الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبادة المتوحشين 2غزة 2009

فضيلة يوسف

2009 / 1 / 25
القضية الفلسطينية


تتهم حماس دائماً بأنها مدعومة من ايران التي تهدف الى تدمير اسرائيل ويصعب على المرء مقاطعة حركة حماس المنتخبة بشكل ديمقراطي والتي تدعو الى قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية في حدود عام 1967 وحسب القرارات الدولية من قبل اسرائيل والولايات المتحدة وهما يرفضان حق تقرير المصير للفلسطينيين . لنتعلم شيئاً عن انفسنا وعن حلفاءنا:مثلاً عندما بدأ الهجوم على غزة كان هناك قارب صغير يسمى الكرامة في طريقه من قبرص الى غزة يحمل اطباء وناشطي سلام لكسر الحصار الاجرامي وتقديم ادوية للشعب المحاصر .قامت البحرية الاسرائيلية باعتراضه في المياه الدولية وصدمته فأوشك على الغرق وغيَر وجهته نحو لبنان.كذَبت اسرائيل كما في كل مرة اقوال الصحفيين والمسافرين عليه ومنهم مراسل سي ان ان كارل بنهول وممثل حوب الخضر في الولايات المتحدة.هذه جريمة خطيرة وهي اخطر من خطف السفن على شواطئ الصومال مثلاً.مرت الحادثة باهتمام قليل وتم قبول الجريمة باعتبار ان غزة منطقة محتلة وان اسرائيل ترغب في استمرار الحصار .يسمح حراس النظام الدولي لاسرائيل ان تقوم بجريمة في اعالي البحار لتطبيق برنامجها في معاقبة المدنيين لانهم لم يطيعوا اوامرها .عدم الانتباه مرة اخرى يلفت النظر.
تقوم اسرائيل لعقود من الزمن باختطاف القوارب بين لبنان وقبرص في المياه الدولية تقتل وتخطف المسافرين وتسجنهم في اسرائيل احياناً وتعذبهم وتأخذهم رهائن لعدة سنوات وبما ان هذا الفعل روتيني لماذا تعامل الجريمة الجديدة بشكل اخر.ردود لبنان وقبرص مختلفة لكن من يسمع؟من سيهتم اذا نشرت جريدة ديلي ستار اللبنانية الموالية للغرب ان مليون ونصف فلسطيني يخضعون لالة عسكرية قاتلة ضخمة لكتها اخلاقية فقد اصبح الفلسطينيون في العالم العربي مثل اليهود في اوروبا قبل الحرب العالمية الثانية وهذا التفسير قريب للحقيقة لقد غضت اوروبا وامريكا الشمالية النظر عندما قام النازيين بالهولوكست والان لا يفعل العرب شيئاً عندما يذبح الاطفال الفلسطينيون وربما ان اكثر المواقف خزياً هو موقف النظام الديكتاتوري في مصر الذي يتلقى دعماً عسكرياً من الولايات المتحدة.
وتبعا للاعلام اللبناني ما زالت اسرائيل تقوم بشكل روتيني باختطاف مدنيين لبنانيين من الجانب اللبناني للحدود الدولية ةاخرها في ديسمبر 2008 وتخترق الطائرات الاسرائيلية بالطبع المجال الجوي اللبناني يومياً ويمثل ذلك خرقاً لقرار مجلس الامن 1701 وهذا يحدث من وقت طويل(امل غريب-ديلي ستار 3 كانون ثاني 2009).
كتب المحلل الاستراتيجي زئيف ماعوز (في ادانته لاجتياح لبنان 2006) "ان اسرائيل تنتهك المجال الجوي اللبناني وتلقي قنابل صوتية كل يوم منذ انسحابها عام 2000 .صحيح ان هذا الاختراق لا يحدث خسائر لكن اختراق الحدود هو اختراق وهنا لا يوجد لاسرائيل ارضية اخلاقية ولا يوجد اساس للادعاء ان حرب 2006 كانت اخلاقية."لكن الاجماع على اخلاقية الحرب مبني على ذاكرة اختيارية قصيرة المدى وعلى المعايير المزدوجة.
ذكَر ماعوز القراء الاسرائيليين ان القنابل الصوتية التي تلقيها اسرائيل في لبنان هي اقل جرائم الحرب التي تقوم بها اسرائيل في لبنان منذ اجتياحه عام 1978 :في تموز 1988 اختطفت القوات الاسرائيلية الشيخ عبيد وفي ايار 1994 اختطفت مصطفى ديراني (الذي كان مسؤولا عن القبض على الطيار رون اراد عندما كان يقصف لبنان عام 1986)احتجزت اسرائيل الشيخين مع 20 لبناني اخر احتجزوا في ظروف مختلفة وبدون محاكمة لغرض المساومة.
اما اختطاف اسرائيليين لمبادلة السجناء فهو عمل يستحق اللوم وتتم معاقبته عسكرياً عندما قام حزب الله بعملية الاختطاف .اختطاف اسرائيل شيء اخر وبمقياس كبير!
اجتاحت اسرائيل الجنوب اللبناني عام 2006 لان حزب الله اختطف جنود وهو اول خرق قام به من 2000 اما اسرائيل فقد احتلت الجنوب اللبناني 22 عام رغم قرار الامم المتحدة بضرورة انسحابها وكانت تخترق الجدود يوميا منذ انسحابها هذا السلوك الاسرائيلي الاجرامي ودعم الغرب له يعتبر نفاق مطلق كما اشار عوز.
النفاق روتيني ايضا فتوماس فريدمان يشرح كيف يتم "تربية" السلالات الادنى بالعنف الارهابي فقد كتب:تدمير الاجتياح الاسرائيلي الجنوب اللبناني وبيروت وقتل الف مدني كان دفاعاً عن النفس استنادا الى جريمة خطف الجنود.وبنفس المنطق يمكن تبرير الهجمات الارهابية القاتلة ضد الاسرائيليين كرد فعل على جرائم اسرائيل في لبنان واعالي البحار ومن المؤكد ان محرر الشرق الاوسط في جريدة نيويورك تايمز قد قرأ في جريدته مثلا حول تبادل السجناء عام 1983 ان 37 من العرب قد تم احتجازهم من قبل البحرية الاسرائيلية اثناء سفرهم من قبرص نحو لبنان .
ان الاستنتاجات حول الافعال الملائمة بالطبع مبنية على قاعدة " ( نحن) و ( هم )" هذا المبدا العميق في الثقافة الغربية يكفي لتقويض المنطق .وانا اكتب يتجه قارب اخر محمل بالمساعدات الطبية من قبرص الى غزة (تم فحص الصناديق المرسلة في مطار لارناكا ) كما جاؤ في تقرير المنظمين وعلى ظهره اعضاء في البرلمان الاوروبي واطباء تم ابلاغ اسرائيل بعملهم وبضغط شعبي سيقومون بمهتهم بسلام.
الجرائم الاسرائيلية الامريكية الجديدة في غزة لا تجد اي سند معياري الا سند الاعتياد سأعطي بعض الامثلة واعود للأخرى.تقع الجرائم تحت تعريف الولايات المتحدة للارهاب لان هذه الجرائم الشنيعة لا يمكن تسميتها عدوان فقد تمت في اراض محتلة وتتكتم الولايات المتحدة ضمنيا على ذلك.
اشار اديت زرتال وعاكيفا الدار في دراسة "لوردات الارض" حول تاريخ الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة :لم تسلم الاراضي المخلاة من غزة ولو ليوم واحد من عملية عسكرية اسرائيلية بعد انسحاب اسرائيل عام 2005 .تركت اسرائيل وراءها ارضا محروقة وخدمات مدمرة وشعبا لا حاضر ولا مستقبل له .قام الاحتلال غير المتنور بتدمير المستوطنات في حركة غير سخية وواصل مراقبة المنطقة وقتل السكان وازعاجهم بقوته العسكرية.
تصاعدت اعمال القتل في غزة في كانون ثاني 2006 بعد الانسحاب باشهر عندما شارك الفلسطينيون في جريمة حقيقية شنيعة :لقد انتخبوا "بطريقة خاطئة" في انتخابات حرة.
مثلما تعلم الاخرين ,تعلَم الفلسطينيون ان من لا يطيع اوامر سيده الذي يعلمه الديمقراطية يخرج من الصف التعليمي .هذا انجاز يثير الاعجاب.
ولان مصطلحي " العدوان" والارهاب" غير متكافئين فان مصطلحا جديدا نحتاج اليه للسادية والتعذيب الجماعي للبشر المحشورين في قفص لا مجال للهرب منه ,بينمت يتم تحويلهم الى رماد بالتكنولوجيا العسكرية الامريكية "التي تنتهك القانون الدولي والقانون الامريكي" .
في 31 ديسمبر وبينما كان الارهابيون في غزة يبحثون لهم عن ملجأ من الهجمات الاسرائيلية استأجرت واشنطن سفينة المانية لتنقل 3000 طن من اسلحة غير معروفة وهي الشحنة الثانية التي يتم نقلها الى اسرائيل وصلت الاولى قبل بدء الهجوم على غزة وجاء في تقرير رويتر ان هذه الشحنات بتكلفة 21 بليون دولار هدية من ادارة بوش :ان العمليات في قطاع غزة تمت بسلاح امريكي يدفع ثمنه دافعي الضرائب قال الناطق بلسان مؤسسة امريكا الجديدة التي تراقب تجارة الاسلحة .ازعجت الشحنة الجديدة الحكومة اليونانية التي منعت السفينة من استخدام اي من موانئها لتزويد الجيش الاسرائيلي بالاسلحة.وهذه الاستجابة اليونانية تختلف عن اداء معظم القادة الاوروبيين.
هل كان توقيت تسليم السلاح لاسرائيل مثير لحب الاستطلاع ؟اجابة البنتاجون كانت الشحنة متاخرة للمشاركة في الهجوم على غزة.وان هذه الاسلحة سيتم تخزينها لتستخدم من قبل القوات الامريكية .ربما هذا صحيح فاسرائيل قاعدة للولايات المتحدة ويمكن ان تكون قاعدة متقدمة نتيجة نقص الطاقة لعدوان جديد قد تقوم به الولايات المتحدة وبعبارات ادق " حماية الخليج"و"تثبيت الاستقرار".
ويخدم تزويد اسرائيل بالسلاح هدفا جانبيا اخر كما كتب المحلل السياسي معين رباني وهو اختبار الاسلحة الجديدة المطورة في اماكن لا تستطيع الدفاع عن نفسها وهذا جيد لاسرائيل وامريكا ويمكن ان تباع هذه الاسلحة للدول العربية باثمان عالية وتقدم الولايات المتحدة هدايا لاسرائيل .وهذا سبب جيد لفهم لماذا تفضل الشركات التقنية والصناعات العسكرية الامريكية اسرائيل.
تعتبر امريكا واسرائيل اكبر مزود للسلاح في العالم وفي تقرير المؤسسة الامريكية الجديدة السابق ان السلاح والتدريب الامريكي كان له دور في 20 من 27 حربا تمت في 2007 وكسب 23 بليون دولار ارتفعت الى 32 بليون عام 2008.ولذلك ليس من المدهش ان قرارا عارضته الولايات المتحدة من جملة القرارات التي تعارضها في الامم المتحدة كان قرار تنظيم تجارة السلاح في 2006 ومنفردة اما في 2008 فقد شاركتها زيمبابوي في هذه المعارضة.
ومن قرارات الولايات المتحدة في ديسمبر 2008 قرار حق تقرير المصير للفلسطينيين وقرار حرية التنقل والسفر العالمي وقرار توحيد العائلة.وفي قرار الحق في التطور خسرت الولايات المتحدة اسرائيل وكسبت اوكرانيا وفي قرار الحق في الغذاء كانت الولايات المتحدة وحدها وهي ضربة في وجه محاولات حل مشاكل الغذاء في العالم .لذلك هناك اسباب جيدة لعدم الاشارة في وسائل الاعلام الى كيقية تصويت الولايات المتحدة في الجمعية العامة لانه ليس من الحكمة ان يعرف الشعب الامريكي كيف يعارض ممثليهم الاستقرار السلمي في العالم اجمع.
نعوم تشومسكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكي مدان بسوء السياقة ورخصته مسحوبة يشارك في جلسة محاكمته


.. ثوابيت مجهولة عند سفح برج إيفل في باريس • فرانس 24




.. جنوب أفريقيا: حزب المؤتمر الوطني ينوي إجراء مشاورات لتشكيل ح


.. ولي العهد الكويتي يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير | #مراس




.. تواصل وتيرة المعارك المحتدمة بين إسرائيل وحزب الله