الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحة أم كارثة أم ماذا ؟

طارق الحارس

2009 / 1 / 24
عالم الرياضة


أشعر بحيرة كبيرة . حيرتي تتمثل في أنني لم أصل الى الوصف المناسب لما حصل لمنتخبنا في بطولة خليجي 19 . لقد وضعت أمامي كلمات عدة : كارثة ، انتكاسة ، فضيحة ، لكنني لم أجد فيها ما يتناسب فعلا مع الذي حصل !!.
ليست الحيرة تكمن في أن منتخبنا خرج من الدور الأول في هذه البطولة فقد ( تدبغنا ) على ذلك ، أعني نحن الجمهور الرياضي فلقد خرج منتخبنا من الدور الأول في البطولتين الأخيرتين ( خليجي 17 و 18 ) ، فضلا عن خروجه من تصفيات كأس العالم الأخيرة .
وليست الحيرة تكمن في أن منتخبنا تعرض الى الخسارة فقد ( تدبغنا ) نحن الجمهور الرياضي على خسارة منتخبنا في العامين الأخيرين ، فضلا عن أننا نفهم أن الخسارة تعد واحدة من معادلات كرة القدم الثلاثة ( فوز وخسارة وتعادل ) .
الحيرة تكمن في أننا لم نستوعب أن نرى منتخبنا الوطني صاحب التاريخ الكبير في بطولات الخليج يخسر بالثلاثة وبالأربعة أمام منتخبات كانت تحلم أن تسجل هدفا واحدا في مرمانا .
الحيرة تكمن في أننا لم نستوعب أن نرى منتخبنا الوطني ( بطل آسيا ) يترنح بالضربة القاضية ولمرات عدة خلال التسعين دقيقة ، زمن المباراة الأولى ، ويعيد الترنح في المباراة الثانية وبنجاح منقطع النظير !!.
حيرتنا تكمن في أننا لم نستوعب أن نرى لاعبي منتخبنا الوطني ، جميعهم ، في مستوى فني بائس وهزيل فقد تعودنا أن نرى نجوما كبارا حتى في المباريات التي نخسرها .
نعم ، كنا نعاني من وجود لاعب واحد بمستوى فني بائس أو اثنين في تشكيلات المنتخب الوطني ، لكننا تعودنا أن نرى فلاح حسن وكاظم وعل وعلي كاظم وحسين سعيد وأحمد راضي وغيرهم يصولون ويجولون في خط الهجوم ، وهادي أحمد وعلاء أحمد وعادل خضير وناطق هاشم وباسل كوركيس وحبيب جعفر وسعد قيس وليث حسين وغيرهم يصولون ويجولون في خط الوسط ، وعبد كاظم ومجبل فرطوس وحسن فرحان وناظم شاكر وعدنان درجال وراضي شنيشل وغيرهم يصولون ويجولون في خط الدفاع .
حيرتنا تكمن في أننا لم نستوعب أن نرى تصرفات لا أخلاقية من لاعبي منتخبنا الوطني داخل الملعب وخارجه فكثرة البطاقات الملونة ، لاسيما الحمر منها لم تكن صفة من صفات لاعبي منتخباتنا الوطنية وصفة الاعتداء على لاعبي الخصم بعد المباراة وعلى صحفيين ومصوريين ليست من صفات لاعبي منتخباتنا الوطنية ، لكن يبدو أن بعض أصحاب الدولارات تجاوزوا كل قيم الأخلاق .
حيرتنا تكمن في أننا لم نر لاعبي منتخباتنا الوطنية بهذه الروح الانهزامية فقد تعودنا أن نراهم ينتصرون بروحهم القتالية وغيرتهم العراقية التي أصبحت من أهم أسلحة المنتخبات العراقية ، بل أننا كنا نراهن على هذا السلاح في ظل غياب المقومات الأساسية الأخرى .
حيرتنا تكمن في ضعف الاتحاد وعدم قدرته السيطرة على لاعبي المنتخب الوطني فقد تناقلت الأخبار المشاكل المستمرة بين اللاعبين ، وسهر بعض أصحاب الدولارات الى ساعات متأخرة خارج الفندق والأغرب من هذا وذاك أن علب السيكاير متوافرة في غرفهم حتى أن الكاميرا أظهرت اللون الأصفر لأسنان أحدهم .
ليست أحداث هذه البطولة هي التي أوضحت سلطة بعض اللاعبين على الاتحاد ، إذ أننا شاهدنا ذلك في مناسبات سابقة كان من أهمها اقالة المدرب النرويجي أولسن واناطة المهمة بعدنان حمد المدرب الذي فشل فشلا ذريعا في قيادة المنتخب في مناسبات سابقة .
حيرتنا تكمن في أننا رأينا فييرا آخر لا يشبه مطلقا فييرا في بطولة آسيا ، إذ كان خائفا ، ومهزوزا ، ومغرورا . رأينا فييرا الذي لم يوفق في ايجاد التشكيلة المناسبة ، الذي لا يجيد تحريك اللاعبين وفق خطة واضحة ، الذي لا يجيد التبديل ، الذي لا يعرف كيف يتصرف بعد دخول هدف في مرمانا .
لقد خرجنا من خليجي 19 لنعيش صدمة كروية ، لكنها صدمة لا تشبه الصدمات الأخيرة ، إذ أننا لا زلنا نعيش في حيرة توصيفها فهل هي انتكاسة ، أم كارثة ، أم فضيحة ، أم ماذا ؟ !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هي ....... كالآتي
مازن فيصل البلداوي ( 2009 / 1 / 24 - 07:24 )
السيد طارق الحارس المحترم
تحية طيبة
هي في الحقيقة جملة تعبيرية ولاوجود لكلمة بحد ذاتها للتعبير عن فحوى وكنه ماحصل وتستطيع القول أنها (( أنتكاسة كارثية بفضيحة)) ليتم المعنى!
وهذا كان من المتوقع ولكن ليس بهذا الحجم، لأن مثل هذه الكوارث وبهذه الحجوم تكون بأفعال مقصودة وليس عن طريق الصدفة او داخل حزمة الأحتمالات الطبيعية،فهناك عوامل مؤثرة وبصورة مباشرة لأظهار المنتخب بتلك الصورة البائسة التي كان عليها.
الموضوع.......... أعادة بناء كلّ شيء، ولكن هل تستطيع ان تضمن انه سيتم بدون تدخل شعيط ومعيط وجرّار الخيط؟

تحياتي


2 - للعلم
احمد ( 2009 / 1 / 24 - 08:27 )
المدرب النرويجي اولسن استدعي قبل ايام لتدريب المنتخب النرويجي وقبل المهمه وهو يتهيا لمقابله المانيا بعد ايام لقد الف كتاب عن الفتره اللتي قضاها مع الفريق العراقي
اشار فيه الي مساوئ الاتحاد واللاعبين وتوقع هذه اللانتكاسه اذا استمرت الرياضه في العراق علي هذا النهج


3 - من بعدي الطوفان
سعد السعيدي ( 2009 / 1 / 24 - 18:15 )

غير معقول مع انهيار العراق كدولة انتقل مركز الثقل علينا نحن العراقيين حيث يتوجب ان نقوم بالنيابة عن الدولة بكل شئ. يجب ان ندير معركة لاستعادة الكهرباء وثانية لكنوز المتحف وثالثة للاستقلال الوطني ورابعة للاموال العراقية وخامسة للمعتقلين العراقيين في العراق وخارجه. وبالاخير هذه لاستعادة هيبة المنتخب وذلك باعادة بناء اتحاد الكرة. يعي اولآ الغاء الحالي لاعادة البناء. القاسم المشترك في كل هذه النقاط هو غياب الدولة سواء انهارت او اعيد بناءها وهي حاليآ ليست بوارد الاهتمام بالرياضة على ما يبدو ولسان حالها يقول, من بعدي الطوفان.

لم اسمع احدآ يتسائل للآن عن وزارة الرياضة والشباب ومسؤولياتها في هذا المجال. ام هي ايضآ طالها التهديم واعادة البناء ؟ اين هو وزيرها اصلآ ولم نسمع له عن اي إثبات وجود ؟ اليس اتحاد الكرة من مسؤوليات وزارته ؟ الا يريد الخروج ليشرح لنا اسباب الاستهتار وانعدام الرقابة والمتابعة في موضوع المنتخب ؟

اخر الافلام

.. بعد جدل -التسلل- بمباراة ريال مدريد وبايرن ميونيخ.. الريال و


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | التحكيم يطرح علامات استفهام في كل




.. تفاصيل جديدة في قضية أميركي أجبر ابنه على ممارسة الرياضة حتى


.. دوري أبطال أوروبا: ريال مدريد يفوز على بايرن ميونيخ ويضرب مو




.. ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على بايرن م