الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام على شن الحرب على جماهير العراق عام من السيناريو الاسود!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2004 / 3 / 19
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري


في هذه الايام، يمر عام على اندلاع الحرب الدموية والبربرية التي شنتها امريكا على جماهير العراق. لقد كان عاماً عصيباً بالفعل لجماهير العراق. لم تكن هذه الحرب من اجل استئصال الارهاب، بل لفرض نظامها العالمي الجديد الذي هو مصدر اساسي للارهاب الذي يعم العالم اليوم. انها من عممته واشاعته كاسلوب للصراعات ونيل المكاسب والامتيازات السياسية. لقد اكدنا على حقيقة ان حرب امريكا لاتهدف الى تحرير الجماهير وانهاء الديكتاتورية وبشرى الحرية في العراق، ان امريكا ليست قادمة من اجل اسقاط صدام واطاحة نظامه المتهاوي ليحل الخير والرفاه والامن. لقد حذرنا من ذلك وقلنا ان هذا الكذب بعينه، كذب هدفه اعطاء الشرعية للحرب والعسكرتاريا. تبين اليوم للجميع ان حرب امريكا ليس لها ادنى صلة باسلحة الدمار الشامل وغيرها. انها ازالت ديكتاتورية صدام لتحل مجموعة ديكتاتورية اخرى على رقاب الجماهير. ان سخف وبطلان مجمل هذه الادعاءات يتبدى اليوم اكثر من اي وقت مضى.

للاسف، لقد تحقق كل ما حذرنا منه وتنبئنا به وما سعينا لدرء المجتمع عنه. فحَلً محل الوعود الكاذبة باحلال الامن والاستقرار والرفاه في عراق ما بعد الحرب، سيناريو اسود وقاتم يلقي بظلاله، وبابشع الاشكال، على كل مناحي حياة ومعيشة جماهير العراق المنهكة جراء اكثر من ثلاث عقود من الاستبداد والشوفينية البعثية والحروب والحصار. سيناريو اسود عماده تحول العراق الى ميدان للمنازلة الارهابية بين قطبي الارهاب العالميين: امريكا وحلفائها من جهة و الاسلام السياسي المتحالف مع بقايا البعث البائد من جهة اخرى.

طالت اعمال التفجير وقتل الابرياء على يد الاسلاميين كل مكان من العراق. اصبح قتل الاطفال والابرياء من قبل القوات الامريكية امراً يومياً. لم تؤدي حرب امريكا سوى الى انعدام الامن، شيوع الفوضى وغياب القانون ودمار كل مرتكزات الحياة المدنية. لقد دفعت هذه الحرب البربرية المجتمع نحو نفق مظلم. شهدنا بدايته و لا يعرف أحد نهايته. بخلاف ادعاءاتها الكاذبة والمرائية حول التحرر، اطلقت امريكا العنان لسيادة وهيمنة رجعية منفلتة العقال، سلمت جماهير العراق المنهكة فريسة للتيارات والمليشيات القومية والاسلامية والعشائرية التي اشاعت، عبر العنف والقسر الدموي، كل القيم والتقاليد القروسطية المتهرئة والهجمة على ابسط الحريات والحقوق السياسية والمدنية ، اطلقت ايديها للاستفراد بالمجتمع لتعيده غابة حقيقية بكل معنى الكلمة. لقد تركت الحبل على غاربه لعصابات الاسلام السياسي بتصفية معارضيهم السياسيين جسدياً، ومصادرة حق النشاط السياسي، الاعتداء على ابسط حقوق النساء في الملبس وحرية الخيار واصدار القوانين الرجعية المناهضة للمراة وقتل النساء، واصدار فتاوي التحريم والتكفير وقتل بائعات الجسد ومحاربة حرية الفكر والعقيدة، تشديد الاحاسيس الطائفية والاعتداءات اليومية والمتكررة على معتنقي الاديان الاخرى ومعارضتهم العمياء لابسط سمات الحرية والمدنية والتحضر. كما فرضت بديلاً سياسياً رجعياً بالياً على جماهير العراق بتنصيبها، بالضد من ارادة الجماهير، لمجموعة سيئة الصيت، مجلس الحكم، من هذه القوى بوصفها اساس الحكم في المجتمع.

لقد كانت عراب اضفاء الشرعية على قانون ادارة الدولة المؤقت بكل فقراته المناهضة لجماهير العراق، قانون تقسيم المجتمع استناداً للقومية والدين والطائفة، استعباد المراة، فرض الاسلام كدين الدولة على مجتمع علماني والفيدرالية القومية والطائفية.

ان الحزب الشيوعي العمالي، ومثلما وقف سابقا ضد الحرب، يقف اليوم بحزم وصلابة من اجل انهاء اوضاع السيناريو الاسود الذي يعصف بالجماهير. ان انهائه الفوري لهو ضرورة حياتية من اجل انقاذ المجتمع من المصائب والويلات التي لاحصر لها. يجب وضع حد لاعمال القتل والتفجير وغياب الامن والقانون وحكم المليشيات والعصابات الاسلامية المسلحة واستهتارها وتطاولها اليومي على حقوق وحياة الجماهير. لا يمكن ان يرفل المجتمع بالامن دون خروج القوات الامريكية من العراق. ان الاوضاع التي خلقتها حرب امريكا لهي مصدر انعدام الامن. ان مجلسهم، مجلس الحكم، بمجمل قوانينه وقراراته، لفاقد الشرعية من الأساس. لقد اثبتت الاشهر المنصرمة ان هذه القوى الرجعية ومجلس حكمها هي جزء من السيناريو الاسود. ولهذا، يجب ان يزال مع زواله. يجب ان تتشكل حكومة من الممثلين الحقيقيين والواقعيين للجماهير، حكومة تضع نصب عينيها تحقيق تلك المطاليب والحقوق التي ناضلت الجماهير وطيلة عقود من اجل تحقيقها، حكومة علمانية غير قومية وغير دينية تقر دستور وقانون علمانيين ينظر للمواطنين بروح المساواة التامة بغض النظر عن قوميتهم ودينهم وجنسهم. ان الشرط المسبق لارساء الحدالادنى من حياة كريمة للانسان تتمثل بارساء هذه الحكومة.

يناضل الحزب الشيوعي العمالي العراقي من اجل تنظيم حركة اجتماعية تحررية واسعة وحضورها الميدان والتفافها حول سياسة راديكالية وتحررية على صعيد العراق وممارسة ارادتها المليونية وفرض حقوقها ومطاليبها الاساسية على مجمل القوى الظلامية التي تدفع بالجماهير نحو مستقبل كالح ومظلم. كما يناشد القوى المتمدنة على الصعيد العالمي، وعلى راسها تلك الصفوف المليونية التي هبت للدفاع عن جماهير العراق قبل الحرب وبعدها، بدعم حركة جماهير العراق صوب الخلاص من هذه الاوضاع. ان دعم وتضامن القوى التحررية والانسانية والراديكالية العالمية يتمتع باهمية كبيرة وحاسمة من اجل انهاء هذه الاوضاع الماساوية. ان تضامنهم مع جماهير العراق يتمثل بتضامنهم ودعمهم لهذه الحركة التحررية بالذات. لقد كنا القوة الوحيدة التي توقعناعمق عواقب هذا السيناريو الكالح، وها هنا نحن الان القوة الوحيدة في العراق التي تطرح سبيل خلاص المجتمع. على مجمل القوى التحررية والانسانية في العراق الالتفاف حول هذا الطرح. يناضل الحزب الشيوعي العمالي من اجل انقاذ المجتمع من هذا الكابوس المؤرق. فادعموه، شدوا من ازره، انضموا اليه وقووا صفوفه!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
17 اذار 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة