الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيا الله أوباما

حسين علي الحمداني

2009 / 1 / 23
كتابات ساخرة


أوباما تسلم مقاليد حكم أمريكا والعالم وهو الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة الأمريكية ومن أصول أفريقية ولنحاول في موضوعنا المتواضع هذا أن نحلل ما كتبناه في السطر الأول ونقارن ذلك بما يعيشه عالمنا العربي , (( أوباما تسلم )) جملة أسمية تتحول إلى فعلية ونقول (( تسلم أوباما)) ماذا تسلم وكيف ؟؟ الجواب تسلم مقاليد الإدارة في أمريكا وكيف حصل هذا؟؟ عبر صناديق الاقتراع . هذا يعني أن أمريكا دولة ديمقراطية لأن السيد أوباما هو الرئيس رقم 44 لها ونظام الحكم في أمريكا ليس متوارث من الأب الى الابن كما هو حاصل في دولنا العربية التي تمارس الديمقراطية على الورق فقط. و أوباما لن يبدأ من الصفر كما بدأ حكامنا العرب الذين تسلموا مقاليد السلطة بالبيان رقم (1) الذي يعني في عالمنا العربي احتلال الإذاعة بالدبابات أما البيان رقم (2) فهو ينص على إعدام الحاكم السابق مع كافة معاونيه ومساعديه وما على الشعب الا كتابة اليافطات ومبايعة الحاكم الجديد الذي بقدرة قادر يدعي أن سلالته تعود الى الرسول الكريم محمد (ص) , وفي اليوم التالي تنشر الصحف صورته ونبذة عن حياته ومسيرته النضالية ورحلته مع الحياة وعلى تلاميذ المدارس حفظ ذلك لأنه قد يكون أحد أسئلة امتحانات البكلوريا الوزارية. أوباما الرئيس الجديد لأمريكا لن يدعي أكثر من أنه من أصول أفريقية وإعطانا نحن العرب دروس كثيرة أولها انه أبقى على الجمهوري روبرت غيس على رأس البنتاغون ليؤكد لنا أن لا فرق بين جمهوري وديمقراطي طالما ان مصلحة أمريكا تقتضي ذلك! وأعطانا نحن العرب درسا آخر في حفل التنصيب عندما شكر سلفه بوش على ما قدمه لأمريكا وللشعب الأمريكي وهذا ما لم يحصل في عالمنا العربي حتى ساعة كتابة هذا الموضوع, ومن دروس حفل التنصيب رأينا عدد لا بأس به من رؤساء أمريكا حضروا مراسيم التنصيب , وفي عالمنا العربي من النادر أن تجد ((مختار محله أو شيخ حارة) سابق !!! أنا واثق جدا أن مجموعة كبيرة من الحكام العرب ((حفظهم الله)) شاهدوا حفل التنصيب ولكن من زاوية أخرى فهم انتقدوا أوباما لأنه لا يوجد وراءه حراس خاصين يرهبون عدو الله وعدوهم وانتقدوا أوباما لأن رقص الديسكو أمام المليارات من البشر الذين تسمروا اما القنوات الفضائية لمشاهدة يوم يحدث كل أربعة أعوام في أمريكا ولا يحدث عندنا الا بالكاد وكأن حفل التنصيب في بلادنا كمذنب هالي لا يظهر الا كل 76 سنة هذا اذا مات الحاكم العربي.
كم مظلوم الشعب العربي من ممارسة حقه الديمقراطي بتبديل حكامه رغم ان بعض دولنا تنظم استفتاء للتصويت بنعم او لا للرئيس وفي الدول العربية هذه الاستفتاءات تنظمها ((المخابرات العامة واجهزة الحزب الحاكم )) لا المفوضيات أو مؤسسات المجتمع المدني فان انظمتنا العربية لا زالت تعلق يافطة كبيرة في برلمانها (( وأمرهم شورى بينهم )) وبجانبها عبارة أكبر (( اذا قال فلان قال البلد كله)) وبهذا تصبح الشورى دون معنى!!
أنا واثق جدا ان أي مواطن عربي حين يذهب للتصويت بنعم أو لا للزعيم فانه لا يتردد بكتابة نعم خشية اشياء عديدة في مقدمتها أن تكون ((ورقة الاستفتاء)) مجندة من قبل المخابرات وغير ذلك من الشكوك التي موجودة في المواطن العربي والمزروعة في داخله منذ ان صرخ صرخته الاولى في احدى مستشفيات التأمين الصحي وفي العالم العربي لا يردد الطفل كلمة بابا وماما كما هو معتاد بل يردد((شعار الحزب وأهدافه)) ربما يقول البعض لماذا؟؟ لأن الطفل العربي حين يولد لا يكبرون في آذانه بالتكبيرات المعروفة بل يرددون في آذانه(( عاش القائد )) اذا كانت جمهورية (( الملك المفدى)) اذا كانت مملكة.
ابتعدنا كثيرا عن أوباما الرئيس الأمريكي القادم والذي تفائل الكثير من العرب من انه يختلف عن بوش الذي اطاح يطالبان وصدام وهدد سوريا الأسد وهز مضاجع الحلم النووي الايراني والى آخر مغامراته ولم تجني الشعوب منه سوى الدمار والموت , أما أوباما وفق تفائل العرب فهو الذي سيعيد للعرب الأندلس ويحقق حلم الشعب العربي باقامة الوحدة العربية المنشودة وأوباما مع كل هذا وذاك هو رئيس أمريكا وتهمه مصلحة أمريكا أولا وأخيرا.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إما الهرولة الي الأمام وإما الانقراض
Yasin Idris ( 2009 / 1 / 23 - 15:33 )
لذلك قررت شعوب العالم الحر فرض الديمقراطية علي العالم العربي بالدبات وراجمات الصواريخ والطائرات المحملة بالدساتير الديمقراطية منذ عهد أبرهام لونكولن الي عهد بوش وأنتم لازلتم تتمترسون وراء التعاويز والتصوف
وعلي الشعوب العربية ان تحرر من الارتباط بالماضي وتتجه نحو المستقبل بشجاعة وعجلة التأريخ سوف لن تعود الي الووراء أو تنتظر صحوة العرب إما الهرولة الي الأمام وإما الانقراض
ياسين إدريس

اخر الافلام

.. بدء امتحان اللغة الأجنبية الأولى للثانوية العامة..التعليم: و


.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا




.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت


.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك




.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا