الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الكائنات الخرافية

حمزة الحسن

2009 / 1 / 25
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لا تنتخبوا العنصري ولا الطائفي ولا القومي ولا الثوري ولا اللاثوري ولا المسالم ولا المجاهد ولا الملحد ولا المؤمن ولا الواقعي ولا الخيالي.

لا تنتخبوا الوطني ولا العميل، لا تنتخبوا المقاوم ولا غير المقاوم، لا تنتخبوا من يعمل في الحرس الوطني ولا من يعمل في الفرقة القومية للرقص الشعبي، لا تنتخبوا الكاهن ولا السرسري، لا تنتخبوا الشاعر الحقيقي ولا المزور ولو حصل على عشرات الجوائز الخرافية، لا تنتخبوا المدخن ولا غير المدخن، لا تنتخبوا جماعة الكفاح المسلح ولا جماعة الكفاح السلمي، لا تنتخبوا من قاوم الدكتاتورية ولا من عمل معها، لا تنتخبوا من يستعمل الشعارات الدينية ولا من يستعمل الشعارات الجنسية، لا تنتخبوا المناضل ولا المنبطح، لا تنتخبوا الهزلي ولا المأساوي، لا تنتخبوا المفكر ولا المستحمر، لا تنتخبوا المنعزل ولا المندمج، لا تنتخبوا القومي ولا الانفصالي، لا للراهب ولا للعفطي...الخ.

نريد حكومة ملائكة من خارج هذا الزمان وخارج هذا الوطن.

لا نريد المفكر ولا نريد الأثول، لا نريد اليساري ولا اليميني.
لا نريد الارهابي ونكره المسالم.
لا للتحالف الوطني ولا للبعثرة الوطنية.
لا نريد السوي ولا المنحرف.
لا نريد الفوضى ولا نحب القانون.

وماذا نريد ايضا؟

نريد غير الملوث، وغير المصاب بكابوس، المثالي والقديس والشهيد والنموذج.
نريد مسيحا ولو خرج لنا من هذا المستنقع.
نريد وجها يسطع كالقمر ولو من بين الانقاض.
وعقلا نيرا في هذه الظلمة.
وقديسا يطلع لنا من بين كل حشود السرسرية.

وماذا نريد ايضا؟
نريده لا يتوجع ولا يهرم.
لا يأكل ولا يشرب.
لا يمارس الحب ولا يمارس الصلاة ولا يمارس الكفر ولا يمارس السحر ولا على دين ماركس أو دين عيسى او موسى او غيره ولا على دين المحبوب.
لا نريده حزبيا سابقا ولا من حزبيي اليوم.
لا نريد من تلوثت يده بالدم ولا بالحرام ولا بالمني ولا بدموع الجماهير.

نريده بقميص جوزي وزيجة مفتوح وفي يده مسجل يغني: الليل أصيح الليل والله يا علي.

نحن شعب الكائنات المحبطة من الارض، نحن المثالية المطلقة في الفسق والدجل، نحن مخلوقات العتمة والوسخ في الليل، نحن الحب المطلق والكراهية المطلقة، نحن أبناء المخالب المضادة للريح، وسكان المصحات العقلية والصرائف، نحن ابناء التاريخ المهزوم والثقافة المشروخة، نحن ابناء العطب التاريخي، نحن نتاج ثقافة قرن من الشلايتية والتصوف والايديولوجيات، نحن ابناء السجون وعبور الحدود وكلاب البرية، نحن ابناء الاختراق السهل من قبل اي دجال ومشعوذ ونصاب، نحن سكان بلاد الرافيدن الجديدة، ورثة التناقض بين الصباح والليل، بين اللحاف وبين الافخاذ، بين القول والفعل، بين الاسطورة والحانة، لا نريد حكومة تاتي من هذه الارض ابدا.

عقلنا لا يحتمل الواقعي ولا الخيالي، لا الخرافي ولا الاسطوري.
لا نريد شخصا يمشي و يأكل و ينام و يسعل و يمرض و يحب ولا يكره.
نريده من خارجنا، من خارجنا، وبلا حاجات طبيعية ولا يحتاج الى مرحاض في ساعات الشدة وتصاعد الازمة الوطنية وليس مهما ان تكون مؤخرته الاصلية قد تمزقت في السجون والنضال وساحات الوغى لان الصيدليات اليوم تبيع مؤخرات صناعية للثوار المنتصرين في السرير.

لا تنتخبوا الصوفي ولا الخوشي، ولا تنتخبوا المتعصب ولا المنفتح.
نريد حكومة أخرى مختلفة على جنسنا العجيب كمخلوقات نادرة، جنسنا المنقرض، الأصيل، الغريب.
نريد حكومة لا تؤمن بالخبز ولا بالشكولاتة.
حكومة تكون اجتماعاتها مفتوحة كأفخاذنا في العمل الوطني والفكري والثقافي والادبي والحربي.
نريد منها ان تعمل ولا تعمل.
تفكر ولا تفكر. لا تؤمن بالعنف ولا بالقانون.
حكومة على صورتنا التاريخية: صورة مخلوقات فضائية نزلت، سهوا، على هذه الارض!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا