الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعيني أفترض !

محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد

2009 / 1 / 23
الادب والفن


" لا شأن للكبرياء بالوفاء , هذا الوفاء شيء لا نعقد العزم عليه بل نقر بوجوده كالجرح أو العلة المستعصية على الشفاء , إن ذاتي نفسها هي المرتبطة بك إرتباطا لا إنفصام له وليست إرادتي , فهي لا تقدر هنا على شيء "
جابريل مارسيل/ طريق القمة


يستبيحني الشك المرير أحياناً , فيتغلغل في عروقي , وينهش روحي , ويؤرق طمأنينتي, فأظن بأنكِ ربما نسـيتِ الآن هي هيئتي ولون عيني وتلك اللازمة التـي
كنتُ أرددها معك دوما ً, وأعذرك , فالمسـافات بيننا غدت أبعد مما كنا نظن ,وتلك اللحظات المفرطة بالكرم التي كانت تطرز زماننا السـرى , أصبحت هي الأخـرى
قتيلة ُ النسيان, فيما ينتفض الوجع الرهيب في أعماقي كلما حللت ِ في الذهن فيلهب عقلي, ويزرع في شراييني قنوتا ً أكرهه حتى النخاع .!
أعتقد ـ وأرجو أن يكون الأمر هكذا ـ بأنك مثقلة ٌ بكل هواجس ذلك الماضي مـن ودٍ ساحر ٍ وعزم ٍ فريد على التوحد, ورفقة حميمةٍ للسويعات المنتقاة , وأعزي
نفسـي الآن باللحظات التي قد أتملك فيها حواســـكِ وأفترشُ مساحة ً في رأسك الحبيب , لكنني أعترف بأن هذا ليس إلاّ إحساس ٌ ينقصه الدليل ! ولا تفسير له سوى ثقتي بنفسي المبالغ بها, أو ربما هو الوفاء , تلك المـــفردة التي يمنح دفء الحياة للمتباعدين , وأتساءل من منا سيركبه الجنون أولا ً, فيجتاز الأسلاك الشائكة والمســــافات الملغومة نحو الآخر ليتحدث له عن مكابداته المعجونة بوهج الإرادة والحزن المقدس الذي يملأ جزيئات الهـواء مـن حولنا, بعـيداً عـن الكبريـاء الـــذى يحول دون ما نرنو إليه ؟ .
أحيانا ً قد نضعف أمام تطلعاتنا المرهونة لدى الزمن وحســاباته المعقدة , وقــد نزج بالمتاح في محيطات لا قاع لها , أو نبحث عن مبررات تثقل كواهلنا, ونزعم أننا نصنع سعادة الآخرين على حساب بؤسنا, بل ونجعل من ذواتنا ضحايا المحال والقدرة المكبلة بالأغلال فنستفيق في النهاية على جسـد ٍ متداع وروح منهكة وفؤادٍ ينزف دون إنقطاع .
أوتدرين معنى أن يتسرب الضوء الغائبمن تحت الباب ويتأرجح على خفق الفجر لينيرالنهار الموغل خلف المدى دون إستئذان ؟
أو تعرفين كيف أتخيل حال احرف أسمائنا الأولى على جذع تلك الشجرة السامقة والقابعة على قارعة درب ٍ قصي في جزيرة مكتظة ٍ بالعشاق ؟
حبيبتي ...ياسحر الأزمـان وعطر الماضي والنشــــوة الآتــية فـي كـل حـين يامزنة الربيع التي تروى العشــــب العطشان , أفترض في عزلتي المترعة بالأنين والحزن الشـــفبف بأنني ورغم كل شيء قد أجد لي حيزاً محدوداً في قلبك بين آونة وأخرى !
وأفترض خادعا ًنفســـي بأنك ربما لا زلت تحملين في نبضك ذلك الداء الوبيل الذى يسمونه الحب !
وأفترض.. أفترض ... لكنني أمسك زمام خيالي اللاهب وأدرك أن الأفتراضات تتبدد في أودية النسيان ومع عصف الريح , وقد تخبو في مقلتي نجمة .. آفلة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال