الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن و الانسانية في اطار المجتمع الجديد

سيروان شاكر

2009 / 1 / 23
الادب والفن


الفن وكما عرفنا سابقا والى الان هو عمل او نشاط انساني لايمكن فصله عن الانسانية باي شكل من الاشكال وهو تاليف لكتاب جديد نت الحياة الانسانية في ثورة جديدة من الافكار القيمة لبناء مجتمع جديد يقدر المعاني الهادفة في فهم العالم لوجه من الحضارة الفنية وان لايهمل ما توصل اليه الفنان الكوردي من نهوض في الحركة الفنية التشكيلية ، فالفن هو التحول المباشر في العقل البشري وبداية هذا التحول هو تطور فكر الانسانية عند الفنان الحقيقي في عصر يمتلك الوجود المميز لانتقال التطور الفني الى تطور فكري تتفاعل فيها الميزات الانسانية وتحول تلك المقدرة الفنية الى خبرة ذاتية من اجل بناء ونشوء مجتمع انساني ومن تراكماتها تتكون الحضارة الصحيحة و الحضارة اسلوب الحياة ، واسلوب حياة الانسان عبارة عن عمليتي انعكاس وخلق لاينفصلان بعضهما عن بعض وهذا هو طريق الفن ، لان الفنان يتفاعل مع القيم الاجتماعية في مميزات عن الانسانية وهو الانسجام التفاعلي لذا اصبح الفنان الكوردي يحمل في ثقافة الفكر البشري من بداياته حتى حاضره وبذلك اصبح الفن هو الوجه الاكمل للحضارة الانسانية وواقعها التاريخي بصورة اعمق و اوسع من باقي نشاطات الانسان التي تعكس وجها واحدا من الحضارة لذا فالفن المعاصر يكون اكثر ارتباطا بالانسان عندما يعبر عن فكرة او عن الواقع و الخيال ، الا ان ماهية الفن لا تتوهج الا في حدود استشراقه عن المستقبل لارتباطه بالخيال الذي يثير الواقع اللا محدود لخلق اخر يحمل صفات الابداع والتغير، ولكن يجب ان يمتاز ذلك الواقع بحيث يبقى حاملا صفات الواقع والاصالة الذي انبثق عنها ( لان تجربة الانسانية ليست رد فعل مباشر تجاه العالم الخارجي بل مشبعة بالذكريات و التوقعات و بنوعية وقيم مجتمعنا اي بكل ما تميز بها الحضارة ) . السوال كيف يمكننا بناء مجتمع جديد في اطار القيم الانسانية ؟ الجواب / ان التغير الفكري و تاثيراتها على شخصية الانسان يتغير المجتمع فاذا كانت هذه التغيرات ايجابية فيؤدي بذلك الى بناء نظام جدلي ذا طابع مدروس من تكويناتها الاصلية ويصبح بذلك مجتمع مبني على قيم اخلاقية جديدة و متطورة من جميع النواحي ويكون للفن الدور في اظهار هذه المعالم بالشعور و الاحاسيس الهادفة الى بناء ايدلوجيات معينة خدمة للانسانية .

ان ذات الفنان تتفاعل مع الواقع الاجتماعي لغرض تحقيق الانسانية و السعادة ويعطي للوجود قيمة ومغزى حقيقين في الحياة وايضا بوعي يمكن من خلاله بناء قوانين جديدة للحياة الابداعية و التخلص من ظواهر الافكار المتبادلة في ظل القوانين الثابتة بين المجتمع و المجتمع وبين الفنان و المجتمع ، ان الفنان يحمل قوى فكرية ذاتية يمكن بها التصدي لقوى الذات في حقائق غريبة جديدة و في تشكيلة لمجاميع من القوى الانسانية، ان على الفنان الكوردي احداث ثورة عميقة على اساليب الفن السائد وفتح باب جديد لحرية التجاوز والسير في عملية الابداع و التفكير الجدلي في اظهارقوانين المنطق وبناء قاعدة ذات اسس فلسفية وجوهرية وبمعنى ادق ان تميز الصفة الحقيقة للشكل الابداعي وبين الصفة العرضية في تجسيد الاشكال الخالية من الطبيعة الانسانية ، في الواقع ان الفنان الكوردي يجب ان يفهم حق تقرير الوجود الانساني في عمله الفني ووضع مقاييس جديدة للجمال والكمال في مجتمع يعتمد على احساسيس ذاتية مطلقة اقرب الى الغموض منها الى الغرض المكشوف بشكل ابداعي منتظم حتى يصل الى درجة من البناء الجمالي و الانساني فيه.

ان من الامور المهمة في الجوانب الانسانية للفن هو التفاعل بين الاصالة التراثية و المعاصرة ، اي ان على الفنان الكوردي التفاعل بين تلك الاصالة و المعاصرة وربما ذلك يجعل من الفنان ان يمتلك الفكر الحر ويحطم الشكل الموضوعي الى درجة الانفصال عن واقعه الموجود وباستعمال مساحات حرة منبثقة من الواقع وبالوان تعبيرية ذاتية ، ويكون هذا هو المطلوب من الفن الاصيل ، لقد احتل الفن مكانا اساسيا في عالم الانسانية وكان اهتمام الفنان هي قضايا المضمون والتي تولدت من مقالات الفكرة الانسانية والتوجه الفكري لحل معضلات الوعي الذاتي و المقولات الجمالية المعاصرة كي لا يقع المشاهد في دوامة بين الرموز الانسانية و الاشكال الغير محددة بالنسبة لفكرة كان لها هدف معين .

ان معنى الفن لاينحصر في مضمون واحد بوصفه مراة للحياة فحسب بل هو وسيلة للتعبير عن النشاط الانساني و الفكري و الجمالي الذي ينحصر في مخيلة الفنان حينما يبدأ بالعمل الفني يكون نتاج الخبرة التي مر بها الفنان من احداث و صراعات، وان يمتلك نمطا خاصا من الحياة في مجتمع معين قد انتزع من فكره عواطف معينة وعبر عنه من خلال الفن ، فالفن عبارة عن نشاط معين يقرر ذاته بمعاني واسعة يدخل الى الحيز الذي يربط بالفكر الانساني بطريقة جديدة وحرة حيث ان الفن نشاط ابداعي من شأنه ان يصنع اشياء او ينتج موضوعات جديدة ذات تعبير و اسلوب معين، فالفنان الكوردي يحتم عليه وضع طريقة جديدة تختلف في انعكاساتها للواقع الموجود اي رسم صورة جديدة تعتبر الوسيلة الاساسية لربط العالم الفني في كوردستان بالحركات الفنية الجديدة وضمن اتجاه معين ، ان الفن نشاط ابداعي يناقض الفكر البشري في موضوعات معينة و يتضمن نتاج لحصيلة واسعة من النشاط الانساني، ويتركز تعريف الفن في نقطتين اساسيتين الاولى رؤية العمل الفني بوسيلة التعبير وايصال الفكرة والانفعالات الانسانية للاخرين وثانيا الفن بوصفه التحسس للذات من خلال تجارب معينة يعيش فيها الفنان في الحياة اليومية.

ان للفن قيمة مهمة في حياة الانسان و الحياة الاجتماعية فمن خلاله يمتلك الانسان معلومات فعلية بامتلاكه الفكرة على نحوان الحياة لمجرد العيش لامعنى لها ، لعل من المعقول ان نملك(ادراكا) او (حدسا) مباشرا للحياة ولكن لايمكن ادراك معنى الحياة ولا الافصاح عنه الا بلغة من نوع ما، وهذا التعبير او التواصل هو جزء من عملية الحياة نفسها كما يقول ( ديبلر اريان ) .

ان كثير من الفنانين يعتبرون ان الفن هو لغة انسانية يعيش الفنان في لحظات من السعادة تدرك من خلالها العواطف الجمالية و علاقتها بقوانين المجتمع او على وجهها الاكمل والاصح وتحرير الفكر من النظريات السابقة في تفسير الفن بشكل غير منسجم مع الواقع الانساني الذي يفرض قوانينه الذاتية في ادراكه للطبيعة بشكل فلسفي وان لايجرد الفن من واقعه الذاتي فمن خلال الفن يستطيع الانسان التركيز على اوجه الثقافة الفكرية والانسانية بجوانب و بمحتوى بعيد كل البعد عن البداهية و التلقائية ،فالفنان الكوردي يمتلك قوة فكرية ناضجة لتميز على الجوانب التي لاتغير من الهدف الفني وابعاد الفكر المتغير الايدلوجي و المادي في وضع نهج للمنظر الطبيعي عكس النظرية المعتمدة في توصل المنطق الصوري ببناءات شكلية بحتة لاترتبط بالمستوى الانساني والابداعي ، لذا اصيحت المهمة الرئيسية لفكرالفنان الكوردي هي صياغة الواقع الاجتماعي بقوانين و مبادئ يكون الفكرالحر فيها طاغيا وعدم التقييد بنتائج معرفية فقط وانما بمنطق جدلي انساني يربط الفكر الفني بعمليات ادراكية حسية مرتبطا بالادراك العقلي كفنانين عظماء امثال ( سيرا،لوتريك،فان كوخ،كوكان وسيزان ) ان هولاء لم ينفصلوا عن الواقع المعاش المتطور ولم يفتشوا عن قوانين تربط تكوينات اعمالهم من الذات او عن طريق التأمل او التصوف او التشكيل الهزيل في اعمالهم كافة .

يحدد الفنان الكوردي الفن التشكيلي في ابسط الرموز الشكلية ليعطي اكبر المعاني الفنية في الاونة الاخيرة قد فهم بعض الفنانين الجدد و أكدوا على المعانى التي تبرز المميزات الاساسية في تحسين الصورة الانسانية للمجتمع وللعين المشاهدة بالاخص ، ومن هنا برز اهمية ( التذوق الفني ) في تحقيق الغاية الحقيقة للتجربة الانسانية و الجمالية و الابداعية ويعتمد هذاعلى الخبرة والكفاءة المطلوبة واللغة الفنية للحكم على العمل الفني ويكون هذا الهدف الاكيد لفنانينا ليبحثوا عن المعاني الصادقة في الفنون ف ( سيرا ،فان كوخ،كوكان وبالاخص سيزان )انغمروا في واقعهم المتكون من الاحساس الذاتي الخاص و الواقع اضافة الى الطبيعة وهذا هو الطريق الصحيح للفن الاصيل وان الفنان الكوردي احس بهذه الفعالية في التعبير عن معنى حقيقي مرتبطا بالعالم الخارجي ، فقد ترجم باسلوب تتوفر فيه الشروط القيمة والاساسية والبحث عن الخطوط الاساسية في وضع صيغ واشكال جديدة للكشف عن العلاقة الدائمة بين الفن والشكل الاساسي الذي ينظر به الى الفن من خلال الخبرة الذاتية والعمليات الانسانية في بناء رؤية جديدة للواقع الاجتماعي يحمل في طياته فن صوري متطور يحدد جذورالحضارة الجديدة ، فاسس الحضارة الكوردية ينبغي عليها ان تكون على اساس ما يشعر به الفنان الحقيقي في بناء العصر الجديد ويكون نتائجها الاستقرار الفكري و تكوين ادراك جديد للعالم الحسي ويكون عند الفنان الكوردي الوعي الاجتماعي في دراسة فكر المجتمع ووضع اساليب فن حديثة وتعريفها ومن ثم توصيلها الى الفكر الانساني بجوانب حية و مختلفة للحقيقة الفنية وايضاحها، لذا للفن اهمية كبيرة للمجتمع والانسانية لايمكن وضعها بالشكل المطلوب وانما بما يثير من انفعالات جمالية تعطى الرضا للمشاهد او تثير فيه نوعا من الانفعالات النفسية او من الافكار الخيالية الجدلية في وضع واقع جديد للحياة .

ان الذي يميزنا عن الطبيعة الالية هي ما تحددها القيمة الانسانية في واقع الفن وقيمة العمل الفني الذي يقوم على اساس الطبيعة الاصيلة المستوحاة من قدر الفكر ويثير به ذاكرة الفنان من المشاهد التاريخية والحاضرة لمدلولات الطبيعة وقيام التجارب الانسانية المربوطة بالعالم الموضوعي، هناك الكثير من الفنانين الكورد الذين حاولوا بناء الحضارة والذين تمكنوا من التخلص من فوضى الاساليب الحديثة التي تختلط فيها الاسس الحقيقية والمفتعلة ولكن هل حققوا بواسطة الفكر الوصول الى القيمة الحقيقية لفكر الفن في تطور الحضارة ام كانت مجرد اساليب فنية ذاتية ، يكمن هذا السؤال في العمق الفني الي توصل اليه الفنان الكوردي نتيجة للظروف القائمة به في كوردستان ومدى استعابه لهذه الظروف المأساوية والطبيعة و التفاعل مع المدركات الحسية لدى هذا الفنان والوصول الى المدركات العقلية، ويؤكد الاساليب الحديثة لبعض الفنانين الحديثين ان التطور القائم في فكرهم هو تطور واقعي نسبة للظروف الذين مروا به فكانت المعادلة بناء قيمة القوانين الانسانية من التفاعلات الذي اوصل الفنان الكوردي الى الفلسفة الانسانية واتخاذها نمطا جديدا في اعماله وباساليب تثير الفكر الطبيعي.

لقد عبر الفن في كوردستان باساليب لاغنى عنها من حضارة معاصرة وتتعلق بامور عديدة وعميقة وواسعة الشكل نابعة عن الوجدان الانساني او الوعي الجدلي لمسيرة الحضارة الانسانية وادراكات ذاتية، غير ان التطور لم يلبث وان تغير ببعض الافكار التي لاتؤيد فكرة الفن الحديث والذي يبعد الانسان عن الواقعية الحقيقية في صنع الحضارة والسبب القيود الفكرية الصارمة الذي وضعها الفكر التقليدي والذي لايسمح للفكر الانساني في ان ينمو نموا طبيعيا علما ان لانمو طبيعي مع الفكر التقليدي فيختفي الجوهر الحقيقي الذي يضم الظاهرة الحضارية في مجال الانسانية ،ان الحركة الفنية في كوردستان لها اسس مدنية فنية الغرض منه بناء و خلق شخصية فكرية يكون له اسسه و قواعده وتكون موجودة في المجتمع الحالي ، ولابد من الحركة الفنية ان تكون معبرة عن مضامين من الانسانية وتجسيدا لنوع من الرفاهية الثقافية الاصيلة فالفن يدعوا الى عالم جديد للانسان وقضاياه ولامستقبل لنا الا اذا وعت الفكر الانساني الى هذا العالم الابداعي وكرست الجهود اللازمة من اجل هذا العالم الانساني الجديد، ان الفن وليد الحياة وانعكاس لها بطريقة جمالية ذاتية يكون هدفه بناء نظام انساني من خلال الاشكال وعلاقتها مع العالم الخارجي وتكوين لغة مماثلة للنظام الداخلي في الفكر الانساني والقول ان توجه الوجود الانساني الى ينابيعه ومصادره في الطبيعة .

الانسان ليس مجرد عقل كما يقول (كانت) وليس هو الة انتاج كما يقول (ماركس) هو مادة الحياة ذاتها كما قال فرويد ومن يتبع الواقعية المتطورة، بهذا المعنى يكمن المعايير الجوهرية في بناء حرية فكرية جديدة لهذا العالم وللفن الاثر الكبير في ادراك الضرورة الحتمية لجوهر الواقع والهدف تحقيق حاجة او استقرار اجتماعي وحتى لذة في بعض الاحيان ف (للفن) ابعاد واضحة ومتعددة الجوانب اهمها الخروج عن الحتمية المفتعلة غير الطبيعة من اجل استعادة الانسانية وثانيا فهم الفنان للواقع لغرض تحديد النقاط الايجابية لمحور الانسانية وقد اتخذ الفكر الجديد في كوردستان او هذا الاتجاه الفني من المجتمع اساسا لكل اصلاح وتقدم وتطور في التعبير الفني للحياة الجديدة فيها لان الفن ليس هو منتجا جانبيا لنشوء وتطور اجتماعي انه احد العناصر الاصيلة والاصلية التي تتجه نحو تاسيس المجتمع وقد تكون هناك بعض الفلسفات التي لا تؤيد الفكر الجديد فقد تم تعريف الفن على المستوى التاريخي وليس على المستوى الابداعي الفردي او التخيل الفني ليعطي صورة جديدة عن كل المضامين التقليدية ، اذن يجب ان نحدد العوامل التي تمنحنا بعض الامل لبناء حضارة جديدة للفن والتشجيع في اطار الذين يؤمنون بان الحركة الفنية هي اساس بناء العالم الجديد ومن خلالها بناء قيم اخلاقية جديدة للمجتمع المتحضر واتخاذ موقف جديد من الطبيعة وادراكها بالوعي الانساني والتغلب على كل ما يؤثر بالانسانية وان ننظر الى المسالة بعمق ولعل اكبر دافع الى ذ لك هو وجود جذور اصيلة من قبل الفنان الكوردي الا وهو العقائد الفكرية المتحضرة والجوهر الروحاني والانساني والتفكير المنطقي في معالجة الامور الانسانية كل هذا يدفع بالفنان الى ان يتجاوز المعرفة الحسية المباشرة ليصل الى اللاوعي في معطيات المناهج الموضوعية في ضرورة لكشف عن مكامن الفكر الانساني بطرق ابداعية جديدة وبالاعتماد على الخيال الخالص وعلى اساس ان الفن حصيلة اسس الحضارة المشتركة الروحية و المادية كما يقول(سارتر) فهو يتصور الانسان على انه كائن لذاته منه تشق اشكال الوجود مثل (الوجود في ذاته) اي العالم الموضوعي والمكان والزمان والكم و الكيف ولما كان العالم الموضوعي لا (عقلانيا) ومحددا فهو بذلك يعكس القوانين الموضوعية ومثل هذا المفهوم للحرية، وجوهره قائم على مبدأ الانسان ما يضعه بنفسه ويشمل على فلسفة الاخلاق السارترية يكون الفن هو من عمل الانسان (الفرد المنقطع عن العالم الموضوعي) وهناك الكثير من الفلسفات الاخرى التي ترفع من اهمية الفن على انها اعلى مراحل الخلق الابداعي في تصويرها للطبيعة وليس للحياة وحدها انه قوة جوهرية تنبع من مدركات الانسانية تنسجم مع النظام الكلي للحياة الموضوعية وهو يكون تصويرا للطبيعة وللحقيقة المتفق عليها القيم الانسانية ومشاركة الروح في بناء كون جديد يعتمد على القواعد الكلية للفن في تجسيدها.

هذا الموضوع الانساني في مجال الفن لايختلف ابدا في المحاولات الانسانية الاخرى عدا الاداة التي تستعمل لتجسيد الافكار في الرسم(اللون) وفي مجال الادب (الكلمة) والعاطفة الصامتة، في رأي العالم اينشتاين ان ابلغ تعبير عن الجمال هو الاحساس الصامت بشئ يعتمد على الوهج النفسي اي على الاحساس الذاتي الشامل العميق والمسيطر على رؤية الفنان لكل شئ(النار الملتهبة للذات) وان الهدف من الحياة الانسانية هو تحقيق السعادة وتحقيق اقصى متعة من خلال الفن وممارسة المذهب الفكري بشئ معين يكون ذا هدف محقق من اجل الانسانية في اطار التغيرات الايدلوجية والمادية التي تهدف الى نقص القيمة الانسانية والموازية تكون هنا الحتمية في اظهار قيم جديدة تتوافق مع العمليات الحسية ويكون للفن الحصيلة الاكبرفي خلق الهام جديد للواقع الاجتماعي بمفهوم تبدأ بنظرية الحياة من تحقيق الرفاهية والانسانية وفي اروع مفهوم لها وهي القرب على الجوهر الايحائي لتصوير الفلسفة الحديثة في عالم الماديات وهي فلسفة الروح في معالجة المتناقضات والسلبيات وتجاوز كل ما يدفع الذات الى اهداف غير انسانية مباشرة او غير مباشرة ذاتية ام جماعية، فكل العمل من اجل تحقيق المزيد من الانسانية خلال الاساليب المعاصرة وبالاخص الفن وان يصل الفنان الكوردي الى نهج ابداعي جديد ومحدد يعكس القيم الاجتماعية الجديدة التي سيبنى عليها هذا المجتمع ويكسب اكمل تعبير في التغيرات التي ستحدث على الساحة الثقافية .

ان الفن هو تاريخ تحرر الانسان من بعض الاتجاهات الفكرية الضيقة ويعني هذا القول ان الفن في جوهره انتقال من دائرة القدر و المصير الى دائرة الوعي والحرية فيعني هذا ان للفن معان اخرى غير الجمال والمضمون فهو طريق اخر نحو الديمقراطية الفكرية في تحديد المفاهيم الهادفة على نطاق الانسانية ، وان البعض يرى على ان الفن توضيح والبعض الاخر يرى انه تجريد وان الوجهتين هي غير هادفة فهي عملية سايكلوجية تبحث عن مكامن الانسانية يدركه الانسان المشارك في الابداع او المبدع في تفسير مفاهيم اخرى غير ما يقصده الفنان فهو رمز من عاطفة قد تحظى بالاهمية الذاتية ويبقى رمزا للفكر الحر.

ان الفن تجربة شخصية حية اساسها (الواقعية المتطورة) في مجال الانسانية ومجال التطور الفكري يقوم على دفع الفنان في عملية خلقية حضارية تساعد بها الانسانية نحو امور كثيرة غير فنية كمصير المجتمع في معرفة عمق الحقيقة وادراك الروابط الحقيقية بين الاشياء والايمان بالحياة على انها الحرية والارادة الحية في بناء عالم حديث تكون هي الاعظم ما في الوجود الانساني، كما ان النشاط الفني هو حالة يفهم به الفنان الواعي والذي له القدرة في تقديم شكلا ذو دلالات فعلية في بناء الحضارة و التعبير عن مكنونات الحياة بلغة تربط بالخيال الشامل في احتواء المواضيع الاجتماعية والانسانية ويكون الوعي هو الوجه الواحد في معالجة الامور ويؤدي بذلك الى ادراك معين لغرض التعبير عن اي انفعال يجعل من الفن ان يمتلك روح الابداع والخروج من الاساليب التي تخطئ في التعبير ويقتل بذلك العملية الحسية ، في الواقع يجب ان يكون الفنان عنصر فعال في العمل الفني وهي ضرورة حتمية يهدف اليه عن وعي وادراك فعلي فالفن يعكس الحقيقة بصورة موضوعية فهو اساس بالنسبة للفن باعتباره شكلا من اشكال الوعي الانساني وهو اكتشاف لطريقة جديدة في التعامل مع الحياة الماساوية واندماج الشعور الانساني فيها ليصنع تجربة جديدة تقوم على اساس الفلسفة المثالية معتمدة التصورات الذاتية في وضع مثل جديدة لتجارب فكرية قيمة .

ان اقرب وسيلة لفهم معنى الفن ومضمون هو المشاعر الانسانية تجاه الشكل والتفاعلات الحية بين الاحاسيس الصادقة ومضمون الشئ او الشكل ومتفاعلا مع المحيط كجزء من عملية حية يجسد الحياة في الفن ويحرك مشاعر مشاهديه تحركا عميقا وان الانسان هو الذي يبث في محتوى الفن تفكيرا جديدا في الحياة يشكل بذلك موضوعا ، فالفن الصحيح عاملا مهما في الحياة الاجتماعية انه يصبح جزءا من تربية المجتمع فيكون الفن انذاك عمل وشعور وادراك حسي يبنى الفنان عليه هدفه وغاياته في العمل وبتعبير اخر ان العمل الفني هو ذات الانسان وذات الموضوع الذي يبحث عنه او يبنى عليه الانسانية وبوعي تام، ان الفن الحقيقي هو الذي يتحدث بلغة انسانية في المجتمعات ويخاطب فكر المشاهد ويحاول ان يعطي المجتمع وعيا جديدا يصفه البعض بالوعي الاجتماعي حتى يمكن العالم من ان يعرفوا القيمة التاريخية لحضارة الفن وما فعلت الاجيال السابقة في تطوير للطبيعة و التغيرات التي حصلت للمجتمع خلال القرون الماضية، ان التطور الفكري لدى الفنان الكوردي بدأ بمرحلة جديدة ولابد لوجود هذه المرحلة التي يتطور الوعي الذاتي نحو مفهوم الشكل والموضوع الذي يحرك داخل الوجود الفعلي في الطبيعة بذلك يتمكن الفنان الكوردي بتغير الظروف الخارجية التي تمثل الناحية المادية في فكر المجتمع ثم بنشر الوعي الذي يمثل الناحية الانسانية وعلى هذا فان الانسانية الواعية هو الذي يحدد العلاقة بين الفن و الحياة اولا وحل المتناقضات بين الاذواق والسلوك وطرق الحياة في التعامل مع الامور الاجتماعية في اطار الانسانية الموحدة بين طبقات المجتمع ثانيا .

الفن هو تصوير العالم الواقعي واضفاء الطابع الانساني عليه والكشف عن جمالية العالم الواقعي فالذي يرسمه الفنان الاصيل المعاصرهو الذي يهدف الى لحظات من التغير في العالم ككل، ان اي موضوع قبل ان يتغير كان له مميزاته الخاصة (واقعية ،جدلية) بعد التغير يضع عليها الفنان لمسات جديدة في عالمه الجديد ويصبح بمميزات غير ثابته وهذه الاستمرارية في العمل الفني هو سر وجود الفكر الانساني وسر وجود الحياة والطبيعة بشكل خاص،اذن لكل عصر مضمونه الخاص يتشبث بها مجموعة من الافكار لتصنع حياة جديدة و خلق عالم من الانسانية عن طريق الفن المعاصر ان الامور الواقعية والتاريخية الصحيحة هو الذي يصنع الحياة الشكل الصحيح لعالم الفن في كوردستان فعندما صنع بيكاسو الرؤية الانسانية الجديدة للاشياء فانه بذلك غير الواقع الطبيعي بقوانين جديدة وبرؤية جعل من المتذوق او المشاهد الدخول الى تركيبة جديدة للحياة الانسانية فكثير من قبله دخلوا الى هذا العالم وعلى رأسهم (سيزان) عندما حطم الشكل التقليدي في العمل الفني وبذلك احتفظ بسر وجود الاشياء الطبيعية ثم (فان كوخ) لقد حطم المنظور الا انه احتفظ بسر وجود الم الانسان،ان التجربة الناضجة هي التي تحدد القيمة الانسانية والاجتماعية والتاريخية وهو جزء مهم للعملية الابداعية في الفن يتم من خلالها طرح تكوينات جديدة في الفنون التعبيرية، ان لغة الفنان وخطوطه واشكال تنتج من خلالها حركة فكرية تحتوي على انفعالات الانسانية تنطق من طوره الذاتي مع الاشياء والاحداث والصرلعات لتكون تجربة جديدة تعبر عن العواطف وتخرج بصورة معينة وتنتج بذلك لغة فنية واضحة المعاني ولا لغة فنية واضحة بدون تجربة صادقة.

ان كوردستان اليوم تصاحبها الوجود التاريخي للانسانية في طبيعة حرة وضمن العمليات الكبرى في التغير الفكري للحياة الاجتماعية والبناء الثقافي و الفني للمجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البحث رائع
نادية حميد ( 2009 / 1 / 22 - 20:30 )
الفن الانساني كلمة رائعة سيروان اتفق معكم بها
الفن ليس له حدود قومية او دينية
اجمل نص كتبته الى الان

اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم