الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا جديد في البيت الابيض

كاظم الحسن

2009 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


فوز باراك اوباما بالانتخابات الاميركية لحظة مفارقة للتاريخ ومخالفة للتصورات النمطية والافكار الجاهزة والتحليلات القائمة على ارث الذاكرة المحشوة بفروسية الرجل الابيض.

حتى قال الشاعر والرئيس الاسبق للسنغال ليبولد سنغور ان تاريخ الزنوج هو العبودية ولاشيء سواه! وفي مقولة رائعة لداعية الحقوق المدنية مارتن لوثركنغ (لدي حلم ) في مطلع الستينيات من القرن الماضي كان يعني ان الحرية اصبحت في مجال الفكرة والصورة او ما يطلق عليه المفكر فيه اي اخذت الاحلام تطفو على سطح الذاكرة المثقلة بالاحزان والالام وتحدث كوة في جدار العبودية واغلالها التي تجثم على الصدر والروح وتدمي الذاكرة بالوان من عذابات كانها سرمدية.

هذا الحلم يرثه القادة الافذاذ ويجسد على شكل واقع ويمكن ان نتلمس ذلك في كتاب (جرأة الامل) لأوباما حيث اصبح في متناول اليد ويمكن قطف ثماره ولذلك وصف احدهم فوزه في الانتخابات بانه تحرير لروح اميركا وهو بذلك يعني ان الحرية ثمرة امن بها المجتمع الاميركي على المستوى الاجتماعي والسياسي.

وقد تكون مقولة الصحفي الشهير توماس فريدمان فيها شيء من الصحة عندما وصف فوز اوباما بانه نهاية للحرب الاهلية التي اندلعت في الولايات المتحدة قبل ما يربو على 150 عاماً لان الحرية هي باعتراف الاخر ليس بالتعايش فحسب بل بالمشاركة السياسية وهذا ما حصل على ارض الواقع.لذلك تبدو فرحة العالم بهذا الفوز ذات ابعاد سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية لانها تجاوزت الحاجز العرقي والثقافي والتفاوت الطبقي ورسمت خارطة جديدة للعالم واميركا.ومن الملفت للنظر ان انفلاونزا الازمة الاقتصادية اصابت العالم بالزكام وفوز اوباما.. الهب عواطف ومشاعر العالم بالفرحة والحماس والسرور بشكل لاسابق له.
الا ان هذه المتغيرات على اتساعها وحجمها واثارها الكبيرة على العالم لم تقرأ على ما هي عليه في منطقة الشرق الاوسط التي لاترى الاشياء الا من مطابقتها لها في الدين او اللون او العرق او الاسم وما يخالفها ليس له قيمة تذكر في اعتقادها وتقديرها لان الرؤية هنا تتحدد بالمشاعر وغلبة العواطف على العقل والمنطق فتبقى الاحداث والوقائع ضبابية وغامضة لانكاد نفقه منها شيئاً ونبسط ذلك بالقول لاجديد في البيت الابيض.في كتابه العرب وجهة نظر يابانية يقول الباحث الياباني نوتوهارا: غالباً ما اواجه هذا السؤال في البلدان العربية: لقد ضربتكم اميركا بالقنابل الذرية فلماذا تتعاملون معها؟!العرب عموماً ينتظرون من اليابانيين عداءً عميقاً لاميركا لانها دمرت المدن اليابانية كافة.
ولكن طرح هذه المسألة على هذا النحو لايؤدي الى شيء علينا نحن اليابانيون ان نعي اخطانا في الحرب العالمية الثانية اولاً ثم نصحح هذه الاخطاء لاننا استعمرنا شعوباً آسيوية كثيرة ثانياً ان نتخلص من اسباب القمع داخلياً وخارجياً اما المشاعر وحدها فانها مسألة شخصية محدودة لا تصنع مستقبلاً.ان الاحتكام الى ذاكرة الماضي لا يصنع حياة جديدة مورقة بالامال العظيمة ولو نظر اصحاب البشرة السوداء الى ماضيهم في اميركا لما استطاعوا ان يخطوا باتجاه المواقع السياسية والاقتصادية والاجتماعية العليا في هذا البلد والشيء ذاته يقال عن علاقة المانيا باوروبا بعد ويلات الحروب او علاقة فرنسا ببريطانيا وهم خاضوا ما هو اكبر من حرب البسوس وهي حرب المائة عام ولقد استشاط الصحفي المصري محمد حسنين هيكل غضباً عندما قال كيسنجر له:
بعد حرب تشرين العام 1973 لاتتحدث معي عن التاريخ، او تتكلم باسم الامة لأنك تمثل في الواقع دولة مصر وليس غيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يؤكدون استهداف سفن في ميناء حيفا والجيش الإسرائيلي


.. تجدد الاتهامات لطهران باستغلال حرب غزة لاستهداف أمن الأردن|




.. كوفية عملاقة تحمل أسماء الآلاف من شهداء غزة في مظاهرة بكندا


.. ترقب أمريكي لرد حماس على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة




.. أكثر من مليون فلسطيني في غزة مهددون بمجاعة حتمية