الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما اثر الانتخابات المحلية الجارية على الخارطة السياسية العراقية؟

عبدالله مشختى

2009 / 1 / 25
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


سيخوض العراقيين نهاية الشهر الحالى انتخابات محلية عدا محافظات كردستان ومحافظة كركوك اى ان حوالى 15 مليون عراقى لهم الحق فى المشاركة فى التصويت وهم بقادرين على احداث تغيير فى الخارطة السياسية فى العراق فيما لو فكر الناخبون جيدا . ورغم كثرة الكيانات التى اعلنت الترشيح لهذه الانتخابات واكثريتها من القوائم الحزبية للاحزاب المختلفة الايديولوجيات والتوجهات من دينية وليبرالية واشتراكية وقومية وديمقراطية وماركسية ومستقلة ، ورغم ما ترافق عملية الدعاية الانتخابية من خروقات ومخالفات ومنافسات وصراعات سياسية وايديولوجية الى انها عملية تستحق الدراسة لانها ترتبط بمصير شعب . ان المتتبع للشارع العراقى خلال فترة الدعاية الانتخابية يتمكن ان يتوقع بعض المضامين والمؤشرات التى توحى بحدوث تغييرات طفيفة وصغيرة هنا وهناك فى خارطة توزيع القوى السياسية العراقية فى المناطق المختلفة . فالشارع العراقى الان يميل الى القوى المستقلة اكثر من السابق نظرا لما تعرضت له الاحزاب الدينية من انتكاسة فى الساحة السياسية ومن تذمر العديد من شرائح المجتمع العراقى من هذه الاحزاب لما بدرت منها من تناقضات غريبة لا تتوافق ما اعلنتها فى برامجها فى الانتخابات السابقة عام 2005 ولما قامت بها بعض هذه الاحزاب من ممارسات تخلفية تتعارض وتوجهات العراقيين فى التطور والحضرنة ولقيام كل قوة منها بالعمل على نهب اكبر قدر ممكن من ثروات هذا الشعب لتقوية مراكزها وتوسيع نفوذها وقاعدتها الحزبية والاستئثار بالمناصب والمراكز الحساسة والوظائف كل لاتباعه الحزبيين ومسؤوليتهم فى تحمل نتائج الفساد الذى دب فى اوصال المجتمع العراقى بكل انواعه واشكاله وتستر هذه الاحزاب والقوى الدينية على اتباعها فى مؤسسات الدولة وحمايتهم من المحاسبة من قبل اجهزة القضاء والاجهزة الاخرى .
ان هذه التغييرات لن تكون واضحة المعالم فى كل المناطق فالاحزاب الكبيرة والدينية بالذات والتى تتصارع الان فيما بينها وبما تمتلكه من وسائل قوة ونفوذ ودعم مالى قوى ستستخدم كل هذا النفوذ من اجل السيطرة على مجالس المحافظات وكما يبدو الان رغم ان المرجعيات الدينية قد حذرت هذه القوى من بيع وشراء اصوات الناخبين الى انه يبدو واضحا ان هذا الاتجاه سالك فى بعض المناطق حيث يستغلون عامل الفقر الذى يسود بعض الاوساط . وكذلك المنافسة الغير الشرعية مثل تمزيق اللافتات والملصقات الدعائية للكيانات الاخرى ، ولكن هذه الخروقات طبيعية فى مجتمع كالمجتمع العراقى الحديث فى التوجه الديمقراطى وهى تجربة ناضجة قياسا لاوضاع العراق ما دام الامر لن تصل حد الاقتتال.
ان الخارطة السياسية لن تتغير ولن تكون هناك فوارق كبيرة بين اوضاع الانتخابات السابقة والحالية الى بنسبة طفيفة ، بسبب ان اكثرية الاحزاب الدينية الشيعية تتحكم بالمواطنين الشيعة وولائهم لا يمكن ان يتغير مادامت المرجعيات تساند ولو من وراء الستار هذه الاحزاب الدينية الشيعية فى وسط وجنوب العراق ذات الاكثرية الشيعية . قد يحدث تغييرات فى بعض المحافظات الشمالية وبغداد ايضا وذلك بسبب مشاركة القوى السياسية السنية فى الانتخابات الحالية كالحزب الاسلامى واحزاب جبهة التوافق المنحل وقوى اخرى مستقلة او قومية او اشتراكية . رغم ان القوائم القوية التى تحسب لها الحساب الان هى قوائم التحالفات الكردستانية فى محافظات مثل الموصل وكركوك وحتى فى بعض مناطق ديالى وتكريت كون هذه القوائم الكردية تضم قوى عربية تسير على خطى سياسة الاحزاب الكردستانية .
يمكننا القول بان الخارطة السياسية للعراق فى ظل هذه الانتخابات الجارية لن يحدث فيها الكثير من التغيير لانعدام البديل الجاهز والحاضر المتمثل فى قوى اليسار الديمقراطى وضعفه وعدم تمكنه ان يختار الموقع الصحيح والمناسب فى الساحة السياسية واستقطاب الجماهير الواسعة التى ملت من الاحزاب الدينية والقوميةخلال السنوات الاربع الماضية لعدم تمكنها من طرح برنامج اصلاحى تنموى شامل ليحدث تغييرات جوهرية فى البنية الاساسية للمجتمع العراقى من كافة النواحى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر