الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط الاصلاح

مصطفي عبد العال

2004 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


كعادتنا كعرب ورغم كل ما عانيناه من مآسي وانهزامات نتيجة لتصلب شرايين الانظمة العربية وضمور الفعل الشعبي الضاغط للاصلاح وشلل النخب العربية, كعادتنا استنفرنا لمواجهة المشروع الامريكي لاصلاحنا لانه ات من هناك ونحن ولله الحمد نرفض الاستيراد ونرفل في نعمة الانتاج الوطني, وحتي لانظل ممارسين لعاداتنا السرية والعلنية المدمرة الي ان ننقرض, ماذا لو تساءلنا عن امكانية انتهاز الفرصة للدفع بعجلة الاصلاح للدوران متخطين كل الاكليشيهات الحقيقية والموهومة عن ان امريكا لاتريد لنا ديمقراطية بل اعادة احتلال , واننا لانقبل ما يتعارض مع خصوصياتنا, وان الولايات المتحدة تكيل بمكيالين, والا لماذا لم تطالب اسرائيل ايضا بالاصلاح, وان اسلاميونا سوف ينقضون علينا اذا ما فتح باب الحرية ليوقفونا في الشوارع ليتاكدوا اننا نسير مع زوجاتنا او اخوتنا او امهاتنا وليس مع عاهرة التقطناها من الشارع, دعونا نتخطي كل ذلك ونبحث في امكانيات الاصلاح الذي نريده بغض النظر عما تريده امريكا او لاتريده, لكن دون تفويت الفرصة التي اتاحت مناخا اصبح الحديث فيه عن الاصلاح ليس كلاما اباحيا كما كان طوال عقود مضت, بل امكانية حقيقية للتغيير
وفي ظننا ان البداية هي وضوح القول دون تأدب مرضي مارسناه طويلا من شدة الخوف والرعب ان نتهم باننا ندعو لازدراء الحكم اونهدد السلام الاجتماعي والامن القومي اللذان تمت استباحتهما عبر كل القوي الخارجية وبمساندة خاضعة من انظمة وطنيه لاوطنية فيها الا انها تستخدم لغتنا وتشبهنا شكلا
وحتي لانمارس عار الدعوة الي شيئ وننسي انفسنا فاسمحوا لنا ان نبدأ بطرح بعض القول الواضح دونما رعب في ما يخص هذا الاصلاح
بداية تتحدث انظمتنا السياسية بصدق او بنفاق عن اهمية عدم الرضوخ لمشروعات خارجية الصنع وان الاصلاح شأن داخلي تمارسه الانظمة بايقاع يتفق مع واقعنا السياسي والاجتماعي والثقافي
وايا كان اقتناعنا بصدق او كذب هذه الاطروحات دعونا نصدقها ليس بغرض الامتثال لاستمرار الحال علي ما هو عليه الي ان نصحو علي هدير الدبابات الامريكية او تلاشي الاوطان بل لنجد نقطة انطلاق تخرجنا من هذا الدوران الابله الذي مارسناه عقودا وراء عقود دون ان نخطو خطوة واحدة الي الامام, وعليه فان تصديقنا لاطروحات السلطة عن المشاريع الاصلاحية ذات القرار الوطني يجب ان يدفعنا الي دعم مشاريع الاصلاح من منطلق وطنيتنا, اذا ان احتكار السلطة لمبدأ الوطنية وحجبه عن شعوبها , يجعلها سلطة غازية, يجب اسقاطها بالامريكان او بغيرهم, فاذا ما اتفقنا ان من حقنا جميعا كمواطنيين وبالتالي وطنيين ان نشارك في دفع عجلة الاصلاح للدوران فاننا بالتالي سوف نتفق علي حقنا كجزء من هذه الوطنية في ان نطرح ما نراه ضروري للبدء في الاصلاح ولعل اهم منطلقات الاصلاح هي
اولا ان نتمكن من تشكيل هيئة مستقلة عربيه او وطنية داخل كل بلد عربي تحقق فيما يدور من تعذيب وتنكيل باصحاب الراي وبالمواطنين في عمومهم اذ انه لا امل في اي اصلاح والناس ترتعد من ان تعتقل وتغتصب وتنتهك ادميتها دون ان يحاسب المعذبون والمغتصبون والمنتهكون لحقوق الناس ويعاقبوا اشد العقاب ولن يتأتي هذا الا عبر رقابة هيئة مستقله وليست حكومية والغرض من هذا ليس فقط التشكيك في ذمة الهيئات الحكومية وهو تشكيك في محله ولكن ايضا كي نتدرب علي اختيار ممثلينا بعد ان قامت الانظمة بتصعيد الامعات والمنافقين مما دفع بالناس للتساؤل بشكل واقعي وبائس ومدمر: ولكن من الذي يأتي اذا ما ذهب الديكتاتور؟

ثانيا اقرار مبدأ عدم توريث السلطة حتي ولو كان الوريث عبقري زمانه لاننا ان كنا نتحدث عن تغيير مرتبط بتراثنا وثقافتنا فنبينا الكريم عندما مات ولده وحاول بعض المنافقين والبسطاء ان يربطوا بين وفاته وكسوف الشمس اعلن الرسول الكريم ان الشمس والقمر لايخسفان لموت انسان كما ان السيد المسيح ترك تلاميذ ولم يترك ابناء يرثون سلطته فما معني تراثنا وثقافتنا اذن ان تغاضينا عن ذلك تحت اي مبررات او مزاعم والا اصبح الحديث عن خصوصيتنا هو ان لنا خواص تجعلنا كائنات بلاثقافة ولاايمانات بل فقط قطعان تقاد الي حتفها عبر الحكم الوطني او الاحتلال الاجنبي

ثالثا تشكيل هيئة مستقلة عربيه تتعاون مع بعض اللجان المتخصصة في الامم المتحدة وبعض هيئات المجتمع المدني في الغرب والتي تمتلك مصداقية فعلية لكونها ليست فرعا من انظمة غربية او اسرائيلية تقوم بالبحث عن الحسابات البنكية التي اودعت فيها اموال الشعوب بغرض استردادها من اجل تحريك عجلة التنمية والاصلاح اذ ان اي اصلاح لايمكن ان يتواجد مع فساد بالحجم الذي نعيشه عربيا

رابعا ان يحاط المناخ الاصلاحي المؤدي الي تفعيل حرية الراي والتعبير باطار واضح يمنع استخدام هذا المناخ من اجل دعوات تقسيمية للاوطان تحت اي مسمي ديني او عرقي فالاصلاح يجب ان يرتبط ارتباطا وثيقا بمنع التفتت فنحن علي كثرة مشاكلنا لدينا روابط حقيقية يجب تدعيمها حتي وان تحاورنا او ارسينا قواعد تساعد علي ممارسة التعددية الثقافية والدينية الا ان ذلك لايمكن تحت اي مبررات ان يشكل منطلقا لتقسيمات دينية او اثنية تجعل من الاوطان كنتونات تابعة لمرجعيات او كنائس او اجهزة مخابرات خارج الاوطان

هذه النقاط وغيرها يمكن ان تشكل بداية لاصلاح عربي يستبق المخططات الامريكية ويجهض الاستغفال السلطوي ويضعنا علي اول الطريق للتفاعل مع ما يحدث في العالم من تطورات دون ان نظل منتظرين ان يفعل فينا ثم نمارس صخب رد الفعل
فهل من مساند لهذه التصورات بالدعم والنقد والتحليل ام اننا نصرخ في البرية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك