الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


. أو لا سلام يكُون !

بسام الهلسه

2009 / 1 / 25
القضية الفلسطينية


اتضح أننا كنا طوال الوقت أُميين في التاريخ، حتى هيأت لنا الظروف من نذروا أنفسهم لتنوير البشرية وإنقاذها من الجهل الطاغي من أمثال بوش وساركوزي وليفني وأشياعهم الأجانب والعرب..
فبمناسبة مجزرة غزة المفتوحة حتى إشعار آخر، تفضل هؤلاء المحبون للحقيقة المجردة، فأعلمونا بأن المسؤولية تقع على "حماس" ومنظمات المقاومة في غزة بسبب عدم تجديدها للهدنة وإطلاقها الصواريخ على الإسرائيليين المساكين!
ومع هذه "الحقيقة" البسيطة كالهواء، راجعنا أنفسنا وألقينا بما كنا نعرفه من قبل! فقد تبين لنا أن الشعب الفلسطيني كان يعيش في أحوال طبيعية كبقية الشعوب الحرة في الأرض حتى اللحظة التي أطلقت فيها المقاومة صواريخها فبدأت معاناته!
كان قانعاً بما قسم له الاستعمار والصهيونية؛ وبما حل به منذ العام 1917م عام الاحتلال البريطاني لفلسطين وعام "وعد بلفور" بوطن قومي لليهود في بلاده. وكان راضياً عن التنكيل به وعن الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي انتزعت منه أرضه وسلبت ثرواته. وكان راضياً على نحو خاص –إن لم يكن مُعجباً- بالتطهير العرقي له وبالمجازر التي ارتكبت ضده وبإقامة دولة "إسرائيل" عام 1948م التي تنازلت فأكملت احتلال ما تبقى من وطنه في العام 1967م.
أما تهجيره وتشريده فقد أتاح له الفرصة للسياحة في أقطار العالم للتمتع بالأجواء "الرومانسية" في الخيام وبيوت الصفيح التي عاش فيها في أماكن لجوئه ونزوحه، مثلما أتاح له الوقوف بمذلة للحصول على بطاقات تموين "وكالة غوث اللاجئين" (الأونوروا)، تجربة ممارسة الحمية "الريجيم"!
* * *
أمام هذا العلم النابغ الذي تلطَّف السادة فنفحونا به، لا داعي إذن، ولا يصح، الحديث عن مئات الآلاف من الفلسطينيين والعرب الشهداء والجرحى والأسرى على مر السنين. أو عن جدران وحواجز وحصار الخنق وسائر أشكال القهر اليومي التي تحظى بمعاملة أفضل منها الحيوانات في المحميات الطبيعية. فهذه من المكارم التي يصر الاستعمار العنصري الاستيطاني الإجلائي الصهيوني على تقديمها بطيبة خاطر لشعب فلسطين الذي خصه بالصلة فحباه بمكرمته، متفوقاً بما لا يقاس على المكارم التي قدمها قبله المستوطنون البيض الأوروبيون للسكان الأصليين في الأمريكتين واستراليا وجنوب افريقيا والجزائر والكونغو!
* * *
وما دامت الأمور كذلك، فإن الحديث عن حقوق الإنسان (السياسية والمدنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ...)، وكذا الحديث عن تصفية الاستعمار والاحتلال وتجريم التمييز العنصري بكل أنواعه، هو حديث نافل وجاهل بالتأكيد! لأنه يغفل عما هو جوهري: فـ"الإنسان" المقصود هو السيد الرأسمالي الغربي الأبيض!
أما من عداه من البشر (إذا سمح مَنطِقُهُ بإطلاق كلمة "من" التي للعاقل على "من عداه"؟) فهم ليسوا أكثر من كتل وأرقام هلامية متكدسة على الجغرافيا العالمية المهملة التي تستصرخه وتنتظره بشوق ليتفضل فيعيد تنضيدها ويسكب تاريخه فيها!
* * *
في ضوء ما سبق سرده من بديهيات -لم يكن ثمة من داع للتذكير بها لولا الجهل السائد في العالم- يحق للسادة الصهاينة أن يغضبوا، وأن يتفهمهم ويؤيدهم السادة المستعمرون، وأن يمتثل لهم ويلعق أحذيتهم أتباعهم أجانب أو عرباً...
- فهل يحق "للغوييم" أن يتشبثوا بحقوقهم، وأن يتجرأوا على مقاومة شعب الاستعمار العنصري المختار؟
- لِتكُن المذابحُ إذن...

* * *
أي قبح وجور وخزي يلطخ عصرنا؟
وأي إنحطاط وتوحش همجي مجنون؟
لتكن الحقوق والعدالة والأمن للناس جميعاً وعلى السواء
... أو لا سلام يكــون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر