الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام الانتخابات ....أيام التلصيق ... والتمزيق

يحيى الشيخ زامل

2009 / 1 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تمر علينا هذه الأيام مرحلة إعلان المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات والبرلمان العراقي ، ويصاحب هذه الحملة معركة حامية من لصق وتعليق صور و" بوسترات وفلكسات " المرشحين على طول البلاد وعرضها في الشوارع والأزقة وعلى واجهة البنايات حتى لم تترك شبراً واحدا من فراغ إلا وملأته بالملصق الإعلاني في حملة كبيرة ومتصاعدة تعصف بالشارع العراقي وكأنه كرنفالاً او عيدا ...... ولكنه كل أربع سنين .
ويصاحب هذه الحملة من التلصيق ..... حملة تكاد تكون ملاصقة لها او متوازية معها في اتجاه طردي ، من تمزيق هذه الملصقات والإعلانات للمرشحين وللكتل السياسية المرشحة .
ويشاهد كل مراقب هذا التمزيق والعبث بملصقات المرشحين .... ونقرأ في التقارير مطالبة عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية بتقديم الحماية الكافية للمرشحين ....وخاصة للمرشحات أيضاً في الانتخابات المحلية المقبلة، خاصة بعد تعرض بعضهن إلى التهديد لمشاركتهن في العملية السياسية ، حيث أدت تلك التهديدات إلى امتناع الكثير من المرشحات عن خوض الحملات الدعائية والإعلامية ، كما أن حرب تمزيق الملصقات الدعائية للكتل والأحزاب السياسية والمستقلة في بغداد كانت بدأت مع أولى خطوات ترويج الحملات الانتخابية في الثامن من كانون الأول الماضي وبخاصة ما يتعلق بتمزيق صور المرشحات، في وقت حذرت فيه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من مغبة الطعن بالمرشحين والالتزام بقوانين الدعاية الانتخابية.
ولعله لم يفت علماء الاجتماع أو الأنثروبولجيين وخاصة من أتباع المنهج المقارن ، ملاحظة هذه الظاهرة ـ ظاهرة تعليق الملصق الإعلاني للمرشح ثم تمزيقه من يد مجهولة تعمل في الخفاء ـ ومقارنتها مع بلد مجاور قريب أو مجانب بعيد ، ودراستها بعمق لمعرفة أسبابها .....وكيفية معالجتها خاصة وأنها لابد وأن حدثت في بعض البلدان الأخرى .
وحداثة هذه الظاهرة في البلاد حداثة الانتخابات نفسها وسعتها بعد أن شهدت البلاد حرية الترشيح والانتخاب بعد الأحداث الأخيرة في البلاد ، كما يشير الكثير من المراقبين أن انتشار تمزيق الملصقات الانتخابية ليست في بغداد فحسب بل شهدت أكثر محافظات القطر هذه الظاهرة غير الحضارية ، وهي موجودة ومتفشية مما يدل على قلة الوعي لدى البعض، والغريب لم تسلم جميع الملصقات من التمزيق سواء كانت ... دينية أم علمانية ... راديكالية أو ليبرالية .
وبرغم أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد توعدت بفرض عقوبات بالسجن ودفع غرامات مالية ضد المخالفين لضوابط الدعاية الانتخابية من الكتل السياسية..... إلى أنها لم تمنع من تزايد هذه الظاهرة المنتشرة في اغلب المحافظات وخاصة الجنوبية منها .
وعلى رأي أحدهم : أن هناك من يرى أن الشارع العراقي عموما قد يكون غير راض على الانتخابات القادمة ولا يتفاعل معها؛ لأنه لم يجن من الانتخابات السابقة شيئا يعود عليه بالفائدة المباشرة رغم الشعارات الرنانة التي رفعتها الشخصيات والائتلافات السياسية التي تربعت على مقاعد الجمعية الوطنية، وأن أعضاء الجمعية الوطنية كانوا أكثر عناية بمصالحهم الشخصية والفئوية من مصالح الجماهير التي قدمتهم للجمعيةـ حسب زعمهم ـ وهذا التصور لدى الجماهير هو الذي دفع شريحة واسعة منهم بان يقوموا بتمزيق المنشورات الدعائية للحملة الانتخابية، خاصة أن بعض المرشحين لا يحظى بالتأييد عند أكثر الناخبين، وأن أسماء بعض المرشحين قد تستفز الناخبين وتثير غضبهم .
ويعرف كلنا أن هذا النوع من التصرف هو تصرف خاطئ سواء كان صادرا من الناخب أو أعضاء الأحزاب، لأنه ببساطة لا يتفق مع قواعد اللعبة الديمقراطية، فإذا كان بعض الناس لا يقبلون زيدا أو عمرا مرشحا لمجلس النواب فأمامهم صناديق الاقتراع وليصوتوا لغيره، من دون اللجوء إلى هذه التصرفات غير المقبولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا