الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش - أوباما : اللحظة الحضارية

محمد كليبي

2009 / 1 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


بعيدا عن الاجواء الاحتفالية , الاولى من نوعها , التي عمت الولايات المتحدة الاميركية والعالم , بتنصيب الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما , والتي تعبر في مجملها عن آمال وطموحات الاميركيين والمجتمع الدولي في الادارة الاميركية الجديدة , نظرا لما شهده العالم خلال حكم الرئيس السابق جورج دبليو بوش من حروب وتوترات اقليمية و " دولية " , اضطر الى خوضها لمحاربة الارهاب الاسلامي الذي تسبب فيها كنتيجة لجريمة 11 سبتمبر 2001 الكارثية .
بعيدا عن كل ذلك فان اللحظة الحضارية , اللحظة التاريخية , تتمثل في الديمقراطية الاميركية الفريدة من نوعها على مستوى العالم , والتي أضحت مطمح ومامل كل المجتمعات الساعية والجاهدة نحو الحياة الديمقراطية , واضحت " مثلا ومثالا " للشعوب المتطلعة الى الحرية .
ان اللحظة الحضارية الاميركية تتمثل في تلك اللحظة التي تم فيها الانتقال السلمي والسلس والمباشر من الرئيس بوش الى الرئيس أوباما , حيث شاهدنا لحظة التسليم والاستلام بين الرجلين في اجواء ديمقراطية رائعة , رغم ان الرجلين من حزبين مختلفين ومتنافسين , ورغم التباين الواضح بين الرجلين في جميع المجالات تقريبا , ورغم أن الرئيس بوش كان مؤيدا قويا للمرشح الجمهوري المنافس للرئيس اوباما , رغم كل ذلك فهي اللحظة الحضارية التي تجب ما قبلها .
ان اللحظة الحضارية الاميركية تتمثل في تولي أول رئيس أسود لمقاليد الحكم في الولايات المتحدة .
ولعل ما يميز الديمقراطية الاميركية ( حتى عن الديمقراطيات الغربية ) , والتي لن يصل اليها العالم العربي حتى في الاحلام , هو :
أ ) الفصل التام بين السلطات الثلاث . فلا يحق لاي سلطة حل سلطة اخرى او التدخل في اختصاصاتها .
ب ) تحديد فترة الرئيس بولايتين اثنتين متتاليتين مدة كل منهما أربع سنوات .
فمن هما الرجلان اللذان خرج احدهما من البيت الأبيض , وحل الآخر محله ؟

باراك أوباما :
أول رئيس اميركي أسود , من اصول افريقية ومسلمة .
وصل الى هذا الموقع بفضل - بالاضافة الى مؤهلاته الشخصية الاكيدة -
أ ) الاستياء العام من الرئيس السابق جورج دبليو بوش وحزبه الجمهوري .
ب ) الازمة الاقتصادية العالمية التي حلت اثناء الحملة الانتخابية .
ج ) شعار " التغيير " الذي رفعه في حملته الانتخابية , والذي دغدغ مشاعر الاميركيين عموما والشباب على وجه الخصوص .
ولا نعرف تغيير ماذا ؟ وما هو الشيء الذي سيتغير ؟ وما هو الشيء الذي بحاجة الى تغيير ؟
وهل يتضمن التغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة , أم ان التغيير سيقتصر على الشؤن الداخلية الاميركية ؟
وهل مجرد تبني أوباما لاسلوب الحوار مع الانظمة السياسية المشبوهة , كايران وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا , يمكن ان نطلق عليه تغييرا ؟
عموما , اعتقد بان السياسة الخارجية الاميركية تقوم على مبدأ تحقيق المصالح الاستراتيجية العليا للأمة الاميركية , بغض النظر عن الشخصية التي تسكن البيت الابيض . وعلي فلا اتوقع من الرئيس اوباما - على خلاف الرأي العام العربي - أكثر من استكمال ما بدأه سلفه الرئيس بوش , خاصة فيما يتعلق بمحاربة الارهاب الاسلاموي , وعملية السلام في الشرق الاوسط . كما انني اعتقد بان الرئيس اوباما قد وعد الاميركيين والعالم بوعود جوفاء , أثناء حملته الانتخابية , من قبيل الانسحاب الفوري من العراق , واغلاق معتقل جوانتنامو .

جورج دبليو بوش :
يعتبر الرئيس الاميركي السابق جورج دبليو بوش أكثر رئيس اميركي تعرض للتجني والظلم الشعبي , على المستويين الاميركي والدولي . وذلك نتيجة لخوضه حروبا في كل من أفغانستان والعراق . وهي الحروب التي اضطر - كما أسلفنا - الى خوضها .
وانا لاأزال في حيرة من أمري , كيف غاب ويغيب عن الراي العام الاميركي والدولي عموما - باستثناء العربي والمسلم - ان السبب الاول والاخير لنشوب تلك الحروب هم العرب والمسلمون حصرا . أولئك الذين اعتدوا على الولايات المتحدة في عملية اجرامية , في 11 سبتمبر 2001 . فما كان من الرئيس بوش الا الرد على تلك الهجمات الارهابية , وتجفيف منابع الارهاب . انه الارهاب العربي الاسلامي .
عموما , أعتقد ان من المفاخر المنجزة للرئيس بوش , على مستوى الشرق الاوسط , هما :
أ ) اسقاط النظام الدكتاتوري في أرض العراق , وتحرير الشعب العراقي من ظلم واستبداد وقهر ذلك النظام , نظام البعث الصدامي البغيض .
ب ) اعلانه وتاكيده وتثبيته واعترافه بالدولة الفلسطينية المرتقبة , انطلاقا من مبدأ الدولتين , اسرائيل وفلسطين . أي انه الرئيس الاميركي الذي حول حلم الدولة الفلسطينية الى واقع دولي معترف به , ما على الشرعية الدولية الا استكماله .

ختاما , يخالجني شعور قوي , يصل الى درجة التنبوء , بان الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما سوف يتعرض للاغتيال , أو على الاقل لمحاولات اغتيال . وقد زاد هذا الشعور في اليوم الاول للرئيس اوباما , عندما بدأه بانتهاج " سياسة بطولية " , على غرار سياسة هوغو شافيز ! , حيث اعلن عن تجميد مرتبات الطبقة السياسية الاميركية بحجة مشاركتها في الازمة المالية . واعلانه عن سياسة " الحد " من نفوذ اللوبيات في واشنطن .

نتمنى للرئيس اوباما السلامة والنجاح , وللشعب الاميركي الامن والاستقرار والريادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - gamil
mahmuud ( 2009 / 1 / 22 - 22:57 )
مقال منطقي معقول ،ومنصف في ذات الوقت
شكرا لك يا محمد الكليبي


2 - تسطيح
مواطن عربي ( 2009 / 1 / 23 - 15:55 )
كعادتك تسطح الأمور وتأخذها بأبسط الظاهر. أوباما قد يكون إنسان جيد ولكنه الآن رئيس أكبر قوة في العالم وإمكانية أن يغير تغييراً جذرياً مستحيلة، وممكن أن يغير بعض الشيء. ألنظام الغربي الديمقراطي سيء، إلا أنه أفضل نظام سيء، يعني طرقنا العربية والإسلامية ليست فقط أسوأ وإنما من المعيب المقارنة أصلاً. لكن النظام الغربي مؤسس على المال والربح لا على الإنسانية الحقيقية ورغم ذلك يا ليتنا نصل لربع ما وصلوا إليه. إلا أن رؤية المثقف يجب أن تكون أشمل وأوضح

اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح