن: محبرة، أو مقبرة، أو مجزرة،أو رحيقا من الأسلاك ينهل متعة الخناق.. فآه. يا أبا الرقراق، فاتحة الإغلاق، تموج، قل: لكل حارات الرباط، إني مسكون باغتباطي، أتأبط جوعي كالنصل، وأغتسل على رأفة القضبان.من بدايات الخلق، وأنا أغرس شفتي في فستان الأرض: ارضع الصخر، والأدغال. واحات الحزن قدمي، خانات الشمس دمي.من طينة الأغراب، أمشي في الهوادة. سيل منصور على طعم الجدران، تطير الأوزار من سواعدي، قافلة تفتض الرحيل، ويرسو على جليد السور، ما من ذرة في الصحراء، إلا طريقي، الطارف، التالد، أستوشم المساءات، أصرخ في وجه برودة السماء، فأصابعي تحترق، وتخترق صمت الهواء. شدي بخناقي أيتها الحبال، أيتها الجبال، غني أنا المكسور "يعقوب" الموحد للعبور، واجهات الشمس أنصابي، وخرير الموت مدامي...
كل الليالي" تتغرنط"، سأحفر دربها في انعتاقي، أو أصل على غرة الهول، وأنا على لوعة الهبوط، أندلسية الشفتين خاتمتي، لها الحرب، أو القلب. من سعة الهجر تربوني" قرطبات" الخوف، أقترب من شهوة المكان، أغرس في عمقه حارة الأغلال: من بنى خابية هذي" الرباطات"، القيامة النائمة على الصدر..
كالحائط يشدني الشرق الدائم، أشتهي الآن أن أنام في حرفه، غيمة ، تحطني الريح كمئذنة وحشية..إني الموحد الصارخ أمجد قتلى الطريق، تسافر الجند في أضلاعي. فلا ترحل أيها الشرق: رأسي النابض، صاعقة تضيء، وجسدي مملكة هاربة في اتجاه الريح...أنت من تغريني.
1984.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_