الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدارة والفن ... ثنائية القطيعة

كاظم غيلان

2009 / 1 / 23
الادب والفن


يسعى الفنان الحقيقي لتحقيق منجزه الابداعي وفقا لفهمه للفن كرسالة تقتضي بذل كل ما بوسعه لأجل ابداعه الذي لابد له وان يرتقي لأعلى مستويات النجاح ، وعلى اساس احترامه واخلاصه لرسالته هذه تتأسس علاقته مع المؤسسة بوصفها الطرف الآخر في المعادلة ، فهي التي تتبنى مشاريعه وتحقق له العديد من طموحاته التي طالما انتظرتها رفوف النسيان والاهمال والتي تعينه على انجاز مايمكن انجازه على المستوى العملي، لكن هذه الثنائية كثيرا ماتعرضت للتصدعات ان لم اقل القطيعة، وهنا تتناسل الاسئلة التي تصل احيانا لما يشبه الطلاسم التي تستدعي حلها، ولربما يتصدر السؤال الأول والمحير حقاً الا وهو : هل ان كل فنان ومهما بلغت قامته الابداعية مؤهل لادارة شؤون الفن على المستوى الوظيفي(الرسمي) ؟ وهل ان كل اداري مهما كان بارعا في فن الادارة يمتلك الكفاءة لادارة شؤون مؤسسة فنية؟ للأجابة على هكذا اسئلة علينا ان نصل لمستوى عال من المكاشفة والوضوح ، فلنفترض ان تشكيلياُ عملاقا كجواد سليم نمنحه مسؤولية مديرية عامة في حقل الفن فهل ياترى سيصل لمستوى مقنع من النجاح في مسؤوليته الادارية كما في ابداعه؟ لا اعتقد ان بالامكان المراهنة على هكذا نجاح أو لنفترض ان نمنح فؤاد سالم كرسي المدير العام لدائرة فنية فهل بامكانه ان يرتقي لدرجات النجاح التي حققها في حقل الغناء؟ الجواب سيكون قريباً أو مطابقاُ لسابقه. لقد مرت التجربة العراقية في هذا المجال بسلسلة عجيبة من الانكسارات والاخفاقات والخيبات المريرة، ولعل ما أسس له النظام الديكتاتوري من اساليب في تدمير هذه المعادلة ( الفن- الادارة) وقلب موازينها بطريقة غير اخلاقية حملت العديد مما رأيناه وعشناه وسمعناه، حتى وصل الأمر للحقل الاكاديمي ، فنحن نتذكر على سبيل المثال ان كلية الفنون الجميلة كانت في مقدمة الاكاديميات العراقية التي خضعت للتبعيث القسري نهاية سبعينيات القرن الماضي مع بداية انهيار تجربة الجبهة الوطنية، وراحت هذه الاكاديمية التي انجبت جيل جواد الاسدي وفيصل لعيبي وغيرهما تلد اجيالاً من ضباط اجهزة الامن والمخابرات وامتد الحال ليبلغ كلية الاعلام مذ كانت قسماً ، وراح هذا العصب الحساس واعني الاعلام يغرق بحملة المسدسات ومرتدي(الزيتوني) وجميعنا نعرف وبالاسماء قطعاناً من الطارئين على الاعلام كيف تسيدوا الواجهات الاعلامية المهمة، وهناك العديد من الوقائع التي تختزنها ذاكرتي وبامكاني سرد تفاصيلها لولا حرصي على الانفلات من ثيمة ملفنا هذالكنني وللأمانة التاريخية اذكر هنا كيف قام الزميل الاعلامي الشجاع نبيل جاسم في أثناء واجبه كمراقب في احد الامتحانات وكيف امسك بطالب يمارس الغش وكان هذا الـ (طالب) من طاقم حماية الرئيس المقبور صدام ما اوقع عميد الكلية في حرج لايحسد عليه. هنا يفرض سؤال آخر نفسه اذ كيف تدير مثل هكذا نماذج او مقاربة لشاكلتها مؤسسات فنية؟ واين نجد من يدير مؤسسة فنية وله القابلية الكاملة والمستوى العالي من الاداء الناجح الذي يحتوي أمزجة متباينة ومن ثم كيف نراهن على تحقق مستوى النجاح في طرفي هكذا معادلة، وللاجابة الأكثر وضوحاً وصراحة ان عاملين فقط يتحكمان في اجتياز الأزمة الا وهي الكفاءة والابداع، ولنؤسس لشعار جديد أو نرسي دعائم قاعدة جديدة مفادها (اعطني مديراً كفوءاً اعطيك ابداعاً عاليا) واعني هنا بوضوح اعطني مديرا متخلصاً من روح الطائفة والخندق والحزب ولايمتلك سوى النزاهة في طبيعة اداء مهامه الادارية مثلما تعطيني مبدعاً غير منشغل بالارتزاق والاستجداء والمكرمات والهبات والولاء الاعمى لمن يدير مؤسسته، وهنا ستتحقق النجاحات كلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو