الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب اعادة تسعيرة كبار المسؤولين

مالوم ابو رغيف

2009 / 1 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رواتب ومصارف المسؤولين الباهضة ليست بالشئ الجديد الذي يطرق سماع العراقيين، هي جزء لا يتجزأ من الفساد العام المستشري في كل مكان في العراق، وباء اصاب الجميع ، نادرا ما يوجد مسؤول غير فاسد، وان وجد مثل هذا المسؤول، فتأكد بان عائلته ضالعة بالفساد الى المنخرين.

لا يمكن ان يتكاثر الفاسدون في بيئة ومحيط غير فاسد، في ظل حكومة تدعي محاربة الفساد، ولا يمكن ان يستمر الفساد بالاستشراء والتوسع ليكون اساس التعامل في الحياة اليومية ان لم تكن البئية والمناخ السياسي ملائمان له، ان لم يكن هناك مصلحة في عدم اجثاثه وفضح رجاله، فالسكوت، اكان من رئاسة الوزراء او من رئاسة الجمهورية او من البرلمان يعني ان هذه الدوائر الثلاث العليا التي تحكم العراق حاليا فاسدة او راعية للفساد في ابشع صوره.

رواتب المسؤلين العالية ومصاريفهم ونثرياتهم وسفرياتهم المكوكية المدفوعة الثمن الى خارج العراق لزيارة عوائلهم، واكرامياتهم ومكافئاتهم على تقاعسهم وعدم كفائتهم وغيابهم الدائم او نومهم على المقاعد في مكاتبهم المؤثثة باغلى الاثاث الفاخرة والمزودة بما تشتهيه انفسهم المريضة الجشعة، هذه وغيرها من الصرفيات لم يشرعها البعث، ولم يشرعها الامريكان، شرعها ونفذها على وجه السرعة البرلمانيون باتفاق جميع الاحزاب الكبيرة لتقسيم الغنائم والمناصب فيما بينهم بالتساوي، لذلك تكاد تتساوى رواتب رئيس الجمهورية ونائباه مع رواتب رئيس الوزراء ونائباه مع رواتب رئيس الوزراء ونائباه وهم في الخدمة او محالون على تقاعد مقالون او مستقالون.

فهل يتحمل الراحل المشهداني التقريع واللوم وحده ولم يكن الا سمكة صغيرة تافهة عندما تم الاتفاق بين الحيتان الكبيرة في مراحل تشريع القوانيين وتوزيع المخصصات والمناصب كالغنائم وانفلة ثروات العراق المنقولة وغير المنقولة وبيع اسلحة الجيش العراقي السابق كخردة في اسواق الارادنة او الايرانين والاستيلاء على بيوت الدولة وتجيرها باسمائهم وشراء العقارات بابخس الاثمان وفرهدة مليارات الدولارات من منح الدول لاعمار العراق.


المشهداني ليس الا برغي صغير في ماكنة الفساد العامة، فما كان اسهل الخلاص منه عندما قرروا ازالته، وما كان اسهل من بعثرة اموال العراق على شخصه البغيض، فهؤلاء الذين شرعوا تقاعد المسؤليين، لا يهمهم الاموال العراقية ولا تحترق قلوبهم مثل ما يقول العراقيون وهم يرونها تتبعثر شذرا مذرا او تقرضها الفئران او يتبرعون بها الى بعض الدول او يعطون النفط مجانا او باسعار تفضيلية وكأن العراق قد تخلص من ديونه ومن التعويضات الباهضة المترتبة عليه، وكأن العراقيين في خير وعافية ونعمة من الباري ولا تاكلهم الامراض وتقض مضاجعهم اصوات بطونهم الخاوية وبيوتهم المقفرة مأوى لهم ولالاف الحشرات التي تسكن معهم.

لا اعتقد ان الحكومة العراقية ولا رئاسة الجمهورية ولا البرلمان لم يسمعوا بكل هذا الصراخ الاحتجاجي المدوي والانتقادات الحادة ضد رواتبهم الفلكية وضد مصاريفهم الامبراطورية التي لا يتقاضها اي نظير لهم لا في البلدان المجاورة ولا في البلدان الاوربية، لكن وكالعادة، ومثل بقية الحكام العرب استمرؤا الفضيحة وتعودوا عليها فلا يخجلهم كذبهم ولا ازدراء الناس لهم، يعطون الاذن الطرشاء ويتجاهلون احتجاجات الناس ويزيدون من كذبهم في اسواق المزادات الانتخابية ..

الامر يتطلب اعادة النظر وبسرعة بتسعيرة هؤلاء الساسة، فهم وبصراحة شديدة يكلفون الكثير والكثير جدا، ويشكلون عبأ ثقيلا على الميزانية، فهم لا يحسنون صنعة ولا حرفة ولا مهنة، لو استغني عنهم لانسدت كل ابواب سوق العمل بوجوههم ولما استطاع احد منهم ان يحصل على عمل لجهالتهم ولكسلهم الذي احالهم الى تنابلة، لا يحسنون اللهم الا حرفة واحدة هي روزخونية ايام عاشوراء او ودلالين لزيارة العتبات المقدسة او للحج كما كان الجعفري دلالا للحج والعمرة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه الرواتب الخرافية سرقات بغطاء قانوني
يحيى السماوي ( 2009 / 1 / 25 - 01:01 )
هذه الرواتب الخرافية هي سرقات ولكن بغطاء قانوني .... هل يعقل أن راتب رئيس البرلمان ( بعد تقاعده ) أربعون ألف دولار؟ وإذا كان راتب رئيس البرلمان أربعين ألف دولار شهريا ، فكم تبلغ رواتب المسؤولين الأرفع درجة والأكثر أهمية ؟

هل يعلم مسؤولو عراقنا الجديد أن راتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ أقل من ثلثي راتب رئيس برلماننا ـ علما أن راتب الرئيس الأمريكي يخضع للإستقطاعات الضريبية ـ وليس كرواتب مسؤولينا التي لا تقربها الضريبة ؟


2 - خان جغان
محمد خليل عبد اللطيف ( 2009 / 1 / 25 - 08:44 )
اذا كان رب الدار للمال ناهبا
فشيمة اهل اهل الدار كلهم النهب


3 - زلمة
التلسكوب ( 2009 / 1 / 25 - 09:09 )
اخي الكاتب ....اقول مع الاسف ان نسبة لا يستهان بها من الشعب العراقي تؤمن بالسرقة .الم تسمع بالمثل المعروف ....اللي ما يبوك مو زلمة .


4 - معارضة زمان سراق اليوم
طيف ( 2009 / 1 / 25 - 09:19 )
ومن اوصل هؤلاء السراق الى الحكم ؟
اذا كان كبيرهم الذي علمهم السحر -بريمر - سرق مليارات وهرب , فكيف لايسرقون وهم يعلمون أن بقاءهم في الحكومة لاجل معلوم ثم سيحملون المقسوم ويهربون خارج العراق , وكل حوت يحمل جنسية اخرى غير جنسية بلده !!

العراقي واقع في دوامة أحباط و لايستطيع الخروج من دائرتها , فأذا كان البعثيون سراق ومجرمين , ومعارضة زمان التي عارضت البعث قد أثبتوا بالدليل الملموس بأنهم كانوا يعارضون من اجل السرقة والنهب ومن اجل التسلط لا من اجل فرض نظام بديل يرتقي بالعراق .. فمن هو الشريف الذي سيقود سفينة العراق ؟؟


5 - دولة الفرهود ، والفرهود غير محدود
هرمز كوهاري ( 2009 / 1 / 25 - 10:11 )
الراتب السنوي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، أوباما ، أربعمائة ألف دولار وراتب المهرج والمنبوذ المشهداني السنوي أربعمائة وثمانون ألف دولار هذا المنظور أما المستور أما الخدمات الأخرى من حراسة ومواكب وسيارات حديثة وإمتيازات للعائلة وجوازات سفره الدبلوماسية هو وكل أفراد عائلته
هذا مثال بسيط ، وقيل أن للمالكي سبعين مستشارا
إن مايرعب المسؤولين هو لغة الأرقام فالأرقام تكشف الآثام


6 - من اين يدفع للديانه؟؟؟
ذياب مهدي محسن ( 2009 / 1 / 25 - 12:30 )
التقيت صدفة بأحد احفاد (جلوب الأوتجي)من اهل الشاميه وقال كان جدي أتجي للأفنديه ولأهل الشاميه.... المطلوب:لجدي 15 فلس طلب،دين،ذمه على الشهيد عبد الكريم قاسم حين كان معلما في الشاميه ورئيس الوزراء في الجمهورية العراقيه...قلت اشتكي على ورثته؟ قال:سوف اقدم شكوتي الى هؤلاء المسؤولين ليدفعوا عنه ما بذمته للثواب والآجر؟


7 - Her Biji ..
Dr. Ibrahim Xelife ( 2009 / 1 / 25 - 18:54 )
Desie Tu Sax Mamhosa ..Her Biji Kurd u Ereb

اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل