الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة أولية لمعركة غزة

جورج حزبون

2009 / 1 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


ليس صائبا القول إن الحرب في غزة ، هي حالة معزولة عن الامتداد التاريخي بالنار أو بالسياسة للصراع العربي الإسرائيلي ، بل إن ما عرف بالنكبة ، كان أول الحروب ، سبقتها سنوات طوال من المقاومة والتصدي ، وظلت هذه الحرب تشتد وتهدءا وتتوالى ، تفصل بينها فترات وأحيانا سنوات من الهدنة ، وصل أقصاها تسعة عشر عاما ، لكن الحرب تواصلت ، وكانت 67-و الاستنزاف ثم 73 و82 وبيروت والجنوب و2006 والحرب الراهنة ، فهي ليست أزمة صواريخ ، أو معابر ، أو حصار ، بل هي الحرب المتواصلة على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره ......وان التعامل معها كحالة بذاتها ، إما نظرة قاصرة أو تائهة، ولا أود استخدام ألفاظ تتطلبها عملية التشخيص السياسي ، لكن وضع الساحة لا يجيز ألان .
بعد العبور ودور كيسنجر في فض الاشتباك حتى كامب ديفد خرجت مصر من الصراع بالنار ، ووقعت اتفاقية مصالحة وتبادل اعتراف ، وقبلت سوريا عودة القنيطرة في اتفاقية فصل القوات ، واستمرار الهدنة وجبهة متوقفة، واتفاقات بعضها غير مكتوب تمثله البعثات الدراسية لأبناء الجولان وتصدير التفاح الجولاني إلى دمشق ، والجبهة الأردنية خرجت باتفاقات وادي عربة ،ورغم اتفاقات واسلوا والتي كانت حسب الاتفاق مرحلة على طريق الحل الدائم ، إلا أنها شهدت الانتفاضة الثانية وعملية السور الواقي التي أعادت احتلال إسرائيل للضفة ، وإحداث النفق ، ...حتى غزة اليوم .
والسؤال هنا ؟ هل يجوز التعامل مع كل معركة بشكل منفصل ؟ سوا بالشعار أو المطلب ! بالتأكيد لا ، لان لااسرائيل مصلحة في التجزئة إلى حد الموافقة على المطالب التي تقدمها القوى الفلسطينية المختلفة ،مما يتيح لها تجزئة الجبهة والصراع والقضية على مذبح ملوك الطوائف ، كما وان خروج الاحتلال من غزة كان بعدا سياسيا أراده تحت عنوان الانفصال أحادي الجانب ، ليضلل به من لديه قابلية الضلال ومن توهم ان تلك مغادرة مهزوم دفعه إليها منتصر !!! يواصل الطلب المجزوء الرؤية ليصل بالقطاع إلى الانفصال عن أراضي الوطن ولتصبح غاية الوحدة والدولة ابعد منالا .
الملفت هذه الأيام استخدام مفردات سياسية وإعلامية منقولة فضائيا عن حرب لبنان2006 ، وكان عنصرا الزمان والمكان غير قائمين ، ولربما لمحاولة واعية لربط الفسطاطين بحكم الرؤية والتحالف والمحور ، وتقديم نموذج ( الممانعة ) واعتبار من وما سبق متخاذلين ، وان ولادة هذا المحور هو بداية التاريخ ، دون إدراك إن التاريخ هو حوار الماضي مع الحاضر ، وان الفضل بالتنافس وليس بشطب الأخر سوا نضاليا اودينيا ،وان النضال بالتراكم في هذا الصراع ألاقتلاعي الممتد والمتحالف مع اعتى قوى العصر ،
ومع استلام اوباما وقبل حفل التنصيب أنهت إسرائيل حملتها لتدخل في المرحلة الجديدة بوضع سياسي جديد دون إحراج لحلفائها في حربها ، وإنها تستقبل الجديد بمطالب جديدة كما أنهت بالاتفاقية الأخيرة علاقتها بالإدارة القديمة ، ومع إدراكها للمتغير بالعالم وطموح الدور الأوربي ، اهتمت إدخاله بالمعادلة وهي التي سعت طويلا لإبعاد الجميع باستثناء أميركا ، ومعروف إن ساركوزي صاحب مشروع ( من اجل المتوسط) على طريق إعلان برشلونه فانه مهتم بتجميع كتلة متوسطية اقتصادية وسياسية وبما فيها إسرائيل وتحالف مع السوق الأوروبي ونهج عولمة اخر ....وعليه فقد نشط مع مصر لتقديم مبادرة لوقف النار وليكن له دور فاعل بالمنطقة المطلوبة للمشروع الجديد ، وهو الهدف الذي شجع هذا التدافع الأوروبي .......
والى جانب هذا ظهر العرب محاور من الدوحة والرياض ومصر وفضائيات جاهزة بمذيعين مدربين لتعميق الانقسام ، وعلى مائدة طعام تصالح العرب !!!!!!
هذا يحتاج بحث بالسيكولوجية ولكنه بالسياسة لا يخدم عملية النضال الجارية على الأرض وتحتم جبهة وطنية موحدة وبرنامج كفاحي فلسطيني موحد على كافة الدول العربية دعمه والتوقف عن إهدار دمائنا على مذبح صراعاتها العشائرية البدوية ، ان الشعب الفلسطيني لا زال الطريق إمامه طويل وصعب وقد أصبح ممتدا لما يقرب قرنا من الزمان والوضع بسيط نطالب بوطننا فقط ادعموا غايتنا وعندما نحققها سنختلف حول الدين والعلمانية والاقتصاد الحر والموجه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟