الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهداف حرب إسرائيل على غزة بين الإعلام والحقيقة

جاكلين صالح أبو طعيمة
(Jaklin Saleh Abutaima)

2009 / 1 / 23
الارهاب, الحرب والسلام



دوماً كنت أتساءل هل ينقلب السحر على الساحر، والإجابات تتفاوت بين الرفض والتأييد، في هذه المرة تتعثر الإجابات، ويزداد التلعثم على الشفاه، بل يجب أن يتغير السؤال، وليكن ما هي الحقيقة وما هو السراب؟ لتصعب الإجابات أكثر، لكنها اليوم بل الآن واضحة رؤى العين، وأوضحتها نزقة سافرة، صقلت الإجابة في ثوب الظهور، ونحتت الحقيقة، ولن يزداد الغموض عنكم كثيراً، هي إسرائيل وثلاثيتها الشهيرة (أولمرت، باراك وليفني الأخيرة)، وأضيف للعبة بل للإجابة رابع ذلك أفيخاي أدرعي، وتَمْثُل أمامي الآن صورة لثلاثتهم يتوسطهم أولمرت صاحب قضايا الفساد، ليقول بكل وقاحة وتجهم " أننا لا نحارب الشعب الفلسطيني "، ويؤيده الثنائي ليفني وباراك بهز رأسيهما ولبسهما ثوب الحداد الأسود، أما رابعهم أدرعي الذي كان بوقاً للأكاذيب والتلفيق يُعلن أهدافهم في الحرب على غزة، وهي واضحة القضاء على حماس، وإيقاف الصواريخ على البلدات الإسرائيلية، ومنع تهريب السلاح، وكم زادت لقاءاته ومحادثاته فكان النجم الألمع ...

والأهم هنا هو أهداف إسرائيل في حرب الفسفور على حصار القطاع، كان الأربعة يتناوبون الأدوار في اللقاءات الصحفية وكل منهم يعلن براءة الذئب من دماء المدنيين بل إنهم لم يشنوا الحرب على غزة، لكن الموقع هو غزة وهم في محكٍ كيف سيحاربون، لكم نلتمس لهم عذراً، حتى أن عيوننا ما فتئت تبكي قسوة الحال بهم، هكذا نثرت إسرائيل موقفها وأذاعت بالأرض أن أمنها مهدد وهي هنا تخلق الأمان لمدنيي إسرائيل، وليس الغريب أن يصدق الآلاف بل الملايين قولتها وليسوا من الغرب فحسب بل من العُربِ أيضا..

واتضحت الصورة وجلت معالمها، بداية الحرب قتل عشرات الأطفال العائدين من المدارس يمرون بجوار مقرات حماس، هل هو ذنب إسرائيل؟ قتل نساء في البيوت وبأحضانهن أطفال ليس ذنب إسرائيل الأمومة، قصف جوي لمساجد يرفع فيها اسم الله وتؤدى الصلاة ليس ذنب إسرائيل العبادة، وتدمير مدارس تحوي آلاف المتعثرين اللاجئين من البلدات التي تحتل إسرائيل سماءها، وهل هو ذنبٌ جديدٌ لإسرائيل، كل هذا لم يكن ضمن الأهداف العسكرية لإسرائيل كما بينت هي لوسائل الإعلام، فموقع الطفل العائد من المدرسة ومدرسته وأمه في البيت والمسجد في نهاية الزقاق كلها مواقع خاطئة برقة التعبير، هنا تندثر الصورة التي اتضحت وتحل مكانها صورة لزلزال ضرب الأزقة والشوارع والحوانيت والبيوت والمدارس والمساجد والجامعات ولو فتحنا لحرف العطف مجال لن ينتهي بنا المقام.
إذاً تغير الهدف.. المسجد والمدرسة والجامعة والشارع الطويل الضيق ذو الأسفلت المهترئ كحجج اسرائيل، وكذلك البيوت وساكنيها هم الهدف، المجموعة هذه هي هدف إسرائيل وليسوا حماس، وبأكثر تحديد ودقة بقايا البنى التحتية في قطاع غزة، مولدات الكهرباء وخطوط المياه، وشبكات الاتصال، والطرق والصرف الصحي، وكل ما يطلق عليه قطاع خدمي في القطاع، ولم تعلن إسرائيل هذا الهدف بل جعلته هدفاً استراتيجياً تظن أنه سرياً، وكذلك لم تعلن بأنها تستهدف المرأة الفلسطينية لتقلل معدل الإنجاب لتسترح قليلاً من أعداد اللاجئين التي تتكاثر بلا هوادة، الأعداد التي تضع لها آلاف الحسابات، فمن كل امرأة يأتي خمسة إلى سبعة في المتوسط العام، وقَتْل أكثر من مائة امرأة يعني قتل 1000 فلسطيني اسرائيل ليسوا بحاجة لفتح جبهة جديدة لمحاربتهم، وهدف آخر كان طي الكتمان لم يعرفه إلا أبناء القضية هي حرب إسرائيل على الحجارة، فلطالما أوجعتها الحجارة وأقامت عليها انتفاضة دكت جنباتها وكبدتها الويلات، فكانت هذه الحرب انتقاماً من كل ما اسمه حجر فانهالت بحقد وعنجهية بصواريخ مختلفة الأشكال والأنواع وطائرات متعددة الأسماء، وبوارج حربية بحرية، ودبابات ومدافع لتقتل الحجر في غزة ولتثأر لوجودها، وكلها ظناً بأنها انتصرت، ولم تعرف أن الحجر في غزة لا ينحني ولا ينكسر ولا يتفتت، وهدف بين الأسرار انتخاباتها القريبة القادمة على عجلات فشل ليفني في تشكيل حكومة كان المقرر أن تشكلها في فبراير الماضي وأعلنت فشلها في أكتوبر لتشبكها مع انتخابات عامة لإسرائيل، لتكون غزة وقود هذه الحملة الانتخابية لحزب كاديما ولتفوز ليفني برئاسة الوزراء بعدما أثلجت صدور الإسرائيليين والصهيونية بزجاجات دم الأبرياء في غزة..

هنا اجتمعت الأهداف على الحجر والشجر والمرأة والمدارس والمساجد والبيوت ولن ننسى المشافي والأطباء ومخازن الغذاء والدواء، وكانت الأهداف بين الحقيقة والإعلام.. الحقيقة متسترة خلف ستار الهدف الإعلامي الذي تروج له إسرائيل بحذق ودهاء، ويضيع خلفه آلاف الفلسطينيون الأبرياء، ولم تكتفِ بذلك بل شنت حملة الكترونية ضخمة عبر خطوط شبكة الانترنت لِتَظْهَر للعالم بمظهر المحزون المجني عليه المُهَدَّد أمنه، واعتذرت عن قصف المدارس ومقرات الوكالة بألم وقالت أنه خطأ وما أكثر الذين سيغفرون لها الخطأ... والإجابة على السؤال لم يكن هناك إلا ساحر أما السحر فمزقته الصواريخ في غزة في جوف المسحور...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا