الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات

عطا مناع

2009 / 1 / 22
القضية الفلسطينية


راهنوا على سحق المقاومة، صمتوا واتهموا وحاصرا ورقصوا على أشلاء أطفالنا، اختلفوا معنا واتفقوا علينا وهتفوا من أعماقهم تسقط المقاومة، لم يدركوا أن الشعوب وحدها تصمد وتنتصر، وأنها دائما تًسقط كل الرهانات الغبية ومراسيم القمع والبوليس المستنسخ الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، بوليس لا يعرف سوى لغة العصا وإرهاب المواطن، لكنهم فشلوا وخاب رجائهم وصمدت المقاومة في وجه الموت وهمجية الموقف وغياب ألذات العربية الرسمية الغارقة في غابة من القمم.

نعم لقد صمدت المقاومة وانتصرت وخرجت من تحت الرماد كما الفنييق لينقلب السحر على الساحر وتذهب الخطابات والتصريحات المتساوقة مع العدوان هباء لتتحول صدى لأصوات آلاف الأطنان من المتفجرات التي أسقطت على غزة لتحصد أكثر من 6000 شهيد وجريح لهم المجد لان دمائهم كانت العامل الأساس في الكشف عن عقيدة القتل الإسرائيلية التي تتعامل مع الفلسطينيين كأهداف وليس كبشر تنطبق عليهم ما يسمى باتفاقية جنيف والقوانين والأعراف الدولية التي تضمن للمدنيين حقوقهم في زمن الحرب.

المقاومة صمدت وانتصرت ومعها المئات من الملايين الذين وقفوا لجانبها وهتفوا باسمها ودعموها بخروجهم في شوارع العواصم العربية والأجنبية ليسقط القناع عن ديمقراطية الدجل التي تنادي بها دولة الاحتلال الإسرائيلي وعن النظام الرسمي العربي الذي سيعاني من نتائج صمته على ابادتنا على مدار 22 يوما، وبذلك هزم ما يسمى بالتيار العربي المعتدل هذا التيار الذي يتحمل مسئولية كبيرة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين.

لقد اثبت المقاومة الفلسطينية بصمودها والالتفاف الذي حققته أن ثقافتها هي الأساس لأي تحرك وطني فلسطيني في التعامل مع المحتل الذي اعتقد أن حربة ستكون مجرد نزهة أو ضربة جوية وانتهى الأمر، لكن الصمود الأسطوري للشعب أولا وللمقاومة ثانيا فاجأ التحالف الغير مقدس الذي تشكل بعض الأنظمة العربية أحدى اعمدتة الفاعلة في العلن والخفاء، حيث جاءت النتائج بعكس رياح ما يسمى بالتسوية والتفريط بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ليعاد ترتيب اولويات المشهد السياسي الفلسطيني والفعل الوطني لشعبنا وقواه المقاومة التي ستمسك بالحلقة المركزية لمستقبل الشعب الفلسطيني مما يعني غياب الفعل التسووي وانبعاث ثقافة المقاومة التي ستواجه ضغوطات هائلة كنتيجة لانتصارها وعدم اقتناع الآخر بانتصارها أو محاولة تفريغ الانتصار من مضمونة.

من المفترض أن تتغير قواعد الصراع الفلسطيني الداخلي بعد ما حققته المقاومة وشعبها من صمود وانتصار، واهم ما يقلق المواطن الفلسطيني بعد هذا الصمود قواعد الصراع الداخلي وكيفية الوصول للانتصار الكبير إلا وهو إعادة اللحمة السياسية وتجاوز الخلافات الفلسطينية الداخلية التي كانت دافع أساسي للاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جريمة غزة، مما دعوني للاعتقاد أن المرحلة المقبلة حساسة وخاصة مع بقاء الفجوة الداخلية خلال العدوان على غزة وتنامي ثقافة الانتقام في بعض الأوساط التي ما انفكت على توجيه اللوم للمقاومة وحماس والرهان لصالح الثالوث الإسرائيلي اولمرت باراك ليفني واتخاذ إجراءات ميدانية باسم القانون لمنع الفلسطيني في الضفة الغربية من المشاركة الفعلية بصد العدوان.

رغم كافة الخطايا التي ارتكبت بحق الذات الفلسطينية سواء ميدانيا أو سياسيا أو دبلوماسيا والمتمثل في غياب راس الهرم الفلسطيني عن قمة غزة الطارئه التي عقدت في الدوحة، فنحن في أمس الحاجة لتتويج انتصارنا على الإسرائيلي بانتصار أخر على الذات الفلسطينية، ولن يتأتى هذا الانتصار إلا بتجاوز الخطايا والإخفاقات من خلال وقفة فلسطينية حقيقية صادقة بمشاركة القوى الفاعلة للشعب، وقفة تتسم بالوضوح والمكاشفة واستخلاص النتائج والعبر ومعالجة أسباب الانقسام بعد سقوط ورقة التوت عن المدعي الإسرائيلي الذي تشدق بالسلام ولعب على عامل الزمن للانقضاض على الشعب الفلسطيني وقضيتة.

من المعيب وبعد هذا الصمود أن لا تحترم القيادة الفلسطينية تضحيات شعبها، والمنتظر من هذه القيادة اتخاذ خطوات فك الارتباط مع الذين يجاهرون بضرب الشعب الفلسطيني بقنبلة ذرية وهذا ما نطق به عضو الكنيست المتطرف زعيم إسرائيل بيتنا افيغدور لبيرمان وما اتفق علية الشارع الإسرائيلي بأغلبية 85 % لسحق المقاومة وغزة. إذن هم متفقون على ذبحنا وأبادتنا والمطلوب من المفاوض الفلسطيني أن يفهم العقلية الإسرائيلية المماطلة مع علمي الأكيد أن طاقم المفاوضات يعرف إسرائيل أكثر من غيرة، لذلك لا مجال إلا للحوار ولن يستوي الحوار إلا بالجلوس على الطاولة ولن يكون الجلوس مجديا إلا بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين من سجون السلطة والاعتراف بالواقع الذي يقول أن دولة الاحتلال لا تصبو للسلام وان تحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية والثوابت المشروعة لشعبنا يتم بالوحدة الداخلية التي إدراكنا الحاجة الملحة لها في الحرب على غزة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكيف تكون الهزيمة ؟؟؟
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 1 / 21 - 21:47 )
اي خطاب هذا استاذ مناع .. هل من المعقول ان مقتل وجرح اكثر من 7 الاف انسان بريء اعزل دون ان يجدوا احدا يدافع عنهم ان يعتبر ذلك انتصارا ؟؟
واذا كان هذا انتصارا فكيف هي الهزيمة يا استاذ مناع ؟؟؟
واذا كان العدو يدخل حربا ويحاصر المدن ويقطع اوصال القطاع ويدخل مدينة غزة ويتجول بشوارعها ثم يقرر وحده وقف اطلاق النار والانسحاب دون ان يسقط له سوى عشرة جنود وتسمي ذلك هزيمة ..؟؟
واذا كانت تلك هزيمة فكيف هو الانتصار يا استاذ مناع..؟؟
لن اعط اي وصف لمقالك او لوجهة نظرك واكتفي بالتساؤل
مع احترامي ومودتي


2 - انتصارر؟؟!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
شداد محمد ابو ابوالرب ( 2009 / 1 / 22 - 08:12 )
استاذي الكريم ان ما جرى في غزة من محرقة للاطفال ليست حربا بين جيشين حتى المقاومة لم تكن كما صورو لنا اذ ان الجيش الاسرائيلي قتل ودمر واغتصب الاراضي وخرج وحده حتى اصبحت غزة منطقة منكوبة .. زكل هذا الثمن الباهظ لم تفتح معبرا ولم ترفع حصارا لتقول ان صمودنا انتصار ؟؟؟ وهل كان هناك اي خيار اخر لدى الاطفال اطفال غزة سوى ان يعانقون صواريخ الموت في كل ازقة وشوارع غزة ؟؟ ونسيت الحديث النبوي الذي يقول -ما غزو قوم بعقر دارهم الا وذلوا- وهل بعد هذا الذل ذل .. حسبنا الله
تحياتي

اخر الافلام

.. فرنسا تنجو من قبضة أقصى اليمين.. وماكرون في أزمة! #منصات


.. نزوح للسكان من قرى كردية في العراق مع توسيع الجيش التركي عمل




.. لبناني انتقد حزب الله فتعرض لضرب مبرح! #منصات


.. السنوار تحت الأرض -لا يعلم- خسائر غزة.. ونتنياهو يُبعَث من ج




.. بالصواريخ بوتين -يشعل- كييف.. وزيلينسكي -يلجأ- لبولندا !| #ا