الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم الخسائر الفادحة فإنه نصر إلهي!!

محيي هادي

2009 / 1 / 24
كتابات ساخرة


من يرجع بذاكرته إلى الوراء، إلى بعد أيام ما سمي بنكسة حزيران، أو حرب الستة أيام، أو من قرأ عن تلك الحرب – النكسة، يمكن أن يرى أن العرب، باصناف مختلفة، لم يعترفوا بالهزيمة كاملة، و أرادوا تجميلها. حتى أن حزبا يساريا له تاريخ عريق و نضالي عظيم ذكر بأن اسرائيل لم تحقق أهدافها في تلك الحرب: إذ أنها لم تستطع اسقاط الحكومات "الوطنية" التي كانت تحكم كلا من مصر و سوريا و الأردن. و لا أعرف كيف تكون حكومة وطنية تذيب أبناءها في الحوامض و تقتل معارضيها نفخا بآلة نفخ اطارات السيارات. و لم أفهم كيف يمكن أن تكون الحكومة الاردنية وطنية و هي لا يمكنها أن تستمر بدون الدعم الخارجي الامريكي.
و استمرت الخسارة في كل حرب خاضتها الحكومات العربية، إلا أن العرب خرجوا دائما و هم يقولون أنهم انتصروا فيها. انتصروا فيها على الرغم من آلاف الضحايا من المواطنين العسكريين و المدنيين، أطفالا كانوا أو شبانا، نساء أو رجالا، و على الرغم من التدمير الهائل التي تعرضت لها منشآتهم الحيوية: مساكن و بنيات تحتية و و... و لم تكتف الحروب في قتل الناس و التهديم بل أنها هجرت الملايين من أبناء الدول العربية.... و كل هذا لم يكف بأن يكف العرب عن القول: بأنهم انتصروا.
***

و إذا كان الانتصار سابقا قوميا فإننا نرى في هذه الأيام العرب، من الذين ذكرناهم سابقا، و قد أضافوا إلى الانتصار القومي إضافة أخرى، ألا وهي الانتصار الإلهي.
فأولئك الذين اتخذوا من الله و في لبنان حزبا لهم قالوا بأنهم حققوا نصرا إلهيا على اسرائيل لانها لم تستطع تحقيق أهدافها و هو القضاء على حزب الله. نصر إلهي على الرغم من أن حزب الله لا يستطيع الآن إطلاق رصاصة ضد الاراضي التي تحتلها اسرائيل، بسبب وجود القوات الدولية، التي جلبتها رعونة حسن نصر و صحبه إلى جنوب لبنان، للمحافظة على أمن و سلامة اسرائيل.
لقد قال حسن نصر الله، لا نصره الله، بأنه لم يكن يتوقع الضربة التي تلقاها من اسرائيل. إلا أنه و على الرغم من اعترافه بالضربة الشديدة و على الرغم من وقوع أكثر من ألف لبناني ضحية، و تدمير الآلاف من مساكن اللبنانيين، فإن نصر الله خرج علينا من جحره ليقول أنه حقق نصرا إلهيا.
لا أعرف ما الذي يمكن أن تقوله تلك الثكلى التي فقدت ابنها !
**

و قبل أيام انتصر أعراب حماس انتصارا قوميا و اسلاميا و إلهيّا آخر. لقد انتصروا على أكبر آلة قتل عسكرية في المنطقة. انتصروا عليها على الرغم من الف و ثلاثمائة قتيل، ثلثهم من الأطفال، و أكثر من خمسة آلاف جريح. و على الرغم من التهديم الهائل لمساكن الغزاويين و تحطيم بناهم التحتية. كل هذا و تقول حماس، و من خلفها أعراب الزفة و الهزة، أنهم انتصروا و نصروا نصرا إلهيا.
حزنت كثيرا على مقتل الأبرياء في غزة، ممن لم يكن لهم ناقة و لا جملا في هذا الانتصار الإلهي، و لم يهمني أبدا مقتل أولئك الذين كانوا يبحثون عن نفع معين لهم. فهم كانوا يطلبون "الشهادة" للإلتقاء بربهم الارهابي الذي ينتظرون منه الحور العين و الولدان المخلدين. لا يهمونني أبدا هؤلاء الذين ضُحك عليهم بتأميلهم بالجنة و الخمور و الأعسال السماوية. فليذهبوا إلى الجنة الموعودة بعد أن أحرقتهم نار جهنم اسرائيل.

كنت قد قرأت مقالا كتبه واحد من أولئك الذين يزغردون بحماسة للإنتصار الالهي الحمساوي. و قد شد انتباهي تعليقا للسيدة نادية من غزة على كاتب المقال في صفحة الحوار المتمدن، و هنا أود اعادة ما كتبته هذه السيدة:
" بتبجح بالانتصار على خراب بيوتنا وقتل اهالينا
نادية من غزة.
الحديث عن منتصر في خراب غزة هو قمة الصلافة واللاانسانية
احيانا الافكار السوداء يجعل الانسان يفقد قيمه الانسانية
السيد صائب خليل كما اعلم يعيش في الغرب ويتمتع بالامان والسكن الرغيد وبتبجح بالانتصار على خراب بيوتنا وقتل اهالينا.
الخزي لك ولهذا الانتصار الذي تروج له"

إن حماس و المطبلين و راءها، و هم يتبجحون بصلافة بهذا النصر الإلهي، لا يعيرون أية أهمية لدماء الناس، فدم الانسان الفلسطيني شأنه شأن دم الانسان العربي لا قيمة له عندهم، و دماء الضحايا تذهب مجانا لإرضاء سادية و رعونة المحبين لرؤية الدماء، و هي تسيل، بدون أي احساس و شعور بالذنب. إنهم في هذا يشبهون تماما ما يقوم به صهاينة تل أبيب و من يقدم لهم السلاح.

و عند ذكري الذي يقدم السلاح إلى اسرائيل أود أن يعلم القارئ أن اليمين الاسباني هو من الداعمين الصريحين لاسرائيل، و لكن الاشتراكيين الاسبان يصرحون علنا بأنهم مع الحل السلمي لمشكلة فلسطين و هم ضد استعمال السلاح، إلا أنه في زمن حكمهم الحالي قد ازدادت مبيعات أسبانيا من السلاح إلى اسرائيل إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه أيام حكم اليمين.
يظهر أن الاشتراكيين الاسبان تعلموا النفاق من أعرابنا الذين قال عنهم القرآن بأنهم أشد كفرا و نفاقا.
**

إن حماقة و رعونة قيادة حماس تشابة حماقة و رعونة حسن نصر الله، فالكل لا يعرف سابقا تقدير الضربة التي وجهتها اسرائيل عبر قتل الآلاف من الأبرياء. فقد قال اللبناني حسن نصر و تبعه الفلسطيني خالد مشعل بأنهم لو كانوا يعرفون أن تضرب اسرائيل بهذا الضرب لما قدموا على الحرب. (إقرأ لما قدموا على الرعونة و الحماقة).
**

حقا أن حماس انتصرت. و لكن على من؟ و لحساب من؟
قبل عدة سنوات عرضت القناة الثانية الاسبانية فلما وثائقيا عن حماس في غزة. و في هذا الفلم جرت عدة مقابلات مع بعض أعضاء هذا التنظيم الارهابي، و لا زلت أتذكر أن أحدهم قال بأنهم يشترون السلاح من ضباط اسرائليين.
لم أستغرب هذا القول فإن اسرائيل قدمت الدعم لحماس لضرب فتح التي تتربع على عرش منظمة التحرير الفلسطينية. و نجحت في ذلك. فالاقتتال الفلسطيني- فلسطيني معروف للجميع. و قد بلغ ذروته بعدما قامت حركة حماس بانقلابها على السلطة و اغتيالها لأكثر من مائة فلسطيني من أعضاء فتح. كان الاغتيال بشعا و و حشيا: فسحل البعض و حرق البعض الآخر و رمي آخرون من أعالي البنايات العالية.
لقد حققت حماس نصرا إلهيا كاملا إذ بقت وحيدة في ميدان غزة و حققت نصرا إلهيا آخرا لاسرائيل بالقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية في هذا الميدان. و نقرأ الآن، حسب ما يذكره مقال صحفي في جريدة الباييس الاسبانية، عمليات تصفية وحشية بحق أعضاء لفتح في غزة.
و للعلم، كما ذكر لي أحد المعارف الغزاويين، أن معظم قادة حماس ليسوا من غزة.
**
مهما كانت عصابات العدو الصهيوني مجرمة و وحشية في تعاملها مع الفلسطينيين فإن عصابات الارهابيين الاسلامويين العرب أكثر إجراما و أبشع وحشية من تلك العصابات. لقد أثبت الارهابيين العرب وحشية لا تقاس عندما نفذوا و ينفذون عملياتهم الارهابية في العراق ضد أطفالنا و نسائنا و شيوخنا.
إن الذين يشكلون عصابات الارهاب ليسوا فقط من دول الجوار العراقي بل و أيضا من فلسطين.
**

لا استبعد أبدا أن تقوم مرة أخرى بعد مدة، قصيرة أو بعيدة، حربا أخرى. ضد اسرائيل أو بين دول العرب أو بين دول اسلامية، فحكومات هذه الدول مستعدة للتضحية بأبنائها، فدماء هؤلاء الأبناء مجانية، لا قيمة لها أبدا.
و عند أية حرب ضد اسرائيل سيخسر العرب مرة أخرى: ثانية و ثالثة و رابعة....و كيف لا يخسرون و هم محكومون من قِبل الأكثر حمقا و رعونة على الارض.
**

إن الانسان العربي سوف لن تقوم له قائمة إذا بقي:
- بدون حرية
- بدون ديمقراطية.
- لا قيمة لدمائه.
- لا يحترم حياة الآخرين.
- و يجري وراء شعارات الرعونة و الحماقة...
**

و في نهاية المطاف يجب على العراقيين أن يعلموا أنه لاتزال هناك مؤامرة تحاك ضدهم: ألا وهي اسكان أربعة مليون فلسطيني في العراق.
يبقى عليهم أن يكونوا حذرين من نتائج الانتصار الالهي الحمساوي الذي بسببه سيهجر الكثير من أهالي غزة. إلى أين؟؟؟؟
**








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احداث غزة والاعلام
سعد السعيدي ( 2009 / 1 / 24 - 11:11 )
اخ محيي هادي

لا ادري من اين اتيت بخبر اعلان حماس للنصر الالهي. يبدو من كلامك انك لا تعيش في غزة. وإلا فكنت ستعلم انه لم تكن حماس وحدها المتواجدة عسكريآ فيها على الرغم من امتلاكها السلطة السياسية. فإلى جانب فصائل حماس تتواجد الفصائل العلمانية والاسلامية الاخرى على الساحة. والفصائل العلمانية اقدم من الاسلامية وقد حاربت مع حماس واطلقت الصواريخ وسقط منها شهداء. وحماس تعرف هذا. فمن اين لها ان تتباهى بنصر إلهي ؟ اتعتقد فعلآ بان الفصائل العلمانية ستقبل بمثل هكذا تصريح وقد ساهموا هم ايضآ بالمعركة وسقط منهم شهداء ؟ ادناه لائحة غير كاملة بالفصائل التي شاركت بمعركة غزة هذه على سبيل المثال لا الحصر

كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
كتائب الشهيد ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح
كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي
الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية

على اساس هذه المعلومات يتوجب علينا اذن التدقيق بما يردنا من اخبار خصوصآ تلك القارئة التي ذكرتها وهي تدعي

السيد صائب خليل كما اعلم ي


2 - تعقيب
محيي هادي ( 2009 / 1 / 24 - 12:44 )
الأخ سعد السعيدي المحترم
يكفي عليك فقط أن تكتب في الباحث غوغول: النصر الإلهي غزة- لكي تتأكد بنفسك من الذي يقول بأن ما حدث في غزة كان نصرا إلهيا.
كما ويمكنك أن تقرا في صحيفة الباييس الاسبانية، الموالية للاشتراكيين، التقرير الذي كتبه مؤخرا مراسلها في غزة عن الحرب القذرة التي تقوم بها حماس ضد معارضيها. و أكتب لك عنوان المقال أدناه.
http://www.elpais.com/articulo/internacional/guerra/sucia/Gaza/elpepuint/20090123elpepiint_10/Tes

و إذا كنت لا تستطيع ترجمة المقال المكتوب بالأسبانية فإنني مستعد أن أترجمه لك.
عندنا مثل في العراق يقول: -خوجه علي ملة علي-. و لهذا فإنك عند ذكرك كل أسماء التنظيمات الفلسطينية في غزة فبالنسبة لي هي نفس الشيء و تقوم بنفس الأعمال الحمساوية بما فيها اغتيال معارضيها من الفلسطينيين.
لقد نجحت اسرائيل استدراج الفلسطينيين إلى الإقتتال فيما بينهم بشكل كبير. إنها حرب أهلية غير معلنة . و لا أعني بأن الفلسطينيين لم يتقاتلوا فيما بينهم سابقا، و يمكنك مراجعة الذاكرة في اقتتال فتح مع جبهة التحرير الفلسطينية، بكل أنواعها.
إن كنت ممن يتابع أخبار الإرهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي على أيدي ما سمي بأشقائه العرب، بما فيهم الفلسطينيين، فإنني متأكد أنك ستق


3 - لكل رايه بلا تخوين
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 24 - 15:30 )
السيد الكاتب المحترم

تذكر ان حماس انقلبت على السلطة...اعتبرني غبيا واشرح لي كيف يمكن لحركة فائزة في الانتخابات ان تنقلب على حركة خاسرة؟
ثم انك تخلط الامور خلطا غريبا عندما لاتفرق بين الفصائل في معرض تعليقك...فهل تعلم ان الحزب الشيوعي اللبناني حارب مع حزب الله في عدوان 2006 فان كنت لاتفرق بينهما فتلك مشكلة كبرى...
ودع عنك تلك النظريات لاسكان الفلسطينين في العراق..فحتى لو كانت هذه النظرية صحيحة فان العراق سيلفظهم كما خابت محاولات توطين سابقيهم من فلسطينيين ومصريين...

شكرا لسعة صدرك


4 - اي كلام بدون إثبات لا اساس له من الصحة
سعد السعيدي ( 2009 / 1 / 24 - 17:23 )
الى محيي هادي

لقد وضعت الجملة ـ النصر الإلهي غزة ـ كما طلبت في غوغل (وليس غوغول) ولم اجد البتة مما تدعي. بل وجدت الكثير من التعقيبات والتعليقات غير المعروفة المصدر. ولم اجد منها واحدة تأتي حتى بنصف إثبات على ان حماس ادعت بملء الفم بجملة -النصر الالهي-. بعدها وضعت جملة -النصر الإلهي حماس- في غوغل . وفيه عثرت على تصريح مصور لخالد مشعل وهو يشد من ازر الغزاويين في شدتهم. ولم يتفوه هو ايضآ بالجملة اياها التي اقمت الدنيا بسببها واقعدتها في مقالتك ولم تكن قد تأكدت قبلها من صحة الخبر. ادناه رابط تصريح مشعل وموقع حماس وموقع كتائب القسام لتتأكد مما اقوله لك حيث لا اثر فيهما البتة عن اي نصر الهي مزعوم. وهذا يؤكد كلامي السابق من ان حماس لا تدعي نصرآ على مقاس عقيدتها مع وجود كمآ من القوى العلمانية الاعرق والتي خاضت هي ايضآ المعركة وقدموا شهداء (العنوان فوق الرابط هو من ابتكار القيمين على الموقع وليس من مشعل

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_news.php?main_id=4615

www.hamasna.com

http://www.alqassam.ps/arabic/news1.php?id=7386

تقول : عندنا مثل في العراق يقول: -خوجه علي ملة علي-. و لهذا فإنك عند ذكرك كل أسماء التنظيمات الفلسطينية في غزة فبالنسبة لي هي نفس الش

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟