الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت والطقس صحو

ثائر زكي الزعزوع

2009 / 1 / 22
الادب والفن


واقع ملوث تعلوه طبقات من الصدأ
دين متنازع عليه
شعب مهزوم يبحث عن حذاء ليحوله إلى انتصار، ويجلس أياما طويلة يراقب بخوف اللحم المحترق في غزة...
قصيدة، قصائد، أغانٍ، أوبريتات وهتافات، شعارات، رايات تجوب الطرقات
الطقس في غزة مائل للبرودة، والسماء ملبدة بالغيوم والدخان
الطرقات غير سالكة بسبب تراكم الدمار واللحم الآدمي
الطقس في غزة مائل للبرودة، ثمة أمطار بدأت تهطل محملة بالفسفور الأبيض والأحمر وربما البنفسجي...
حسناً أيها الشارع الجميل فلنبدأ صراخنا اليومي: تحيا غزة، تحيا غزة...
والطقس في غزة مائل للموت
شقوق الجدران يختبئ الموت فيها، الثغور الصغيرة والكبيرة التي خلفتها القنابل تخفي الموت في أجوافها...
وجوه الصغار مائلة للموت، ثمة ابتسامات مخطوفة، وشفاه تشققت لكثرة البكاء.
أيها الشارع الجميل رددوا معي: تحيا غزة، والموت لإسرائيل
دمعة، دمعتان، دموع تسيل من كل العيون، وثديا أم جفّا من الخوف:
-كنت خائفة... لم أعد أرى أولادي الثلاثة صرت أرى واحداً منهم فقط، ولا أرى أباه...
والطائرات تزغرد في السماء
هذي غزة، قنبلة، قنبلتان، قنابل..
والشارع الجميل يهتف: النصر لنا، الله معنا، تحيا غزة.
وتحيا غزة، نصف أطفالها صاروا ظلاً للنصف الآخر، ولا سماء ولا ماء ولا صحراء، ولا هم يحزنون، بل يكتفون بالعويل، عويل لا يتوقف يؤرق نوم الخالق عز وجل.
والشارع لا يتوقف لا يهدأ: تحيا غزة، غزة صامدة، قاوموا وموتوا أيها الأبطال..
ويقاوم الأبطال ويموتون، ولا يقاومون ويموتون... هذا ليس مطراً، هذا موت توزعه السماء..
وغزة صامدة، صامتة فقدت كل أنوثتها، وباتت ثكلى تدفن بيديها أولئك الجميلين الذين غنت لهم حين كانوا عصافير، وغنت لهم حين صاروا حرائق تملأ المكان كله.
والشارع يحرق علماً، يحرق صوراً
والمحرقة تطال الأخضر واليابس
وما إن يصعد بلال الحبشي ليؤذن حتى تهوي فوق المئذنة الدعوات فيصير الجامع مقبرة، وتصير المقبرة حديقة موت مفتوحة، وغزة صامدة لا تعرف إلا أن تبقى صامدة تلملم صوراً وتبكي سحر أنوثتها ولون ضفائرها، والشارع يهتف مبتهجاً: يا غزة معك الله وأنت العزة، ويلوح بالقبضات يهدد صوراً وعناوين ويعود سريعاً ليراقب صورة غزة صامدة، ويقول بفخر لا زالت صامدة، وتمتد يد الشارع للتقويم لتسجل يوم صمود آخر...
وغزة فقدت أيام التقويم وساعات اليوم، فقدت طعم الوقت وباتت تحصي موتاها...
الطقس يميل إلى الصحو
ولا يبقى في المشهد إلا بقع دماء تشبه أشكالَ الغيم
ويهطل مطر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟